لم يكن أحد يتوقع أن يصبح اللاعب سلمان المؤشر القادم من نادي الوحدة بصفقة لم تتجاوز الربع مليون ريال، نجم الأهلي و«مؤشره».. يتأثر الفريق كثيرا في غيابه، إذ لم يجد قبولا من مدرب الفريق جروس في أول تدريب معه وكاد ينهي آماله في الدفاع عن ألوان «الملكي» والمساهمة في تحقيق لقب غاب كثيراً عن خزائن القلعة «دوري جميل». سلمان المؤشر.. الغزال الأسمر، فتح قلبه ل«عكاظ»، وتحدث عن السر الذي حوله من لاعب غير مرغوب فيه إلى نجم يعتمد عليه في أصعب المواقف ومفتاح فوز الفريق في الكثير من المباريات، كما كشف عن أن منصور البلوي عضو شرف نادي الاتحاد أول من فاوضه قبل توقيعه للأهلي، وتحدث عن سر علاقته برئيس النادي الأهلي مساعد الزويهري، مشيرا إلى أن لقب «نيمار» لا يهمه بقدر أن يحقق فريقه الألقاب. المؤشر تحدث عن الكثير في الحوار الخاص ب«عكاظ».. جاء فيه: كيف غيرت قناعة المدرب جروس رغم أنه طلب تنسيقك؟ في بداية الأمر وعند قدومي للنادي الأهلي كانت الأوضاع صعبة بالنسبة لعلاقتي الفنية مع المدرب جروس الذي فاجأني من أول تدريب مع الفريق بتوجيهه الحاد لي وبصوت مرتفع وضعني في موقف استغراب مما يحصل منه، ولكن لثقتي الكبيرة في نفسي وليقيني الكامل بموهبتي وبمساعدة زملائي اللاعبين استطعت تحمل تلك المصاعب والبحث عن مكان لي بين كوكبة اللاعبين الموجودة في الفريق، وبفضل الله تحقق لي ذلك بالصبر، إذ حولني إلى تدريبات الفريق الأوليمبي، وأنا رفضت، ونقلت تذمري من القرار للأمير فهد بن خالد في ذلك الوقت الذي بدوره اجتمع مع المدرب وأقنعه بمنحي فرصة ثم الحكم بعد ذلك، وعملت على تصحيح وجهة نظر المدرب جروس الذي لم يخف إعجابه، بعد ذلك قام بتطوير مستواي وإثبات أحقيتي باللعب، وفي النهاية لكل مجتهد نصيب. هل فعلا طلبت فك ارتباطك بالأهلي؟ لا، غير صحيح، لم أصر على الانتقال، ولكن طلبت منحي فرصة مع الفريق الأول وانتظرت فرصتي لأني كنت على ثقة بالله سبحانه وتعالى بأنني سأظهر بشكل ممتاز عند أول فرصة تتاح لي، والحمد لله أتت الفرصة وجنيت ثمار صبري على ما حصل. ما سر تأقلمك السريع مع الفريق؟ كان عندي هدف وهو أن أطور مستواي وأنفذ ما يطلب مني داخل الملعب، وتجربتي في الوحدة ساعدتني على تعزيز ثقتي في نفسي ولا تنس أنني لعبت في الهلال، وهذه التجربة أعطتني دافعا معنويا كبيرا للبروز لأصبح لاعبا يعتمد علي، هذا من جانب.. والجانب الثاني بيئة الأهلي تساعدك على البروز فهناك أشياء متوافرة في النادي غير موجودة في كثير من الأندية لذلك تفرغت لتطوير مستواي داخل الملعب والابتعاد عن المهاترات.. وبفضل الله تحقق لي ذلك. بما أن الحديث عن جروس ما رأيك فيه الآن، وهل تتمنى استمراره؟ حقيقة المدرب جروس وبغض النظر عن موقفه معي مدرب رائع جدا ويمتلك كاريزما وشخصية رائعة ومميزة وأكثر ما يميزه الهدوء في المباريات وعدم التشنج، وتشجيع اللاعبين أثناء المباراة وهذه قلما تجدها في المدرب حيث إن معظمهم تجده متشنجا على الدكة فينعكس سلبا على أداء اللاعبين داخل الملعب. كيف استطعت الحفاظ على مستواك؟ الحمد لله على فضله وللأمانة هناك عدة عوامل ساعدتني بعد فضل الله على البروز في الأهلي منها دعاء الوالدين وزوجتي ومساعدة إخواني اللاعبين لي داخل الملعب بكل تأكيد والبيئة الصحية والجيدة والأكثر من رائعة في النادي الأهلي التي تتيح لأي لاعب أن يبرز ويظهر كل ما عنده من إمكانيات. شكلت مع «شيفو» ثنائي خطيرا طوال الموسم الحالي.. هل لنا معرفة سر هذا التألق؟ محمد عبدالشافي لاعب كبير وشهادتي فيه مجروحة وسبب تفاهمي معه هو أن بدايتي الحقيقية مع الفريق كانت متزامنة مع قدومه وهذا لا ينقص من إمكانيات الكابتن منصور الحربي الذي هو الآخر ساعدني كثيرا، وإن كان هناك هبوط في المستوى في فترات بسيطة فهو أمر طبيعي لأي لاعب وليست له علاقة بحضور عبدالشافي وغيابه. من قام بتسليم الدفعة الأولى من مقدم عقدك عند انتقالك من الوحدة؟ الإدارة السابقة للنادي بقيادة الأمير فهد بن خالد وعضو الشرف الأمير فيصل بن خالد الذي كان لهما الفضل الكبير بعد الله في ذلك الوقت في تسيير أمور انتقالي. لماذا تم استبعادك من الهلال؟ في الهلال عشت مرحلة رائعة جدا لا يمكن أن أنساها وكان لها الفضل بعد الله في بروزي أولا ولكن نحن في عصر احتراف وللمدربين وجهات نظر فلا يوجد سبب معين سوى أنها كانت وجهة نظر مدرب ولله الحمد لم أقف عند تلك المحطة حيث عدت للوحدة واستطعت من خلالها أن ألفت أنظار الأندية الكبيرة. شكرت مدير الفريق موسى المحياني وأبديت معلومة أن قدومك للفريق عن طريقه هل كان ذلك لتخفيف الضغط عليه؟ لا لم يكن ذلك السبب أبدا، أنا ذكرت تلك المعلومة لأنها حق علي لهذا الرجل الذي وقف معي مواقف لن أنساها أبدا وبمشاركة خالد المطرفي الذي أوجه له الشكر الخاص إلى جانب موسى المحياني عبر صحيفة «عكاظ» وأتمنى أن أكون دائما عند حسن ظنهما بي. منتصف الموسم القادم تدخل الفترة الحرة هل تمت مفاوضتك على التجديد؟ الوقت ما زال مبكرا للحديث عن عقدي حاليا تفكيري منصب على نهائي الكأس الذي نطمح أنا وإخواني اللاعبين للظفر به لتحقيق ثنائية رائعة في هذا الموسم، وبإذن الله سنفرح جماهيرنا الوفية وسنفرح معها. هل لنا معرفة سر علاقتك القوية برئيس النادي؟ علاقتي بالرئيس الزويهري قديمة منذ تواجده في الوحده وأبو هليل رجل قدم لي الكثير على المستوى الشخصي وكانت له يد كبيرة في توهجي هذا الموسم وبكل صراحة الرجل عمل كثيرا للفريق وأتمنى بأن نقدم له كأس الملك هدية إلى جانب بطولة الدوري لأنه يستحق ذلك. من أول من فاوضك قبل توقيعك للأهلي؟ الحقيقة كان هناك عرض جاد في البداية من نادي الاتحاد وبالتحديد من عضو الشرف منصور البلوي في ذلك الوقت ووصلنا لمرحلة متقدمة من المفاوضات ولم يبق سوى التوقيع الذي كان من المفترض أن يتم بعد مباراة الاتحاد مع العين في بطولة دوري أبطال آسيا في ذلك الوقت إلا أنه بعد عودة الفريق من مدينة العين لم أجد أي تجاوب من قبل البلوي الذي أغلق هاتفه في ذلك الوقت فاضطررت للنظر لعرض النادي الأهلي الذي ناسبني. مستواك في المنتخب يختلف عن الأهلي لماذا؟ من الممكن يحصل ذلك بسبب أن الضغوطات تكون أقل في النادي ومسألة الانسجام لها دور كذلك وأتمنى ألا يفسر هذا بأنني لا أحاول الظهور بالمستوى الجيد أو أنني متهاون، بالعكس أي لاعب يتمنى تمثيل المنتخب وبإذن الله القادم أجمل وأفضل. هل يسعدك لقب «نيمار»؟ بكل صراحة لا تهمني هذه الألقاب بقدر ما يهمني الظهور بشكل جيد في المباريات وأساعد فريقي على الفوز والتتويج بالألقاب ولكن أشكر المدرب جروس على هذا الإطراء الجميل. كيف تنظر إلى انتقال اللاعبين فهد المولد وعبدالفتاح عسيري في حال اتفاقهما مع الأهلي؟ التنافس شيء رائع وإيجابي في كرة القدم وأتمنى لفهد ولعبدالفتاح كل التوفيق في حال قدومهما فعلا للأهلي وسنسعى جميعا لخدمة الفريق ولا يهم من يشارك بقدر ما يهمنا كلاعبين أن نتعاون لإظهار الفريق بالصورة المطلوبة التي ترضي الجميع. هل فعلا جمهور الأهلي شكل ضغطا كبيرا على الفريق قبل تحقيق اللقب؟ أقولها ولأول مرة أتحدث بهذا الكلام، وكلامي لا ينتقص من الجماهير التي كانت العامل الأبرز في تحقيقنا البطولة بوقفتها الدائمة والمعهودة، إلا أنها شكلت علينا ضغطا كبيرا بمطالبتنا بالتسجيل من الدقيقة الأولى في مرمى الخصوم مع العلم أن المباراة 90 دقيقة والهدف يحضر في ثوان، فمطالبتها لنا وضغطها العالي علينا في المباريات انعكست على أداء اللاعبين داخل الملعب فأصبحنا نفكر كثيرا بأمر الجمهور، واستطعنا أن نكسب ثقتهم بأننا قادمون للفوز وأصبح الجمهور يشجعنا من الدقيقة الأولى إلى الأخيرة بالشكل الرائع لإيمانهم القوي بأننا سنفوز. كلمة أخيرة تود أن تقولها؟ أتقدم بالشكر الجزيل لكل شخص في النادي الأهلي بداية بالرمز الأمير خالد بن عبدالله الذي كان سندنا دائما بعد الله، وابنه الأمير فيصل، والأمير فهد بن خالد، والإدارة الحالية بقيادة مساعد الزويهري، ونائبه عبدالله بترجي، وجميع أعضاء مجلس الإدارة، والجهاز الفني، وإخواني اللاعبين، والجماهير الأهلاوية كافة، ولا أنسى صحيفة «عكاظ» التي منحت لي الفرصة بالحديث، وأتمنى أن أكون وفقت في نقل الحقيقة.
