رحل أشقاؤه وسط ضجيج إعلامي واسع، فانتشرت الأنباء عن ان علاقته بفريقه باتت تعيش أيامها الأخيرة وتوقعوا أن يتراجع مستواه الفني لكن الحقيقة جاءت مختلفة إذ توهج وقاد فريقه لانتصارات متتالية. قائد الشباب أحمد عطيف لم يستكن للإشاعات ولم يتأثر بها فقدم هذا الموسم عطاءات مميزة وقال في حوار ل «الحياة» أنه يدرك جيداً «أن رحيل أشقائه عن النادي جزء طبيعي من العملية الاحترافية». لم يتخط عطيف أزمة «أشقائه» بسهولة وهو لا ينكر الدور الكبير الذي لعبه الجهاز الفني للفريق بقيادة البلجيكي برودوم في تجاوز تلك المرحلة لذلك يصف مدربه ب «العبقري»، مؤكداً في أكثر من مرة أن ما قدمه هذا المدرب للفريق أسهم في تغيير شكل الفريق من كل النواح، قبل أن يعود للحديث عن رئيس ناديه خالد البلطان الذي وعد بأن يقدم له درع الدوري كتعبير عن الامتنان على ما قدمه لهم طوال الأعوام الماضية. عن لاعبين ما زالوا إلى اليوم يسطرون نجاحات الفريق، وآخرون تركوه إلى غير رجعة، وطموحات «الليوث» قبل نهاية المنافسات وأمور كثيرة يتحدث عطيف، فإلى الحوار: بحكم أنك القائد ولاعب الخبرة اليوم في الشباب.. ما توجيهاتك لزملائك اللاعبين قبل آخر لقائين في الدوري وماذا تطلب من جماهير وإدارة الفريق؟ - الكل يدرك أهمية المرحلة المقبلة من الدوري والحديث بيننا كلاعبين دائماً ما يدور حول قربنا من تحقيق الحلم الذي انتظرناه طويلاً، ما يدعونا دائماً إلى تحفيز بعضنا بعضاً في التدريبات، لكني أتمنى أن يهتم كل زملائي بالراحة البدنية في أوقات الفراغ وبعد التدريبات، ولاعبو الشباب يعون ويدركون أهمية المرحلة الحالية ولا يحتاجون لناصح، أما الإدارة فهي تقوم بعمل احترافي وهي من أميز إدارات الأندية في السعودية ونتمنى أن تستمر في عملها على النهج ذاته، أما الجماهير فهي تعرف اليوم أن الفريق بحاجة لها أكثر من أي وقت مضى، ونحن نعرف أهمية الجمهور وما له من دور في دعمنا ومؤازرتنا وتحفيزنا داخل الملعب وحتى خارجه. خلال الأعوام العشرة الماضية، حضر اسمك دائماً كلاعب خبرة في الشباب والمنتخب.. ما سر النجاحات التي حققتها؟ - أولاً توفيق الله لي، وثانياً التوجيهات التي حظيت بها من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب فريق الشباب، وهو ما يحسب للإدارة الشبابية التي اعتادت على التعاقد مع أفضل المدربين وأميزهم، ولو كنت تقصد بحديثك هذا الموسم تحديداً فالفضل يعود بعد الله للسيد برودوم فقد أعطاني الثقة، وتعلمت منه أموراً كثيرة كانت تنقصني، فجمعت بين القوة والنضج، أضف إلى ذلك نجوم الفريق الذين يساعدون أي لاعب على البروز، وأنا بطبيعتي أسعى دوماً إلى تقديم الأفضل موسماً بعد آخر عبر الجد والاجتهاد في التدريبات وبذل قصارى الجهد لتنفيذ المطلوب مني في المباريات. هناك تنافس اليوم بين الشباب والأهلي على لقب الدوري، لكن هذا التنافس لا ينحصر داخل الملعب، إذ إن الخلافات انتقلت خارجه... ما تعليقك على ما يجري وهل ترى أن ذلك سيؤثر فيكم كلاعبين؟ - لن أعلق على ما يدور إعلامياً... فبالنسبة لنا - نحن اللاعبين - تعودنا على هذه الأمور، والإدارة الشبابية محترفة، وتقوم دائماً بالعمل على ما يخدم الفريق، ونحن كلاعبين دورنا التركيز في التدريبات والمباريات أما ما يحدث خارج الملعب فهو عمل إداري نعلم يقيناً أنه يتم وفقاً لما تقتضيه مصلحة الفريق. على رغم أنكم تحتلون صدارة الترتيب إلا أن المستوى الفني للفريق بات منخفضاً... على الأقل فيما يتعلق بجمالية اللعب، هل ضحيتم بجمالية الأداء بحثاً عن الفوز؟ - قدمنا مستويات مميزة في بعض المباريات، خصوصاً مع الفرق التي تنافسنا على الدوري كالهلال والاتحاد والاتفاق في الدور الأول، لكن تغيير عناصر كثيرة في الفريق وبشكل جذري أحياناً، ترك العمل الفني ينصب دائماً على أداء المجموعة دون بروز النواحي الفردية لأن الفوز لا يتحقق إلا بهذه الطريقة، وكان واضحاً أن العمل الفني الذي قام به برودوم غير الفريق تماماً ففي السابق كان الشباب يقدم كرة جميلة على حساب النتائج، فلم ننافس لكننا اليوم وفي وقت قصير مع المدرب البلجيكي نجحنا في الوصول إلى الصدارة والمنافسة على اللقب وهذا هو الأهم. هل يعني ذلك أنكم عاجزون اليوم عن الجمع بين الأداء الجيد الذي اشتهرتم به طوال الأعوام الماضية والنتائج الإيجابية؟ - إذ كانت الانضباطية هي ما يضمن لي تحقيق لقب الدوري وتساعدني في المنافسة فنحن لا نحتاج لجمالية اللعب، لكن أود التأكيد على أننا قدمنا في مباريات عدة هذا الموسم أداء جميلاً ونتائج إيجابية، لكن ظروف مباريات معينة تجبرنا على التنازل عن الأداء والحرص على تحقيق النتيجة فقط من خلال الانضباطية داخل الملعب ودون أن نغلب الجوانب الهجومية على حساب الدفاع فالشباب وصل مرحلة مع برودوم يعرف خلالها الوقت المناسب للهجوم ومتى يتخلى عنه ليلتزم بالدفاع، والفريق سيقدم أداء جيداً في الجولتين الأخيرتين مقروناً بالنتيجة بإذن الله. اليوم مع اقتراب الموسم من نهايته كيف تقوّم أداء اللاعبين الأجانب في الفريق؟ - أجانب الفريق من أفضل المحترفين في الدوري السعودي، ونتائجنا دليل على ذلك، فنحن نجحنا في تصدر الترتيب منذ بداية المنافسة، وربما تأخرنا للمركز الثاني مرة أو مرتين إلا أننا سرعان ما كنا نعود إلى القمة من جديد، وهو ما يؤكد قيمة لاعبينا وقدرات مدربنا «العبقري» الذي يجيد التعاطي مع كل مباراة بالشكل المطلوب وبتكتيك معين ويعرف نقاط القوة والضعف في المنافس ويعمل على تعطيل مراكز القوة فيه، ويطلب منا استغلال نقاط ضعفه، وبرودوم نجح في منح الشباب الانضباطية التي كانت تنقصه داخل الملعب إضافة إلى العمل الاحترافي الذي يقدمه مساعدوه. قبل فترة ليست طويلة قال المدرب السابق للشباب والمساعد الحالي لمورينهو جوزيه مورايس إنك مطلب لأي مدرب نظير ما تملكه من إمكانات فنيه وفكر عالٍ داخل الملعب... كيف تعلق على هذه الشهادة الفنية؟ - هي شهادة أعتز بها، خصوصاً أنها تأتي من مدرب قدير وهو من المدربين الذين استفدت منهم، وللمعلومية فأنا من اللاعبين الذي يحرصون على معرفة تكتيك أي مدرب يشرف على تدريب الفريق وأحاول أن أتفهم وجهة النظر الفنية بكامل أبعادها واستيعابها بالشكل المطلوب ومن ثم السعي لتنفيذها ميدانياً، وأتمنى أن أكون على قدر هذه الإشادة من السيد مورايس. طوال الأعوام الماضية وصفتم بفريق «النفس القصير»، كونكم تعجزون عن جمع النقاط وخطف اللقب في أطول بطولات الموسم، هل ترى أنكم نجحتم هذا العام في إلغاء هذا الوصف من قاموس «الانتقادات» التي تطاولكم؟ - مع برودوم تغير كل شيء، فالمدرب أعطانا حلولاً كثيرة ساعدتنا في الفوز واستمرار حصد النقاط، ومنحنا طموح خطف اللقب وزاد من قتاليتنا في المباريات، وفي المواسم الماضية كنا نعاني من إصابات كثيرة وغاب عنّا لاعبون كُثر وهو ما أثر في مستوى الفريق، لكن برودوم وبالتعاون مع طاقمه المساعد أسهم في تخفيف الضغوط على الفريق وتجهيز اللاعبين في فترات التوقف كافة، وعموماً الجهاز الفني بالكامل أسهم في تطوير الشباب بشكل ملحوظ. إن حصل ونجح الشباب في تحقيق لقب الدوري ستكون المرة الأولى لك بشارة القيادة.. ماذا يعني لك ذلك؟ - إن حدث ذلك بإذن الله فهو إنجاز شخصي مهم، ولا شك أنه أمر مميز أن تحصل على لقب للدوري كقائد لفريق مثل الشباب، خصوصاً أن اللقب غاب عنا لستة أعوام. يقدم زميلكم السابق اللاعب البرازيلي كماتشو مستويات مميزة مع فريقه الجديد الأهلي... هل افتقدتموه؟ - كماتشو لاعب كبير وشهادتي فيه مجروحة وهو أحد أفضل اللاعبين الأجانب الذين استفدت منهم عملياً إن لم يكن أفضلهم، لكن الفريق يسير بالشكل المطلوب، ولو كان كماتشو موجوداً لكان إضافة للمجموعة الشبابية الآن لكننا في عصر الاحتراف، وهنا أشدد على أن أجانب الفريق الحاليين يقدمون مستويات مميزة فويندل وجيباروف وتفاريس وفرناندو لهم لمساتهم الفنية التي ساعدت الفريق في تقديم الأفضل ومعهم في وقت سابق ياتارا لكن كماتشو يظل مكسباً لأي فريق. المستوى الذي ظهرتم به في اللقاء الأخير أمام الاتفاق بات مقلقاً بالنسبة للجماهير الشبابية، خصوصاً أنكم أضعتم فرصة الابتعاد بالصدارة، هل يقلقكم ذلك كلاعبين؟ - أمام الاتفاق لم نظهر بالمستوى المطلوب فهو فريق مميز لكننا سنحرص في المباراتين المقبلتين على الظهور بشكل مغاير لما كنا عليه في تلك المباراة وربما عن الفترة الماضية بأكملها بحثاً عن اللقب واليوم بات الدوري في متناول اليد ومن الصعب أن نتنازل عمّا وصلنا إليه بسهولة. في رأيك، ما أصعب مرحلة مر بها الفريق هذا الموسم؟ - بداية الموسم هي الأصعب فالمدرب جديد وغالب اللاعبين الأجانب والدوليين كانوا غير موجودين، ولم يتعرف المدرب على الجميع إلا في وقت متأخر، لكن وبحكم خبرة لاعبي الشباب نجحنا في التعاطي مع كل هذه الظروف وتجاوزها ومن ثم الظهور بالشكل المطلوب. ماذا تضم قائمة طموحاتك للأعوام المقبلة في مسيرتك الكروية؟ - أولاً الظفر بكل بطولة يشارك فيها الفريق، خصوصاً في الموسم المقبل من خلال مشاركتنا في دوري أبطال آسيا التي نبحث عن لقبها، وفي ظل العمل الإداري الحالي وحرص الإدارة على دعم الفريق بكل ما يحتاج بتنا أكثر قدرة على حصد كل الألقاب، لكن العمل على إعادة الكرة السعودية إلى سابق عهدها يأتي كأهم نقاط حياتي الرياضية، أتمنى أن أنجح أنا وزملائي اللاعبين في الأندية والمنتخب من استغلال كل ما يوفره لنا القائمون على الرياضة في بلادنا والظهور بالشكل المطلوب وعكس الإمكانات الفنية التي يتمتع بها اللاعبون هنا.
