لم يكن مفاجئاً ولا مستغرباً بالوسط الرياضي السعودي وصول أعتى أنديتنا الرياضية المحترفة، لهذه المرحلة «الحرجة» من الاحتضار تحت وطأة طوفان الديون الجارف، فهذا الطوفان يعلم المسؤولون المباشرون عن رياضتنا بشكل عام، ولعبة كرة القدم بشكل خاص، أنه محصلة خطأ فادح وجسيم، يتحمل إزره المعنيون بعملية «الولادة غير الطبيعية»، التي مني بها «احترافنا» قبل أن يستوفي أهم مراحل «نموه» ثم زج بهذا «الاحتراف الخديج»، دون اكتراث، أمام أنديتنا الرياضية، التي قدر لها خوض احتراف وشَّحُوها منه بصفة «المحترفة» بينما هي في واقع الأمر «محترقة» وهذا الاحتراق لم يستشعر ضراوته ويصطلي بناره إلا الخلص من الرؤساء الذين تعاقبوا على قيادة دفة هذه الأندية، وخاصة الأندية التي ظل لها الفضل بعد الله، في حفظ ماء الوجه لمنافساتنا الرياضية عامة ودورينا بشكل خاص، طوال كل هذه المواسم الرياضية المنصرمة. أكثر من 20 عاما على الولادة القيصرية المتسرعة لاحترافنا «الخديج»، وهذه النوعية المحدودة والمحددة من أنديتنا الرياضية، هي من ظل يحيط هذا الاحتراف، بأقصى التضحيات والتغلب على ما يعانيه من «أنيميا حادة»، فكابدت هذه النوعية من الأندية من خلال ما كانت تنعم به من مسيرين موسورين ورعاية باذخة وظلت في النسبة العظمى من مواسم هذه السنين تحتكر التنافس والمنافسات في ما بينها. ولما تتفرد به أغلب هذه الأندية النوعية المحدودة من قاعدة جماهيرية هي الأكثر كثافة وتأثيرا، اكتسب دورينا هاتين الخاصيتين. حتى هذه الأندية التي تحملت تبعات احترافنا «الكسيح» وظلت تمنح دورينا هذا المكتسب، عندما هد حيلها هول التضحيات، وتوارى داعموها وأخذ طوفان الديون يحدق بها، لم تجد من المسؤولين عن رياضتنا، تدخلا «استباقيا» يحصن تاريخها ويشفع لتضحياتها، عوضا عن «الفرجة» على تهاويها، كما تهاوت بسبب هذا الاحتراف الخديج مخرجات كرة القدم السعودية على مستوى المنتخبات والأندية دون أي حل ناجع لهذا الخلل الجسيم في احترافنا لأكثر من عقدين، فهل بعد هذا الاحتضار لرياضتنا والانهيار لأكبر أنديتنا ما يسمح بمزيد من الضرر والأضرار؟!، والله من وراء القصد. تأمل: ماذا سيأتي بعد ذا؟ هل له بعد؟ وهل عمر المآسي قصير؟ فاكس 6923348