سخر سلطان العتواني مستشار الرئيس اليمني من الأنباء التي أشيعت عن عزم المخلوع صالح الدفاع عن العاصمة صنعاء أمام تقدم قوات المقاومة الشعبية والتحالف العربي، وقيامه بارتداء اللباس العسكري تهيؤا لذلك. وأشار العتواني في حوار أجرته معه «عكاظ» إلى أن مثل هذه الأنباء تعكس القلق الكبير في دائرة المخلوع وميليشيات الحوثي التي يدعمها، مضيفا إن تحرير صنعاءومأرب أصبح مسألة وقت ليس أكثر في ظل النجاحات الكبيرة التي حققها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في تطهير المحافظات اليمنية من الاحتلال الحوثي. وهنا نص الحوار: ما تعليقك على الأنباء التي أشارت إلى ارتداء المخلوع للبزة العسكرية، للدفاع عن صنعاء؟ هذا نوع من التهريج لمثل هذه الشخصيات التي لم يكن لها أن تقوم بهذا الدور في يوم من الأيام. لكن يظهر لدي أن المخلوع بات يسير نحو حتفه المحتوم، بعد رفضه لكل التسهيلات للخروج بحصانة من المشهد السياسي في اليمن، إلا أنه رفض كل ذلك. وهو ما يؤكد التوقعات بشأن مصيره المحتوم سواء لبس بزة عسكرية أم مدنية. كيف تقيم الأوضاع في المناطق اليمنية المحررة من قبضة الحوثيين، وخاصة عدن التي شهدت سلسلة من الاغتيالات. الوضع في عدن بحاجة الى وقفة جادة لضبط الأمن، خاصة أننا لا نستغرب حدوث هذه الاختراقات الامنية التي تريد أن تصور عجز الحكومة اليمنية في بسط الأمن في المناطق المحررة، وهو الهدف الذي لايزال المخلوع وحلفاؤه من الحوثيين يعملون على تكريسه في أرض الواقع، فهم لم ولن يسلموا بالانتصارات التي حققتها المقاومة والجيش اليمني في طردهم من المحافظات اليمنية والتي كانت بداياتها عدن. وبالتالي ستظل محاولات زعزعة الأمن طالما ظل المخلوع والحوثيون، وبقيت بعض الثغرات الأمنية. ما الدليل على اتهام المخلوع بالوقوف خلف حوادث الاغتيال الأخيرة في عدن؟ الاغتيالات التي جرت في عدن، كانت بنفس الأسلوب الذي كان يعتمده المخلوع في تصفية خصومه السياسيين. حيث يعمد قتلته المأجورون الى استخدام الدراجات النارية لتصفية الضحايا، الذين أصبحوا الآن قادة في جهاز أمن الحكومة، أو في المقاومة الشعبية. فهم من نجحوا في طرده وطرد الحوثيين المتحالفين معه من معظم المحافظات اليمنية. لماذا لم تتفاعل المنظمات الإنسانية مع إعلان الحكومة تعز محافظة منكوبة؟ ستظل مأساة تعز هي الأكبر والأكثر مرارة مقارنة بباقي المحافظات اليمنية، خاصة أن تعز لاتزال تقصف حتى اليوم بشكل عشوائي من قبل الحوثيين الذين سيطروا على أغلب منافذها الرئيسية. ويبدو أن المجتمع الدولي لم يعد بمثل الحساسية التي عرف بها في تفاعله مع النكبات الإنسانية، رغم نداءات الحكومة المتكررة وجهودها المتواصلة لحشد طاقة الإقليم والعالم نحو إغاثة المتضررين من الحصار في تعز، التي فاقت مأساتها ما يجري الآن في محافظتي لحج ومأرب. ولايزال لدينا الأمل بأن يهب الضمير العالمي لنجدة الشعب اليمني، الذي أصبح يقتل بدم بارد، في ظل الحصار المفروض عليه من قبل الحوثيين، وقلة المساعدات الإنسانية لنجدته وإغاثته. إلى أي مدى استفاد المتضررون اليمنيون من المساعدات التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة؟ هناك جهد كبير يقدمه المركز لجميع اليمنيين سواء النازحين أو المتضررين داخل اليمن، ونتطلع الى أن يضاف الى هذه الجهود المباركة للمركز، جهود الاشقاء في دول الخليج، كي تتكاتف جهودهم مع ما تقدمه المملكة. فالشعب اليمني بحاجة الى مختلف اشكال الدعم وفي كل المجالات. خاصة أن منظمة الاغذية العالمية أشارت الى أن هناك عشرين مليون يمني يعيشون تحت خط الفقر. وهو ما يعني أن جهود مركز الملك سلمان الرائعة بحاجة للدعم والمؤازرة من قبل جميع الأشقاء والأصدقاء. وهل هناك دعم من قبل المغتربين لإخوانهم المتضررين وفي المقاومة الشعبية؟ بالطبع هناك محاولات كثيرة سواء من قبل العاملين اليمنيين أو من قبل فاعلي الخير. وفي اعتقادي أن دور المغترب في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها اليمن، يعد من أهم الأدوار التي تعكس اهتمامه بوطنه، وبإخوانه المواطنين. لماذا تأخر حسم النصر في المواجهات الدائرة مع الحوثيين في مأرب؟ هذه المواضيع تتم في إطار الخطط العسكرية للجيش الوطني ولقوات التحالف العربي. وأعتقد أن مسألة الحسم في مأرب بل في صنعاء، هي مسألة وقت لا أكثر، ولذا لا يجب أن يدخل اليأس في نفس المواطن اليمني.