عجبت لمن يدعي العلم وهو جهول فقد جاءتني عبر «النت» رسالة يستنكر مرسلها ما كتبته عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأويس القرني رحمه الله، إذ يقول في رسالته : لا أدري من فين ينبش كاتبنا الكبير أبو زهير عن هذه المواضيع الغريبة من حين لآخر وينقلها لنا، إلى أن يقول فلما نظر علي وعمر رضي الله عنهما إلى اللمعة البيضاء ابتدروا أيهما يقبل قبل صاحبه وقالا يا أويس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقرئك منه السلام وأمرنا أن نسألك أن تستغفر لنا وسيكمل غدا .. هل هذا كلام معقول ؟ من اسمه أويس يستغفر لعلي وعمر رضي الله عنهما وهما من أوائل المبشرين بالجنة الله أعلم !! وأنا لا أريد مناقشة صاحب الرسالة .. وإنما أكتفي بإيراد نص الحديث الذي رواه يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم : «ياعمر. فقلت : لبيك وسعديك يا رسول الله فظننت أنه يبعثني في حاجة، قال : يا عمر يكون في أمتي في آخر الزمان رجل يقال له أويس القرني يصيبه بلاء في جسده فيدعو الله فيذهب به إلا لمعة في جنبه إذا رآها ذكر الله عز وجل، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام وأمره أن يدعو لك، فإنه كريم على ربه، بار بوالدته، لم يقسم على الله لأبره، يشفع لمثل ربيعة ومضر، فطلبته حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أقدر عليه، وطلبته خلافة أبي بكر فلم أقدر عليه، وطلبته شطرا من إمارتي فبينا أنا أستقرىء الرفاق وأقول: فيكم أحد من قرن ؟ فيكم أويس القرني؟ فقال شيخ من القوم : هو ابن أخي، إنك تسأل عن رجل وضيع الشأن، ليس مثلك يسأل عنه يا أمير المؤمنين. قلت : أراك فيه من الهالكين، فرد الكلام الأول. فبينا أنا كذلك إذ رفعت لي راحلة رثة الحال عليها رجل رث الحال فوقع في خلدي أنه أويس، قلت : يا عبد الله أنت أويس القرني؟ قال : نعم، قلت : فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، فقال : على رسول الله السلام وعليك يا أمير المؤمنين ! فقلت : ويأمرك أن تدعو لي، فكنت ألقاه في كل عام فأخبره بذات نفسي ويخبرني بذات نفسه». ومصدري لهذه القصة هو كتاب «كنز العمال» الجزء 14 ورقم الحديث (37826) فلا تظن يا أخي أني جئت به من بيت أبي. السطر الأخير: فقل لمن يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئا وغابت عنك أشياء