الزعيم أحكم قبضته على الديربي

يشكل الهلال في عرف البطولات والإنجازات نظرية مؤصلة لا تقبل النقاش والجدل، إذ لم يكن غريبا أو خارجا عن المألوف خروجه منتصرا على غريمه التقلدي النصر في نهائي السوبر اللندني، وفق المعطيات الفنية والتاريخية التي تنحاز له بوضوح، وتضعه عادة مرشحا أولا ودائما في مختلف المواجهات الكبرى التي يكون طرفا ثابتا فيها، إذ لم يكن منصفا أن لا يظفر زعيم القارة الآسيوية بلقب السوبر المحلي وفي جعبته لقبي سوبر أكبر قارات العالم وأكثرها كثافة سكانية، كيف لا يكون ذلك وقد قدم قرابين الانتصار والظهور الجميل منذ أواخر الموسم الماضي وحتى معسكره في النمسا، هكذا كان لسان حال لاعبي الهلال القدامى ونجوم زمنه الجميل المستمر الذين ما انفكوا يراهنون على أن الزعيم رديف للإنجازات في كل أرض ومكان.
عاد الهلال الذي قارع أودينيزي وغازي عنتاب والعين والإماراتي في ودياته الإعداداية، ليسجل حضورا قويا لم يشبع نهم جماهيره التي مازالت تطمع في الألقاب الكبرى والأرقام القياسية، وهو ما يبدو أن نواف بن سعد وبمعية رجال الهلال الشرفاء وداعميه الدائمين قد وضعوا نصب أعينهم هدفا لا يمكن الحياد عنه، يتمثل في تحقيق الذهب أولا وثانيا وأخيرا، والسير على فلسفة مؤسس الزعيم الراحل عبدالرحمن بن سعيد ومن بعده الرؤساء التاريخيون الذين أرسوا قواعد التفوق للنادي العاصمي الذي يتفرد بزعامة القارة الصفراء ويعتلي هامة أمجادها.
يقول الناقد الفني وأحد أبرز المهاجمين في تاريخ الهلال سعود الحماد مختصرا ما فعله الهلال في السوبر «الزعامة أن تكون زعيما في أرضك وخارجها، وهكذا هو الهلال»، ومضى يقول كبير الأندية السعودية يضيف بطولته السادسة والخمسين في لندن.
الظهير الأسطوري السابق في النادي الأزرق عبدالرحمن التخيفي استرجع الألقاب التي حققها الهلال على النصر خارجيا، وقال في اللاذقية والرياض حقق الزعيم بطولتين أمام النصر وهاهو يفعلها في لندن، الهلال لا يتكفي بالمشاركات في الملاعب العالمية بل يحقق الألقاب.
وقال القائد السابق والمحلل الفني فيصل أبو اثنين: «في بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس، حضر الزعيم الذي لا تغيب عنه البطولات في لقاء نادر الحدوث، فكان اجتماع الكبار للتاريخ»، ومضى يقول «من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فهد بن محمد وأحمد بن سلطان مخلصان يحبان الزعيم».
خرج الهلال متوجا في آخر 3 بطولات حققها من أمام الغريم التقليدي النصر وعبر 3 محطات الرياض وجدة ولندن، وفي 3 بطولات مختلفة هي كأس ولي العهد وكأس الملك وكأس السوبر، وحقق لقبا آخر على النصر هو السوبر العربي في اللاذقية حين توج بعد تعثر الأصفر ضد الجيوش السوري في المباراة الختامية.