شركة المياه تبدي دهشتها وتقرر زيارة الموقع روائح تشارك في وجبات «دوار المستقبل» عبدالله غرمان (جدة) تشارك روائح الصرف الصحي سكان الحي الواقع شرق دوار المستقبل بجنوب جدة وجباتهم وموائدهم وولائهم لتنغص عليهم صفو لياليهم وصباحاتهم وتهددهم بالأمراض والحمى والضنك بعد تفشي المستنقعات في شوارع الحي القديم. البحيرات الآسنة والمستنقعات الكريهة في محيط دوار المستقبل لم تقصر ضررها على صحة الإنسان فامتدت بويلاتها إلى المركبات فأصابت عجلاتها ومحركاتها ومن فشل من الأهالي في مقاومة روائح دوار المستقبل اختار الرحيل إلى أحياء بلا روائح. فالحي الذي اختاروه سكنا قبل نحو عشر سنوات ما عاد يغريهم بالبقاء. يقول عبد الله الهاجري أحد سكان الحي: إن مياه المجاري المتدفقة في الشوارع باتت مشهدا مألوفا للجميع منذ سنوات عديدة برغم أنهم تقدموا بعشرات الشكاوى والبلاغات محذرين من مخاطرها وآثارها البيئية والصحية السالبة والضارة فقد أصابت أطفالهم بالأمراض ومركباتهم بالأعطاب ونشرت البعوض والذباب والروائح الكريهة في كل مكان .. ولم يجد البعض خيارا غير الرحيل من دوار المستقبل وتحمل أعباء الإيجارات العالية والتكلفة المالية الباهظة مقابل ذلك. مشاريع فاشلة علي البارقي يتحدث بأسى شديد على ما يتم إنفاقه من أموال ونفقات كبيرة على مشاريع في الحي يكتب على لوحاتها بأنها للصرف ويأتي ذات المشروع لينغص حياة الناس ويغلق شوارعهم لشهور طويلة ولا تعود للحي بأية فائدة؛ فمياه الصرف الصحي لا تزال تغطي ملامح الشوارع لتلحق الضرر البليغ بالبشر والمركبات وباتت هذه المستنقعات المصطنعة تهدد سلامة الأهالي في صحتهم، وفي شهر رمضان الماضي عاش الناس ليالي مزعجة بسبب روائحها الكريهة التي شاركتهم الإفطار والسحور وحرمت الصوام من لذة النوم نهارا وليلا. الضرر الأكبر يذكر عبدالخالق العيافي أن مياه المجاري لم تقتصر أضرارها على الروائح النتنة أو الضرر بالمركبات وإنما باتت تشكل خطرا كبيرا على الطلاب والطالبات لأنها تعترض طريق ذهابهم من وإلى مدارسهم كما أنها تضايق سكان الحي خلال ذهابهم لأداء الصلوات في المساجد. ويطالب سامي الزهراني الجهة المسؤولة بالجدية في إنهاء معاناة سكان شرق دوار المستقبل وحمايتهم وأطفالهم وممتلكاتهم من مياه الصرف التي حولت الحي لمكان موبوء وخطر، مع معاقبة كل مقاول لا يعمل على تنفيذ مشاريع الصرف بالشكل المطلوب، معتبرين أن ما يعانونه في الحي مشكلة مزمنة. دهشة المياه «عكاظ» وضعت الانتقادات على طاولة مصدر في شركة المياه الوطنية فأبدى استغرابه من شكوى السكان مبررا ذلك بأن الشركة انتهت قبل فترة وجيزة من تنفيذ مشروع أنابيب الصرف الصحي للقضاء على المشكلة. مشيرا إلى أنه سيتم الوقوف مجددا على الموقع ومعاينته على الطبيعة لتشخيص المشكلة قريبا بإذن الله.