بين فينة وأخرى يظهر من يتبنى قضية معينة في الرياضة ويصنع منها حدثا مجتمعيا يوهم به الناس أنه أم القضايا! مثلا، أحد المبالغين قال إن فوز النصر بالدوري أعاد كثرا من السعوديين لملاعب كرة القدم، ورد عليه آخر بأن فوز الهلال هو من أعاد الحياة لكرة القدم التي لا ندري بعد هذه المبالغات هل كرة القدم كائن حي أم جماد تتقاذفه وتحركه الأقدام!! أما ذاك الذي كنت أظنه رزينا، فقد طار به جنون كرة القدم إلى أن يكون مادة ساخرة لكثر من عشاق الرياضة، بعد أن تواصل سقوطه لدرجة تجاوز فيها الإسفاف وما بعد الإسفاف إلا (...) صعب أقول! الإيغال في التعصب قادنا إلى أن نرى عجبا عجابا في وسطنا الرياضي والإعلامي على حد سواء، والثاني مرآة الأول، وفي كل الحالات كل مطرود ملحوق!! في سباق أنا متعصب أكثر منك قد تجد من يظن أن ناديه سيد كرة القدم في العالم، وربما تجد من يجزم أن مهد كرة القدم ناديه، وإن تدخلت بنصح أو توجيه أو تصحيح هذا المفهوم الخاطئ الله يعينك تتحمل ما يجيك من الشتائم!! ما زال صغار القوم في الأندية يطاردون كبار القوم في ذات الأندية بجمل مرتبكة تصلح أن تكون كلمات متقاطعة أكثر منها عبارات في تصاريح صحافية، والغريب أن ثمة من يتعاطى معها على أنها آراء وتصريحات تحترم، في وقت يرى العقلاء أنها خربشات خطاب شهرة ليس إلا! ليس بالضرورة أن تكون لاعبا أو مدربا حتى تكون محللا، فمع استديوهات اليوم شوية كلام مع نباهة مذيع تكفي لأن تقدمك مثلما يقدم كبار محللي كأس العالم في الإعلام! من الأمور التي لم أجد لها حلا هو انضمام كثر من العاملين في الأندية من رؤساء سابقين وأعضاء مستقيلين إلى الإعلام، لدرجة يقدمون حينما يحلون ضيوفا على أي برنامج رياضي على أنهم إعلاميون، وأمام ازدياد العدد لا أملك إلا أن أرحب بهم (قناة غطى وقناة فراش) وعذرا على القصور!!! أتمنى لو يصدر قرار بمنع الاستعانة باللاعب الأجنبي في ملاعبنا لمدة عام فقط، وكذلك الحكم الأجنبي؛ لنعرف من القوي ومن الضعيف، هي أمنية غير قابلة للتنفيذ، لكن أردت بها مشاكسة أقوى دوري عربي على طريقتي الخاصة! بارك رئيس النصر إيقاف لاعبي النصر الثلاثة، في حين تفرغ الإعلام النصراوي للضرب في الاتحاد السعودي، مع أن الرئيس يعرف كل شيء، علمهم يا سمو الأمير أن بعض الاحتجاجات بليدة جدا. جدا. جدا! في العرضيات يحلمون بملاعب مزروعة من الرئاسة العامة أو أمانة جدة؛ ليمارسوا عليها هواية لعب كرة القدم أسوة بالمحافظات التي حولهم، فهل وصل صوتهم، أم نستعين بصاحب الصوت المسموع!؟ يظنون أن ترتيب أوراق الأهلي ستمر من خلال عباراتهم، وأنا اجزم أن لا نحن ولا أنتم إيجابيون في هذا الجانب؛ لأننا نحتاج إلى من يرتب خطابنا تجاه الأهلي وما يخدم قضايا الأهلي! دائما ما يأخذني الحنين إلى ذاك المكان الذي أحببته من أجلها، ودائماً ما أردد حينما أكون هناك (سقى الله ليالي خالدة عشتها وياك)، اليوم فقط كنت هناك ونسيت أن لي ذكريات! هذه الشركة التي يملكها متعصبون ضد الأهلي شاءت الظروف أن تدخل نفقا مع من تحب انتهى بضربة معلم من الذي يجيد اللعب بالحجر والبيضة.. شكرا للظروف لقد أنصفت الأهلي!!
