التعامل السريع والحازم لرجال الأمن مع حادثة إطلاق النار في قرية «الدالوة» والإطاحة بالجناة خلال ساعات من وقوع الجريمة يؤكد أن الوطن يغلي جميع مواطنيه دون تفرقة! لقد اختلطت دماء ضحايا العملية الإرهابية الأبرياء الشيعة بدماء رجال الأمن البواسل السنة الذي اقتصوا لهم من قتلتهم، لتؤكد من جديد أن ما يجمع أبناء هذا الوطن هو العمل على حمايته ورفعته، وأن ما يفرقهم هو أيضا هذا الوطن عندما يختار البعض أن يستهدف أمنه واستقراره وأرواح مواطنيه! قلتها من قبل، وأكررها اليوم، ما يجمعنا ويفرقنا هو هذا الوطن، من أحسن إليه أحسنا، ومن أساء إليه أسأنا، أما استهداف أرواح مواطنيه الأبرياء وإشعال فتيل الفتنة بين مواطنيه على أسس عرقية أو مناطقية أو طائفية أو مذهبية، فهو من المحرمات التي برهنت ردود فعل المواطنين بكل مكوناتهم وأطيافهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي على التصدي لها! لقد أرادوا استنساخ التجربة العراقية في إشعال الفتنة وخلق مسببات الفوضى، فنار الفتنة من مستصغر الشرر، لكن يقظة رجال الأمن كانت أسرع لإطفاء الشرر في كومة قشه، أما اللحمة الوطنية التي تجلت عقب الحادثة المؤسفة، فقد كانت رسالة واضحة للداخل والخارج بأن هذا الوطن يملك عدوا واحدا هو الإرهاب، إرهاب لم يميز يوما بين أبناء الوطن في استهدافهم وإراقة دمائهم! ما زال في جعبة الإرهاب بقية من أعمال الغدر والخيانة، وما زال في جعبتنا أيضا الكثير من التصميم على مواجهته والتصدي لعدوانه، فالمعركة معركة حاضر ومستقبل هذه الأمة!.