يتسابق عدد من المواطنين في إقامة الولائم ليكونوا أكثر بذخا وإسرافا من الآخرين وتباهيا، حتى يظهروا بصورة مشرفة وفق اعتقادهم، حتى لو كلفهم ذلك الكثير، فيقدمون الذبائح التي غالبا ما يكون مصيرها حاويات النفايات. وعلى الرغم من الإنهاك المادي الذي يعانيه المبذرون، إلا أنهم يستمرون في الإسراف في كثير من الحفلات، ليس في الزواج فحسب بل تجاوزتها لتشمل تخرج الجامعة والترقية في العمل وحتى المآتم، وهناك فرق بين إكرام الضيف ومساعدة المحتاج والتبذير الذي نهى عنه ديننا الإسلامي الحنيف، ومشكلة الإسراف أصبحت ظاهرة ما دفع الجمعيات الخيرية لمطالبة أصحاب الولائم بالتبرع بما زاد من الطعام المتبقي لتوزيعه على الفقراء والمحتاجين بدلا من رميه في حاويات القمامة في منظر مسيء للجميع، إلا أن هذا الحل ليس حلا جذريا يعمل على أنهاء هذه المشكلة من أساسها ويقضي عليها حتى تصرف النعمة والأطعمة في وجهها السليم ويكرم الضيف المدعوين، بل يجب أن تكثف التوعية في المجتمع، بأهمية حفظ النعمة وإكرامها حتى تدوم، بدلا من إلقائها في حاويات النفايات دون وجه حق، ويجب أن تنظم الحفلات بطريقة مبسطة تفي بالغرض الذي أقيمت من أجله وذلك مسؤولية الجميع بداية من المدرسة والمسجد ومجلس الحي والإعلام حتى نقضي على هذه الظاهرة بشكل عملي وصحيح.