كشف 55.56% من الشباب تعرضهم لحوادث مرورية بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال القيادة، في وقت أكد 66.67% من المصوتين على استفتاء «عكاظ» أنهم حريصون على استخدام تلك الوسائل. وباتت تلك الوسائل خطرا، كونها تحولت إلى ظاهرة تمشط الشوارع ليل نهار، فيما خطرها يمتد ليجتاح الأنفس والممتلكات، أما المقابل فليس سوى تغريدة أو رسالة واتساب أو تحميل أو تنزيل مقطع فيديو من اليوتيوب. ويكشف العقيد زيد الحمزي المتحدث باسم مرور جدة، أن إحصائية العام الماضي 1434ه أظهرت ضبط 37.491 مخالفة استخدام جوال كان نصيب السعوديين منها 23.376 مخالفة، وغير السعوديين 14.115 مخالفة، مشددا على أن إدارة المرور تضبط كافة المخالفات المرورية التي تؤثر على السلامة العامة ومنها مخالفات استخدام الجوال أثناء القيادة وتطبق عليها الغرامات المالية المقررة، حيث إن الأفراد والضباط حريصون على هذه الضبطيات لخطورتها، لأن ردة فعل السائق تكون بطيئة في التعامل مع المواقف المفاجئة وينتج عن ذلك وقوع الكثير من الحوادث التي لا تحمد عقباها. وقال: «أنصح قائدي المركبات بضرورة التوقف في مكان من إذا اضطر لإجراء مكالمة ضرورية، فقد تأتيه في المكالمة أو الرسالة أخبار سلبية تؤثر عليه وعلى مستخدمي الطريق، وأطالب قائدي المركبات بضرورة الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تحافظ على السلامة العامة وتسيير حركة المرور». تعرضنا لحوادث ويعترف سعيد القحطاني «مبتعث» في مجال الإعلام، بأنه يستخدم التواصل الاجتماعي خلال القيادة، لكن الأمر يرتبط بالتوقف عند الإشارات الضوئية، لكن لا يصل الأمر إلى مشاهدة مقاطع الفيديو مثلا وهذا وبلا شك له تأثير سلبي على التركيز. وأضاف: «الحمد لله لم يسبق أن تعرضت لحوادث سير بسبب استخدام هذه الممارسات، لكن أعرف الكثير من أصدقائي تعرضوا لحوادث بسبب هذه العادة، وأدت إلى وفاة بعضهم، وإحداث تلفيات كبيرة في المركبات، وأنصح الجميع بضرورة التوقف عن هذه العادة لما لها من أخطار بالغة تصل إلى الوفاة وأتمنى أن تكون هناك حملات توعية عن أخطار هذه الممارسات فغياب الذهن لثانية واحدة كفيل بوقع حوادث لا تحمد عقباها». لكن مهند السليماني لم يسبق له التعامل مع أي من تلك الوسائل أثناء القيادة، موضحا أن أحد أصدقائه تعرض لحادث بسببها وأصيب بالكثير من الإصابات، مبينا أن هذه الممارسات تفقد السائق التركيز وتعرض السائق والمحيطين به للخطر، ونصح الجميع بعدم الالتفات إلى الجوال أثناء القيادة، وتطبيق الغرامات المالية الرادعة على المخالفين. التركيز مهدد ويشير الدكتور خالد العوفي «المستشار النفسي» إلى أنه يفترض استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في بيئة آمنة ولا يكون أثناء القيام بأي عمل يحتاج إلى تركيز خاصة القيادة حيث تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من مشتتات الانتباه فهي تشغل السائق عن الطريق، فالعقل والجسم تركيزهما متكامل والإنسان من الصعب أن يركز على هدفين في وقت واحد، فإذا كان الشخص يقود السيارة ويستمع إلى المذياع تجد تركيزه أضعف، فإذا تحدث في الجوال يكون الوضع أسوأ، وإذا كان يرسل رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي فالوضع يكون أخطر بكثير، وينتهي بمشكلات لا تحمد عقباها، «لذلك أنصح الشخص الذي يضطر إلى إرسال رسالة أو استخدام الجوال بالوقوف جانبا حتى الانتهاء من الرسالة أو المكالمة»، والجدير بالذكر أن أكبر شريحة من الشعب السعوي متوسط أعمارهم ما بين 18 و35 سنة وهم شريحة الشباب وأخطر فئة بين هذه الشريحة من هم في سن المراهقة فتكون هرمونات النمو والبلوغ مؤثرة على مزاج الشخص وتركيزه وعلى نضجه العقلي، إضافة إلى وجود عامل مشتت للتركيز مثل الجوال، فلا يقدر الأمور بطريقة صحيحة ولا يرتب أولوياته بشكل صحيح والحادث يقع في جزء من الثانية، ويدفعه إلى ذلك الحماس وعدم اكتمال النضج العقلي والفكري وحب المغامرة والتهاون في الأمور وهذا تشوه معرفي، وقد يراها البعض دليلا على الاحترافية في القيادة فيمارس أكثر من تصرف أثناء القيادة كالتدخين والكتابة والجوال. ويجب على وسائل الإعلام عمل برامج توعوية بشكل متواصل ومستمر للتنبيه عن أخطار استخدام الجوال في القيادة وأن تعمل مراكز الأبحاث على دراسات وأبحاث في هذا المجال فنحن من أكثر دول العالم في نسبة حوادث السيارات والوفيات الناتجة عنها.