تحتفل بلادنا الغالية باليوم الوطني. وهو بلا شك يمثل يوما مجيدا وسعيدا للاحتفاء بذكرى تأسيس هذا الوطن المعطاء على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، حيث نسترجع في ذلك اليوم أحداث ماض أصيل، امتدادا لحاضر مشرق، وتطلعا لغد أفضل. وقد اعتاد الكثير من الناس الاحتفال باليوم الوطني من خلال الأمر الملكي الكريم بمنح إجازة رسمية في ذلك اليوم، بالخروج للمتنزهات والأماكن العامة حاملين الشعارات والأعلام، ومرددين الأناشيد الوطنية، وهو بلا شك أمر جميل ومقبول إذا تم في حدود آداب وعادات المجتمع العامة، حيث إنه وللأسف هناك البعض من الناس وخاصة من هم في فئة المراهقة الشبابية يبالغون في احتفالهم، بما يخرج عن الأدب والذوق العام، بإغلاق الشوارع والرقص في الميادين العامة تحت صخب الأغاني والأناشيد، مما يسبب إرباكا لحركة المرور وتعطيلا لمصالح الناس في قضاء حوائجهم، وهو ما يتنافى مع تعاليم الإسلام، وجمالية وروعة ذلك اليوم. فالاحتفال الحقيقي باليوم الوطني ليس في رفع الشعارات وصدح الأناشيد الوطنية فحسب، بل في تلاحم الشعب بقادته، والحفاظ على وحدة الوطن ومكتسباته، ورفع مكانته عاليا بالعمل الجاد المثمر. فليس من اللائق، أن نسيء للوطن في يوم الوطن! سمير عبدالله باعيشرة (جدة)