ما شهدته شوارع وميادين مدننا خلال احتفالاتنا باليوم الوطني من انفلات شبابي نتج عنه رقص بعضهم وسط الشوارع والميادين وتوقف آخرين في وسطها بشكل عرقل الحركة المرورية أو أدى إلى توقفها بالكامل ولساعات طويلة.. يدعونا لوقفة تأمل لما حدث وكيف يتم علاجه مستقبلا لنرتقي باحتفالات وطننا لتكون حضارية ولاتؤثر على حياة الآخرين… أو تؤدي لإزعاجهم كما حدث مؤخرا… والحقيقة أن ما شاهدته وشهده بعضنا هو أمر مثير للإزعاج جعل معظمنا يتجنب الخروج في تلك المناسبة بسبب الحركة المرورية اللامسؤولة على معظم الطرقات والاستهتار الذي يمارسه بعض الآباء الذين يسمحون لأطفالهم بالتدّلي من السيارات… أو عبر فتحات السيارات العُلوية دون مراعاة لأبسط قواعد السلامة… والأعجب هو أن ذلك كان يتم على مرأى ومشهد من رجال المرور الذين كانوا منتشرين وبكثافة على جنبات الطرق! من المهم أن نحتفل بيومنا الوطني العزيز على قلوبنا بغير شك… لكن الأهم بنظري أن يكون احتفالنا على درجة كبيرة من المسؤولية، بحيث لانتعدى على حدود الآخرين فحرية الفرد تنتهي عند حدود الآخرين! مطلوب من اجتماعيينا دراسة هذه الظاهرة السيئة والتي يمكن أن تُشّوه احتفالنا بيوم الوطن الغالي.. ووضع حد للامسؤولية التي يمارسها بعض شبابنا والأهم هو توعية شباب الوطن بأن يكونوا عند مستوى المسؤولية المنضبطة في احتفالهم بيوم الوطن. ولعل من المستحسن في مثل هذه المناسبة السعيدة والحبيبة على قلب كل مواطن قصر الاحتفال على منطقة واحدة… لتجنيب المواطنين الآخرين (زنقة) الزحام الخانقة التي نشهدها كل عام والتي يتسبب فيها شبابنا بالسير ببطء في شوارع المدن… مرددين أهازيج الوطن… وحاملين أعلامه… فقد يكون في ذلك ما يتيح للجميع الاحتفال بيومنا الوطني بسلاسة… ودون زحام… أو إرباك، وسلمت يا وطني.