سخط المراهقة، غضبها الدائم، مزاجها المتقلب كلها سلوكيات تخرج دون إرادتها. هي تصرفات تجعل الأسرة لاسيما الاب والام في موقف صعب يتطلب الكثير من الروية والحذر في التعامل خاصة مع الأم والتي يجب أن تتعامل بهدوء وروية حتى تستميل ابنتها بقربها لتكون هي الأقرب لها في هذه المرحلة الصعبة والتي تشكل بناء شخصية جديدة. «عكاظ» التقت بأمهات يعايشن تجربة الابنة المراهقة منه، أم سارة التي تحكي عن عالم بنتها المراهقة وتوضح أن أصعب المواقف التي تعيشها الفتاة هي سن المراهقة أو مرحلة البلوغ فينبغي على الأم أن تكون مساندة لابنتها والتصرف بروية خاصة مع تقلب المزاج والحساسية الشديدة التي تصاحب هذه المرحلة، (أعاني كثيرا مع ابنتي وهذه المرحلة تتطلب التحمل والتفهم وطول البال من الأم لابنتها حتى تكسب ثقتها وتجعلها قريبة منها وأن أكون دائما في موقف محايد في أمور كثيرة، حتى أشعرها أني بقربها وبجانبها وليس ضدها) أماني الحكيم أم لابنتين توأم في سن المراهقة روت ل«عكاظ» تجربتها لتقول: اتمنى أن يكون تصرفي مع بنتي يحمل الحكم فكل ما استطيع فعله في الفترة الحالية هو التقرب منهن وكسب صداقتهن مع احترام آرائهن على الرغم من بعض التصرفات التي تثير غضبي في بعض الأحيان وحتى الحدة في الألفاظ، إضافة إلى السلوكيات الغريبة والتي تحاكي شخصيات يتعلقن بها مثل الممثلات العربيات والأجنبيات .. يقلدنهن في الشكل واللبس أو حتى في الكلام، وتضيف الحكيم قائلة (لا استطيع القول غير أن هذه المرحلة.. مرحلة عمرية عابرة يجب أخذها بكل حيطة وحذر من الوالدين حتى نخرج بنهاية طيبة مع الأبناء) أم سامر من جانبها تصف مرحلة مراهقة الفتيات بأنها في غاية الدقة والحساسية فقد لاحظت كما تقول في ابنتها إخفاء بعض الأمور عنها، معتبرة أن تلك الأمور من خصوصياتها وليس من حق أي أحد معرفتها حتى والدتها، وتضيف أم سامر (هذا الأمر أقلقني كثيرا، وتحدثت والدها واتفقنا أن ندعها وشأنها مع منحها الثقة .. صحيح أننا نثق كثيرا في أولادنا وبناتنا، لكن لابد من المراقبة غير المباشرة عن بعد، بشرط الاحتفاظ بصداقة ومحبة واحترام متبادل وهو الأمر الذي يجعل الابن يكون قريبا من والديه فهذه المرحلة خطرة وحساسة وتتطلب الحذر لكسب المراهقة حتى لا تلجأ إلى الغير وتكون فريسة لشخص من الممكن اأن يوجهها إلى سلوك خاطئ أو غير سوي). سعاد السلمان أم لأربع فتيات اثنتان منهن في سن مراهقة قالت: أحاول عدم التدقيق في تصرفات بناتي خاصة أمامهن .. اكتشفن ذات مرة مراقبتي لهن ما سبب لهن الضيق بشكل كبير ولجأن إلى إحدى خالاتهن وأخبرنها بتصرفاتي حيالهن وأنني اعنفهن لاتفه الأسباب وهو الشئ الذي يشعرنهن بالقيد وعدم الثقة في الوسط المحيط بهن وتضيف أدركت حينها أني ارتكبت خطأ والحمد لله تداركته قبل فوات الأوان فعدم ثقة الوالدين ومراقبتهم لأبنائهم في كل صغيرة وكبيرة يعود بأثر رجعي. الأخصائية النفسية ساميه التاتان حذرت من خطورة الحدة واتباع أسلوب القسوة مع المراهقة خاصة مع الحساسية الشديدة التي تصحب هذه المرحلة والتي تتأجج فيها مشاعر كثيرة ومختلطة، إضافة إلى عدم التدقيق في تصرفات المراهقة وانتقادها الأمر الذي سيجعلها تلجأ إلى اتباع الأسلوب الخفي للتهرب من المراقبة، وربما تلجأ لتصرفات خاطئة نتيجة الضغط من الأهل، والذي من الممكن أن تؤثر عليهن طوال العمر، المطلوب في هذه المرحلة اتباع أسلوب النصح المحبب حين يرى الوالدان خطأ فادح وكبير ارتكبته الابنة .. كل بني آدم خطاء لكن لابد علينا تفادي اللوم مستقبلا والنصح بأسلوب محبب يبتعد عن التعنيف، فخطورة هذه المرحلة تعتمد أصلا على تصرفات وأسلوب الوالدين واللذين من الممكن أن يسلكا أبوابا يكسبان بها قلب ومشاعر المراهقة مع الحرص على عدم التعامل معها «طفلة» لأن ذلك يدعوها إلى التمرد.