تشكل المنازل المهجورة في الأحياء الشعبية في العاصمة الرياض خطرا أمنيا واجتماعيا على الأهالي في العاصمة، فمن استغلال هذه المنازل لإيواء مخالفي أنظمة الإقامة إلى الخطر من استغلالها كمخابئ للمخدرات والممنوعات عموما. وكشفت جولة «عكاظ» على عدد من الأحياء التي تحوي منازل مهجورة، عن مدى الضجر والاستياء الذي يلاحق الأهالي خوفا من تلك المنازل، حيث شددوا على خطورة المنازل المهجورة أمنيا على كل المجاورين لها، حيث تتحول تلك المنازل بين عشية وضحاها، إلى ملاجئ للعمالة السائبة ومواقع لتخزين المحظور. وأوضح يزيد الفيفي أن «هذه المنازل تقلقنا خاصة في الليل، فنحن نشاهد من يدخل فيها ولا نعلم عن هويتهم، وما هي أهدافهم خاصة أننا لا نستطيع الذهاب إليهم وسؤالهم خوفا منهم». واعتبر محمد العنزي حي المناخ جنوبالرياض من الأحياء المنسية في كل شيء، «حيث ينتشر داخله عدد كبير من المنازل المهجورة والعمالة تتخذ منه مواقع للمبيت فيها ولا نعلم هل هذه العمالة نظامية أم لا؟». من جهته كشف عضو المجلس البلدي في مدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز العمري ل«عكاظ» أن مشروعا كبيرا بدأ مناقشته حاليا بين أمانة منطقة الرياض ووزارة الإسكان لتحويل الأحياء القديمة في الرياض إلى أراضٍ تخصص لبناء الوحدات السكنية التي تعتزم وزارة الإسكان إنشاءها. وقال إنه بناء على مقترح رفع من المجلس البلدي في الرياض قبل عامين ونصف بدأت الآن مكاتبات بين الأمانة وبين وزارة الإسكان لتساهم الوزارة في نزع ملكيات الأحياء القديمة وتحويلها لوحدات سكنية. وأضاف العمري أن هناك ثلاث جهات تعمل وتعنى بتطوير الأحياء القديمة في الرياض هي إمارة منطقة الرياض والهيئة العليا لتطوير الرياض وأمانة منطقة الرياض، وبالنسبة للأمانة فقد أخذت شوطا في تطوير مشروع الظهيرة. وعن المشروع الذي يناقش بين الأمانة ووزارة الإسكان أضاف العمري: «في حال تم تحقيقه بإذن الله فسيحل كثيرا من المشكلات، أولا وزارة الإسكان سيحل لها مسألة الحصول على أراضٍ، وقد يكون أكبر معوق للوزارة هو عدم وجود أراضٍ، ولو نفذت هذه الخطة فإن هذه المشكلة ستحل، أما الفائدة الأخرى فهي القضاء على السلوكيات السيئة لاستخدامات المنازل المهجورة التي تكون مأوى للعمالة السائبة وملجأ لمتعاطي المخدرات، إضافة إلى تشويه منظر العاصمة»، مبينا أن المنازل المهجورة تقع في مواقع داخل الأحياء والوصول لها سهل والخدمات قريبة وهو ما سيحقق للمشروع نجاحه.