شبعنا كذباً

تشتعل إبان كل فترة انتقالات المواقع الإلكترونية والمنتديات الجماهيرية، فتجد المعارض والمؤيد لتعاقدات الأندية، فيحتدم النقاش ويتم تقديم مقترحات بلاعبين يتمنى الجمهور أن يراهم في صفوف أنديتهم، فتعكس المنتديات بشكل جلي الثقافة الجماهيرية للأندية وهي تساعد كذلك في فهم وقياس ردود الفعل الجماهيري، فالجماهير ومن باب حرصها الشديد على مصلحة أنديتها نجدها تحلل كل القرارات، وتنظم الحملات سواء الداعمة أو المطالبة والرافضة أحيانا كما فعلت جماهير الهلال مع المحترف الكوري لي بيونغ سو.
وكما فعله الاتحاديون من حملات تؤازر الإدارة وتطالبها بالعمل الجيد والتعاقدات المميزة، ولم تكن الجماهير الأهلاوية راضية عن الاستغناء عن الكولومبي بالومينو ولكن وبمجرد تزايد الأنباء عن احتمالية الاستغناء عنه قدمت عددا من اللاعبين المقترحين القادرين على خلافة بالومينو في لمحة توضح الوعي الجماهيري.
وكذلك فعلت الجماهير النصراوية التي باركت التعاقدات الأجنبية ولم تر الصفقات المحلية، فعمدت توضح عبر صفحات منتدياتها ضرورة التعاقد مع المحليين خاصة في خانة الظهير الأيمن، ومن جانبها عاتبت الجماهير الشبابية المدرب برودوم على عدم إعطاء الفرصة للاعب الشاب هادي يحيى حتى يأخذ على أجواء المنافسات تماما كما فعلت الإدارة الاتحادية وبينات مع محمد قاسم وعبدالرحمن الغامدي ومنصور شراحيلي.
وسط التعتيم المحكم الذي انتهجته إدارة الاتحاد على مفاوضاتها مع اللاعبين المحترفين، طالبت الجماهير الاتحادية عبر صفحات المنتديات الإلكترونية والصحف الجماهيرية على الإنترنت إدارة فريقها بالتعاقد مع لاعبين من طراز عال، إلى جانب اللاعبين الشباب الذين تعول عليهم الجماهير في تقديم مستويات مبهرة الموسم القادم، وأبدت هذه الجماهير رغبتها في ترك حرية الخيار كاملة في اختيار اللاعبين الأجانب لمدرب الفريق الإسباني بينات وعدم التدخل الإداري في تحديد الاحتياج الفني للفريق.
إلا أن الجماهير أعربت عن قلقها إزاء التأخير في حسم ملفات الأجانب، وقدمت بعض المقترحات سواء بأسماء اللاعبين أو بالمراكز التي يجب أن يملأها الأجانب، فاحتدم النقاش والاختلاف بين الجماهير حول الخانات التي يعاني منها الفريق الاتحادي والتي من المفترض أن تتعاقد الإدارة مع لاعبين أجانب فيها، فالبعض رأى أن يتعاقد النادي مع لاعبين اثنين فقط بمواصفات عالمية في مركزي المحور ورأس الحربة إضافة إلى المواهب الشابة المصعدة للفريق الأول هذا الموسم ستفي بالغرض خاصة وأن النادي يعاني من أزمة مالية خانقة.
وعلى النقيض تماما، رأت الكثير من الجماهير أن نادي الاتحاد إذا ما أراد المنافسة محليا وآسيويا عليه التعاقد من رباعي أجنبي عالي الجودة، والحذر من الوقوع في مستنقعات السماسرة الذين ورطوا النادي في صفقات فاشلة مثل صفقتي البرازيلي بيل والكونغولي أندوما، واقترحت ان يكون اللاعبون الأجانب في مراكز قلب الدفاع والظهير الأيمن والمحور والهجوم، أو في مركز صناعة اللعب بدلا من الظهير الأيمن، وشرعت الجماهير عبر الصفحات الإلكترونية في تقديم اقتراحات للجهاز الفني مرفقة بمقاطع اليوتيوب ومعلومات عن اللاعبين، ويظهر من خلال عرض بعض الأسماء أن الجماهير تعيش وسط أحلام وردية، ولا يتناسب طرحها لأسماء المحترفين وإمكانيات النادي المادية ودونما مراعاة للديون التي تقض مضجع إدارة محمد الفايز.
وحددت الجماهير بعض الأسماء مثل لاعب المحور الأسترالي ديجو فيريرا البالغ من العمر 23 عاما، كلاعب أساسي بالمنتخب الأسترالي ويجيد اللعب في خانة الظهير الأيمن، كما طالبت بعض الجماهير الإدارة بالتعاقد مع لاعب الفتح البرازيلي إلتون خوسيه، وكذلك طرح اسم المهاجم الكولمبي فريدي مونتيرو 25 عاما، وطرحت أسماء كثيرة للاعبين من مختلف الجنسيات ولكن بينات هو أدرى بمكمن الخلل في الفريق ولن يكون أي تعاقد إلا بموافقته، ولعل لاعب الاتفاق وقائد منتخب الشباب عمار الدحيم حاز على إعجاب المدرب بينات وأوصى بالتعاقد معه.
ويختلف الوضع الاهلاوي عن سائر الأندية فالاستقرار يسيطر على النادي، ورضى جماهيري تام عن التحركات الإدارية التي تعاقدت مع فيتور بيريرا لتدريب الفريق والإبقاء على الرباعي المحترف عماد الحوسني وفيكتور سيموس وسيزار وبالمومينو والأخير حامت حوله بعض الشائعات التي تفيد بأنه سينتقل للعب في أوروبا حتى يتمكن من اللعب مع منتخب بلاده، ولكن لم يتأكد هذا الخبر حتى اللحظة مما يوحي بأن اللاعب مستمر مع الأهلي.
وقد احتاط المدرب بيريرا لخطوة الاستغناء عن بالومينو وقدم ملف محور نادي بورتو فرناندو ريجس الذي سيكون بديلا عن بالومينو في حال الاستغناء عنه، وعلقت الجماهير على هذا الخبر بالرفض التام مطالبين الإدارة بالإبقاء على اللاعب الكولومبي ما أمكنهم ذلك، وطرحت بعض الجماهير اسم لاعب غلطة سراي التركي المنتقل إليه من نادي يوفنتوس الإيطالي محور الارتكاز البرازيلي فيليبي ميلو، ليكون بديلا عن بالومينو في النادي، وهذه الصفقة إن تمت ستكون من أقوى تعاقدات النادي لما يتمتع به ميلو من مهارات عالية وسيكون علامة فارقة في الفريق.، وتسعى الإدارة الاهلاوية مع الجهاز الفني إلى الوصول إلى إكمال احتياج الفريق، وهذا الامر وجد ترحيبا جماهيريا، وبخصوص شهيل تتخوف الجماهير نوعا ما من عودة اللاعب إلى سابق عهده في خانة الظهير الأيمن بينما رأت بعض الجماهير أن لا فائدة من هذه الصفقة من الأساس.
الإدارة النصراوية من جهتها أنهت ملفات محترفيها مبكرا، تاركة الاقتراحات والتخمينات للأندية الأخرى، وبالتجديد للمدافع البحريني محمد حسين وبقاء البرازيلي رافا باستوس والتعاقد مع المهاجمين البرازيليين ايفرتون راموس وإيلتون رودريجز، يختصر على النادي الكثير من المراحل، وهذا يعود لمعرفة المدرب كارينيو باحتياج فريقه مما سهل مأمورية التعاقدات، وهذا يعكس أيضا مدى ثقة الإدارة النصراوية باختيارات المدرب.
الجماهير النصراوية تبدو راضية تماما عن عمل الإدارة، خاصة بعد الظفر بصفقة الموسم اللاعب يحيى الشهري، وتبقى على الإدارة خطوة صعبة من المتوقع أن تحدث اللغط حولها، وهي ضرورة الاستغناء عن ستة لاعبين من القائمة الحالية للفريق البالغ عددها 41 لاعبا، ولا بد أن يخفض هذا الرقم إلى 35 لاعبا فقط، وبحجم صعوبة مثل هذا الإجراء إلا أن كارينيو قد يحزم هذا الموضوع في وقت يدرك فيه كل نصراوي صعوبة المنافسة ويجب توافر لاعبين جديرين باللعب لنادي النصر لو أراد المنافسة الفعلية على البطولات.
وفي الهلال انقسم هم الإدارة الزرقاء إلى نصفين، نصف للتعاقد مع لاعبين أجانب حسب توجيهات المدرب سامي الجابر، والنصف الآخر يبحث عن تسويق المحترفين الذين لا يزالون معلقين في ذمة الهلال، والجماهير الهلالية تزيد الضغط وتشدد الخناق على الجهازين الإداري والفني كلما تأخرت الإدارة في حسم ملفات الاجانب.
ووفق مصادر إعلامية فإن الإدارة الهلالية تنوي الإبقاء على المحترف الكوري يو بيونغ سو في الهجوم الهلالي، والجماهير ترفض هذا رفضا قطعيا، بحجة أن الكوري الجنوبي لا يستحق تمثيل الفريق فقد أعطي فرصة كافية على مدى سنتين ولكنه سجل فشله، متمنية أن تتعاقد الإدارة الهلالية مع المهاجم الكويتي يوسف ناصر أو مواطنه بدر المطوع بدلا عن سو.
وتبدو الإدارة الشبابية في حيرة من أمرها بخصوص حسم ملفات المحترفين الأجانب، فنادي الشباب بحاجة إلى لاعبين في خط الوسط الهجومي وفي الهجوم، بعد الإبقاء على المدافع الكوري كواك والبرازيلي فيرناندو مينغازو، وتحرص الجماهير الشبابية على اختيار المحترفين بعناية فائقة حتى يكونوا في المستوى المأمول منهما تقديمه، وقد اقترحت الجماهير في المنتديات الخاصة بالنادي مهاجم فولهام الإنجليزي والمنتخب الكوستاريكي براين رويز الذي تأمل الجماهير الشبابية بأن يرتدي زي الفريق.
وبالاستغناء عن ناصر الشمراني ترى الجماهير الشبابية ضرورة التعاقد مع لاعب محلي في الهجوم يكون برفقة المحترف الجديد ومهند عسيري، وكذلك تبرز حاجة الفريق إلى مدافع جيد سواء أكان محليا أو أجنبيا، ولكن حسبما علقت الجماهير عن أن المحليين الجيدين في منطقة الدفاع ليسوا متاحين فإن تاهيل اللاعب الشباب هادي يحيى الذي اعتبرته الجماهير الإلكترونية نجما صاعدا بقوة، وسيكتسب الخبرة بتواجده بجانب الكوري كواك.
وعلقت الجماهير الشبابية على خبر دخول الشباب في خط المفاوضات للبرازيلي نيفيز مع الهلال، بأنهم لا يرغبون في اللاعب وأنه يلعب بتعال على الكرة السعودية، واستغربت الجماهير من خبر نية المدرب برودوم الاستغناء عن وليد عبدربه ونايف القاضي متسائلين عن البديل وأن المباريات الآسيوية لا تقبل تجريب لاعبين شباب مثل هادي يحيى.