أكد محللان استراتيجيان في لبنان أن زيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتركيا حققت نتائح إيجابية للغاية إزاء تعزيز التضامن الإسلامي وإيجاد حلول لقضايا الأمة، معتبرين أن التوقيع على الاتفاقية الدفاعية والصناعية بين البلدين ستؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الذي يحقق الفائدة الكبرى ليس للبلدين وحسب بل لكافة دول المنطقة. المحلل الاستراتيجي الدكتور ألبير خوري قال إن زيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتركيا ساهمت في إعطاء دفعة للسلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن التوقيع على اتفاقية التعاون الصناعي والدفاعي هام جدا. وأضاف أن زيارة الأمير سلمان هامة من حيث توقيتها فهي تأتي في لحظة إقليمية ودولية دقيقة وهو ما يمنحها صفة الزيارة التاريخية لأنها تؤكد أن المملكة وتركيا على موقف واحد من الأزمات التي تعصف بالمنطقة وتحديدا من الأزمة السورية ومستقبل هذا البلد الذي يعاني الكثير. ويضيف قائلا «إن الاتفاق الذي وقع بين البلدين في قطاعي الدفاع والصناعة يؤكد أن التعاون السعودي التركي مقبل على مرحلة ذهبية وعميقة في المرحلة المقبلة ليعزز عملية السلام في المنطقة وإرساء الأمن والاستقرار في العالم الاسلامي الذي يعيش في محنة وتصحيح صورة الإسلام في العالم وتكريس ثقافة الوسطية والاعتدال ودعم قضايا الشعوب الإسلامية في حقها بالعيش الكريم والآمن». وأشار إلى أن الزيارة تشكل رسالة بعدة اتجاهات دولية وإقليمية وتأسيسا لتعاون قوي لطالما حلمت شعوب المنطقة لمواجهة محاور الفتنة والقتل الذي يتزعمه نظام الطاغية بشار وملالي قم. بالمقابل، قال المحلل السياسي الدكتور محمد عبدالغني ل«عكاظ»: «إن منطقة الشرق الأوسط والمنطقة الإسلامية عامة تمر بمرحلة عصيبة والأمة بحاجة لإعادة تشكيل سياساتها على كافة المستويات»، موضحا أن زيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى تركيا جاءت في هذا السياق والحراك السياسي الذي تعيشه المنطقة وأهمية ما حققته هذه الزيارة أنها وضعت أساسا متينا لتعاون سعودي تركي للتصدي للفتن المذهبية وللتقاتل الطائفي الذي يروجه البعض في العالم الإسلامي. وأضاف عبدالغني أن التعاون ما بين المملكة وتركيا منعة وقوة للأمة ويفتح آمالا لإنهاء سيطرة قوى الشر والظلامية التي يتزعمها نظام بشار والتأسيس لتحرك إسلامي سيدفع الكثير من الدول العربية والإسلامية إلى الانجذاب إليه بعدما أيقن الجميع أن الفتنة والمؤامرة التي يواجههما العالم الإسلامي لا يمكن مواجهتهما إلا بالعمل الموحد وبالتعاون. وختم قائلا: «إن زيارة الأمير سلمان تعتبر محطة مضيئة في تاريخ العمل الإسلامي المشترك لما تمثله الزيارة من أهمية وسيتلمس الجميع نتائجها الإيجابية بشكل سريع وبخاصة على صعيد الأزمة السورية والمعاناة المؤلمة التي يعيشها الشعب السوري منذ ما يزيد على السنتين».