لبى أكثر من 100 شاب في محافظة الطائف نداء الواجب، عقب هطول الأمطار التي شهدتها المحافظة وتسببت في غرق الكثير من المنازل والسيارات، مما أدى إلى تشريد الأسر التي آوتها الشقق المفروشة، حيث تطوع الشباب من مختلف القطاعات، طلاب مدارس وجامعات وكليات طبية ومراكز أحياء وجمعيات وإعلام، والذين ساهموا جميعا وبشكل كبير في إعادة البسمة إلى شفاه المتضررين من خلال مساعدتهم، وتضميد جراحهم وتقديم المساعدات لهم. والواقع يقول ومن خلال الأعمال الصعبة التي شاركوا فيها مضحين بأرواحهم، إن هؤلاء الشباب المتطوعين لا يبحثون عن مردود مادي ولا عن شهرة ولا نجومية ولا نفاق، بقدر ما يبحثون عن التقدير من قبل الجهات المختلفة على الدور الذي يقومون به، وهم يقدمون جهدهم في الميدان بكل تفان ونكران ذات، جنبا إلى جنب مع الجهات الخدمية الأخرى. يقول محمد الشوا إن نداء الواجب دفعهم للقيام بهذه الأعمال التطوعية، مبينا أن البعض منهم ساهم في تقديم الخدمات الطبية للمرضى سواء في الميدان أو في دور الإيواء، معتبرا أن تلك الأعمال من صميم واجبهم الذي يمليه عليهم الضمير لتقديم الواجب مع كل من تتعرض حياته للخطر. عملية تكاملية ويشير نايف الثبيتي إلى أن العمل التطوعي عملية تكاملية مع الجهات الأخرى، لافتا إلى أن المتطوع يقدم أكثر مما يقدمه الآخرون في الميدان، حيث تجده يساهم بكل ما يستطيع لتقديم العون للمحتاجين. فيما يؤكد عبدالله الأسمري أن المتطوعين يعتمدون على ما يقدمونه ولا يجدون من يقف بجانبهم بالمساعدات، سوى بعض الجهات والناس، مبينا أن ذلك يرهق المتطوع لذلك يجب أن يكون هناك إدراك لمعنى التطوع وأن يساهم المجتمع في مد يد العون، على أن يتم وضع مستودعات تستقبل التبرعات طوال العام وتخصص للكوارث.وطالب عبدالله الشمراني بأن يكون في كل حي لجنة تطوعية من أبناء الحي حتى تكون متواصلة مع بعضها البعض وجاهزة في وقت وقوع الكارثة لا سمح الله لتقدم العون والمساعدة للمتضررين في الحي، ولا يمنع أن يكون هناك تعاون بين المجموعات في الأحياء السكنية المتجاورة. واعتبر مشاري الجعيد ورامي الأزوري العمل الذي يقومان به واجبا وخارج عن عملهما الرسمي، لذلك تجد أن الكثير من المتطوعين هم طلاب من الجامعات والكليات والمعاهد، مشيرا إلى أن كثيرين منهم ضحوا بوقتهم للآخرين. وأعرب الشاب محمد الفتة عن سعادته وهو ينفذ إلى جانب إخوته المتطوعين الكثير من الأعمال التطوعية رغم المخاطر التي قد تواجهه أثناء عمله التطوعي وسط السيول، وأضاف «ولكن رسم الابتسامة على شفاه المنكوبين أعتبره عملا نبيلا». نظرة قاصرة وطالب مشاري الذويبي بتوفير الكثير من المعدات لتكون جاهزة في وقت الكوارث حتى يتم من خلالها توزيع الخدمات والاحتياجات على السكان، داعيا المواطن إلى أن يكون أكثر وعيا بالعمل التطوعي، حيث ينظر الكثير من الناس والجهات الأخرى إلى أن المتطوع لا داعي لوجوده طالما أن هناك جهات مهمتها إنقاذ الآخرين، منتقدا تلك النظرة ويصفها بالأنانية، مبينا أن هناك أطرافا أخرى تعتبر ما يقوم به المتطوعون نفاقا هدفه النجومية والأضواء، وأضاف «هؤلاء لا يعلمون في حقيقة الأمر أن المتطوعين قد ساهموا في تقديم الكثير للمتضررين من الأمطار، لذلك نحتاج فقط للاحترام والتعاون معنا في الكثير من المواقف». من جهته أشاد مدير الدفاع المدني في محافظة الطائف بالجهود التي قام بها المتطوعون في الأحياء السكنية والتي ساهمت في رسم الابتسامة على وجوه المتضررين، مبينا أن ما قدموه من عمل يؤكد وعيهم وإحساسهم بالمسؤولية والانتماء إلى الوطن انطلاقا من تربيتهم الأسرية الطيبة، لافتا إلى أن عددا كبيرا من المتطوعين في الفرق الطبية قدموا أكثر من 54 كشفا طبيا على المرضى والمتضررين في الشقق المفروشة.