أمل المطيري، رحمها الله، رحلت عن الدنيا في وقت سابق نتيجة اصابتها بتلوث في الدم بعدما نقلوا اليها دما ملوثا بفيروس الملاريا في احد المستشفيات كما يقول شقيقها مشعل إذ ان المريضة كانت تعاني من مرض الثلاسيميا واعتادت على الخضوع لعمليات نقل دم متتابعة وحدث ان اصيبت بدم ملوث وتفاقمت اوضاعها الصحية وحدثت لها مضاعفات ففارقت الحياة. عملية معقدة عبدالرحيم الغامدي يصف عمليات نقل الدم بأنها عملية معقدة وليست سهلة ومن الممكن أن تؤدي حالات الخطأ الى الوفيات او الاصابة بمرض خطير، وشدد على ضرورة وضع ضوابط جديدة للتعامل مع المتبرعين بحيث يضمن سلامة المتبرع وخلوه من جميع الأمراض التي تمنعه من التبرع إلى جانب وضع قاعدة معلومات وبيانات مشتركة بين المستشفيات عن المتبرع أيا كان موقعه بحيث يتم الكشف عن آخر مرة تبرع فيها، والأعراض والامراض التي تعرض لها خلال فترة انقطاعه عن التبرع والجهات التي تبرع فيها بحيث تكون هناك قاعدة مشتركة امام كل طبيب أو فني يعمل في بنك الدم ينطلق من خلالها أثناء التعامل مع المتبرع. المواطن سامي الخلف يرى أن حالات الوفيات التي حدثت في بعض المناطق في المملكة لا تعني إلغاء ثقافة التبرع بالدم على الإطلاق أو حتى التخوف منها أو الاستفادة من الدماء التي تنقذ حياة آلاف الأشخاص وإنما يجب وضع معايير صارمة في المستشفيات وبنوك الدم تطمئن المستفيدين أثناء التبرع أو بعد التبرع، ويقول الخلف ان الاخطاء تحدث في كل بلاد العالم وما حدث من خطأ في احد المناطق يمكن الاستفادة منه لتصحيح المسار ومعالجة كل اوجه الخلل. بندر الشهراني قال إن التبرع بالدم ثقافة يستفيد منها كل الأطراف سواء كان المتبرع أو المستفيد من التبرع، كما أن أخلاق المجتمع السعودي القائمة على المبادئ الإسلامية تدعو إلى التعاون والمساعدة وإغاثة الملهوف وتحتم هذه المبادئ على الجميع الاستمرار في هذاالسلوك الاسلامي السمح. وأكد الشهراني أن الحالات التي وقعت في عدد من المناطق هي حالات محدودة لا يجب أن تكون سببا في منع هذا العمل الخيري، إلا أنه يجب في المقابل أن تعمل وزارة الصحة على تشديد الرقابة على الضوابط التي تتبعها في التعامل مع المتبرعين سواء أثناء الكشف على المتبرع قبل سحب الدم أو أثناء عمليات حفظ الدم في المواقع المخصصة لها. وكانت الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية اشارت في إحدى مناسباتها إلى أن منظمة الصحة العالمية اختارت يوم 14 يونيو يوما احتفاليا للتبرع بالدم من أجل تسليط الضوء على من أسهم بشكل فاعل في إنقاذ حياة الآخرين من خلال تبرعهم بالدم، كما يبرز اليوم العالمي للتبرع الحاجة الكبيرة للتبرع بشكل منتظم لسد الاحتياج المتزايد للدم ومشتقاته عالميا مع حث أفراد المجتمع على الانخراط في التبرع. الشؤون الصحية بينت حينها أن كمية الدم التي تم تجميعها العام الماضي بلغت قرابة 12 ألف وحدة دم منها 3294 وحدة من 37 حملة للتبرع بالدم أقامها بنك الدم الإقليمي بالدمام في عدد من الجهات الحكومية والخاصة، مشيرة إلى أن التوجه العالمي هو التبرع الطوعي غير مدفوع الأجر كونه الطريقة السليمة للحصول على الدم، كما يعد مؤشر التبرع الطوعي من المؤشرات الحضارية للأمم، و بلغ مؤشر التبرع الطوعي لدى بنك الدم الإقليمي ما بين 62 إلى 63% من إجمالي التبرع. وأشارت إلى أن بنك الدم الإقليمي بالدمام يشارك سنويا بتأمين وحدات الدم للمشاعر المقدسة في شهر رمضان وموسم الحج،في حين أن الخطط المستقبلية لبنوك الدم هو الربط الالكتروني بين بنوك الدم على مستوى المملكة لتوحيد تسجيل المتبرعين بالدم مع توحيد إجراءات العمل بين القطاعات الصحية، والحصول على اعتراف المنظمات العالمية مع العمل على زيادة حملات التبرع بالدم والحث على التبرع الطوعي. الخبراء في أمراض الدم يقولون إن عملية التبرع تمر بمراحل بالغة الأهمية سواء من الطبيب المختص او الفنيين في المستشفيات الذين يتولون عملية سحب الدم حيث ان عملية التبرع لها خطواتها الهامة التي تحد من الوقوع في أي مشكلة أو خلل تترتب عليه آثار صحية معقدة أو وفيات في بعض الحالات، ويجب الاعتناء بكل الأدوات التي تستخدم في نقل الدم أو تخزينه لأن التخلي عن ذلك يعني نقل المرض الى اصحاء اخرين ومن اخطر الامراض نقص المناعة الإيدز، فيروس الكبد الوبائي، الملاريا، فيروس غرب النيل والفيروس المضخم للخلايا. تخزين الدم كما يؤكد الخبراء على ضرورة إجراء الاختبارات اللازمة والضرورية للمتبرعين كتحديد الفصيلة وتحديد عامل السالب والموجب والتأكد من خلو الدم من الأمراض المعدية بالإضافة إلى التأكد من صلاحية المواقع التي يتم تخرين الدم فيها لحين الحاجة إليه وفصل الدم إلى مشتقاته الرئيسية كالبلازما والصفائح الدموية وكريات الدم الحمراء، بالإضافة إلى إجراء اختبارات التوافق التي تجرى على دماء المتبرعين ودماء المرضى للتحقق من إعطاء دم سليم ومتوافق.