حضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله رئيس هيئة أعضاء الشرف بالنادي الأهلي وقلبه النابض، حفل تكريم الدكتور عثمان عبده هاشم، الذي نظمه عدد كبير من أصدقائه، ليس بالأمر المستغرب، وإنما هو امتداد لمواقفه النبيلة تجاه من كانت لهم بصمات واضحة، وأعمال مميزة في الوسط الرياضي، بعيدا عن ميولهم وانتماءاتم. دائما يقدم خالد بن عبدالله دروسا بليغة لكثيرين لا زالوا يجهلون معنى الوفاء، بل ويعجزون عن أداء واجباتهم تجاه من كانت لهم إسهامات وبصمات واضحة، على مسيرة الحركة الرياضية، أو الإعلام الرياضي، لأن تعصبهم تجاه أندية معينة يجعلهم بعيدين كل البعد عن المناسبات الاحتفالية التي تنظم من حين لآخر لأسماء ستظل راسخة في الأذهان، لن تمحو إنجازاتها شخبطات الصغار. وقف حضور أمسية تكريم الدكتور عثمان عبده هاشم، احتراما للأمير خالد بن عبدالله، وهو يستعرض مناقب المحتفى به وإسهاماته في الإعلام الرياضي، بعيدا عن موجة التعصب التي ركبها البعض فأثرت على مسيرتهم، وشوهت أعمالهم في نظر العقلاء، وكان الأجمل في تلك الليلة أن تقدم سموه الحضور في تقديم هدية للدكتور عثمان وفاء وتقديرا له على ما قدمه طوال مسيرته الإعلامية. شهادتي في المحتفى به قد تكون مجروحة، حيث تربطني به علاقة أخوية مبنية على الاحترام والتقدير، وزمالة عمل وجدته من خلالها نعم الصديق الخلوق الذي يأسر كل من تعاملوا معه بطيب أخلاقه وحسن تعامله، كل هذا أهله لأن يكرم من قبل أصدقائه الأوفياء بحضور نخبة من الإعلاميين حضروا الحفل رغم ارتباطاتهم العملية. كان الاحتفال بمناسبة شفاء أخي وصديقي الدكتور عثمان مناسبة لتبادل الأحاديث في كثير من المواضيع التي تشغل بال الشارع الرياضي، ولعل أبرزها تراجع مستوى المنتخب الأول لكرة القدم، وكيفية العمل على عودة هيبة الرياضة السعودية، إضافة إلى التعصب الرياضي الذي ولد كثيرا من الخلافات بين رؤساء الأندية. ما أعنيه أن الرياضة السعودية التي افتقدت إلى إسهامات وحضور الدكتور عثمان، الذي نتمنى أن يعود قريبا لعشقه، حضرت ليلة تكريمه، وكان كعادته بشوشا لا يحبذ التعصب، ولا يؤيد الآراء المتشنجة التي دائما ما كنت مصدر إزعاج بالنسبة له. هنيئا للدكتور عثمان هذا الوفاء الذي يستحقه، هنيئا له لأنه لم يكن متعصبا فحظي بحب واحترام الرياضيين على مختلف ميولهم، هنيئا له لأنه صاحب قلب كبير يتسع للجميع، أمنياتي أن يعود إلى عشاقه بفكره الراقي وطرحه المتميز متمتعا بالصحة والعافية.