أعرب عدد من المشاركين في ملتقى الخطاب الثقافي السعودي الخامس، الذي اختتم مؤخرا بالرياض، عن رضاهم بالنتائج التي توصل لها الملتقى، بمشاركة 70 من المثقفين والمثقفات في المملكة الذين تبادلوا الآراء والنقاشات حول الثوابت الوطنية والرؤية المستقبلية للخطاب الثقافي السعودي، عبر أربع جلسات عمل طرحت فيها أبعاد الموضوعات بحرية وشفافية. فأوضح الدكتور عوض القرني أن الملتقى خرج بنتائج هامة، منها تحديد المرجعية الشرعية بناء على هوية المملكة وخصائصها وتاريخها وجغرافيتها، والتأكيد على وحدة الوطن، مشيرا إلى أن المشاركين اتفقوا على عدم الانكفاء على الذات والانعزال عن العالم والتحذير من الذوبان في الآخر، في إطار المحافظة على الهوية ومشاركة العالم منجزاته، وقال: «أكدنا على أهمية دفاع المثقفين عن حقوق الإنسان ومكافحة الفساد والتنمية وحماية الأخلاق». تعريف الثوابت من جانبه، أشار عضو مجلس الشورى السابق محمد آل زلفة إلى أن المشاركين طالبوا، خلال الجلسات، بتعريف الثوابت والضوابط وإعادة النظر في الحوار ومفهومه على أسس أكثر واقعية ومعالجة القضايا الوطنية، وقال: «للأسف البعض ما زال يستخدم الخطاب الإقصائي والتهميش، وأعول على أصحاب القرار لاتخاذ القرار المناسب، وأمامنا سنوات لبناء ثقافة الحوار». ومن جهته، اعتبر رئيس اللجنة الثقافية في القريات الدكتور فواز الشمري أن تحديد ماهية الثوابت من أهم النتائج التي جرى التوصل إليها، وقال: «تحدثنا عن تعريف الاختراق، ويجب أن تكون هناك آلية له والسماح بالنقد للموضوعي للعمل»، وأشار إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفسيبوك وتويتر لا تعد من الخطاب الثقافي؛ لأن الجميع يتعاطى معها بسهولة عكس المقال في وسائل الإعلام الأخرى، مضيفا أن دعم الشباب في قضية الخطاب الثقافي وتقديم دورات لهم للتأدب في الحوار والقضاء على الأساليب غير اللائقة. استمرار الملتقى وفي السياق نفسه، رأى رئيس أدبي جازان محمد إبراهيم يعقوب أن الجلوس على طاولة الحوار مع مثقفي ومثقفات المملكة وتبادل الآراء أمر إيجابي، مضيفا أن المركز يقف على مسافة واحدة من الجميع، وتم تقديم وجهات نظر مختلفة، ولم يجرِ التطرق للخطاب الثقافي، بل مناقشة الثوابت الوطنية والحراك الفكري والثقافي. واعتبر أن الملتقى يجب أن يستمر لسنوات لتأسيس قاعدة للحوار، قائلا: «المشاركون اتفقوا على صيانة وحدة الوطن، وأن يبقى عزيزا بأبنائه جميعا مهما اختلفت الآراء والرؤى». وأضاف: «النقاشات ركزت على أن يكون الخطاب الثقافي السعودي انعكاسا لمسار الوحدة الوطنية المبنية على الشريعة الإسلامية التي هي مطلب الجميع، مع العمل على صياغة تعريفات للمفاهيم الرئيسة كالثوابت الوطنية، المرجعية الشرعية، الخطاب الثقافي، والوطنية». وأوضح أن المشاركين اتفقوا على أهمية الثوابت الوطنية المنبثقة من هدي الشريعة الإسلامية القائمة على الوحدة السياسية التي حققها المؤسس، كما أكدوا على ضرورة تنزيل الثوابت الوطنية في واقع المجتمع السعودي على شكل أنظمة وقيم اجتماعية يتعامل بها الجميع. من ناحتها، طالبت الأديبة مها باعشن بفتح باب الحوار للشباب والشابات الذين يريدون التعبير عن حرياتهم التي لا تتعارض مع الثوابت الوطنية، حتى لا يلجأ للتعبير عنها خارج الوطن أو عبر المواقع الاجتماعية التي أصبحت منبرا لكل صوت وفكر مجهول، مشيرة إلى أنه من الواجب التعايش وتبادل الفكر واحترام ما يراه الآخر مناسبا له واحترام ما نراه مناسبا لنا؛ شرط أن لا يتعارض ذلك مع الثوابت الوطنية، منوهة بضرورة توظيف الثلاثية التي تشكل النهضة المتمثلة في الإنسان وتراب الوطن والوقت.