ببساطة هي الخوف أو القلق اللامنطقي، تحدث في مواقف متعلقة بأشياء أو ظروف معينة اعتدنا على فوبيا الطائرات، فوبيا الأماكن المرتفعة، فوبيا المصاعد، فوبيا من الحيوانات، أو الحشرات، بعضها يمكن أن لا يؤثر كثيرا على صاحبه وبعضها يجبره على اختزال جزء من حياته وعدم الانخراط في المنظومة.. وفي النهاية تلك فوبيا فردية ولن تؤثر بشكل مباشر على المجتمع.. لكن الكارثة عندما تكون الفوبيا جماعية، عندما يصاب الجميع بهوس وهوس من نوع نادر، فوبيا لم يخلق مثلها في البلاد، فوبيا المطر.. فالمطر في جميع دول العالم هو رمز لأشياء حميمية، هو ملهم الشعراء والكتاب هو حياة للنبات يحفظه من التيبس والهلاك، هو رزق للبلاد إلا في جدة بعد الكوارث التي مرت بها أصيب المواطنون والمقيمون فيها بفوبيا المطر، فما أن تداهمنا فصول الشتاء حتى نشحذ قوانا وأسلحتنا، نراقب النشرات ساعة بساعة ونبحث عمن ينذرنا بالفاجعة، نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة المطر الذي نخشاه، وما أن تمر عشر غيمات في سماء العروس حتى نجد آلاف الرسائل على الفيس بوك والهوت ميل والتويتر ياقوم احذروا السيول الخطر قادم، الموت قادم.. ومع تناقل الأخبار والإشاعات تضاف إليها البهارات التي تجعل الخبر في صورته الأخيرة مثيرا للذعر.. الأرصاد الجوية والدفاع المدني يحاولون أخذ الحيطة والحذر بتحذير الناس حتى لا تتكرر مآسي الأعوام الماضية، ولكن الأمور أصبحت تأخذ منحى مختلفا، فالمكاتب تصبح خاوية والطلاب لا يذهبون إلى المدارس والأهالي ينتظرون قدوم الكارثة رغم أن الشمس تتوسط السماء، وكل مافي الأمر أن عشر غيمات قررت أن تزور سماء جدة الحبيبة. أهل جدة أصبحوا بحاجة إلى علاج نفسي مكثف لكي يتخلصوا من تلك الأعراض قبل أن يتفاقم الوضع في عام آخر أو عامين. لبنى السحار