للمرة السبعمائة بعد الألف، يصر معظم الرياضيين والعاملين في حقل الإعلام الرياضي والمعلقين والمحللين على أن كلمة «أريحية» تعني أن يتعامل أحدهم مع الكرة براحة تامة ويتصرف بها كما يريد، ولأن الأمر أصبح ظاهرة، حيث يتبع بعضهم بعضا في أن كلمة أريحية تعني ذلك المعنى، وكأنها كلمة «راحة»، ولأن الأمر أصبح مجلبة ضجر للمشاهد، وكأن الذين يتناولون الكلمة ليس لهم علاقة بالعربية، رأيت أن أواصل الحرب على هذه الظاهرة التي تجعلهم يعتقدون أن كلمة أريحية تعني الراحة، حتى أنها تدور دورانا غير طبيعي في مجالس التعليق الرياضي بعد الأشواط والمباريات في شكل وجوهر لا يدلان إلا على جهل واضح بالعربية، وللأسف حتى على مستوى دكاترة، الحال ليس بسيطا، ولا يمكن أن يمر مرور الكرام، فهو ضرر وخطر على اللغة بدرجة تأثيرها أقوى على النشء من أولئك الذين يكتبون مواقع الهمزات في اللوحات على واجهات المحلات بشكل خاطئ. كلمة أريحية أيها السادة ليس لها علاقة بأخذ اللاعب الكرة بارتياح ولعبها أو تمريرها مرتاحا، كلمة أريحية والاشتقاق منها «أريحي»، والأريحي هو الإنسان الواسع الخلق كما في القواميس «العربية العربية»، وهو أيضا الشخص النشط إلى المعروف وذو الأفعال الحميدة والكريم السخي، فأين كل هذا من الارتياح في استلام اللاعب للكرة، إنها ليست أريحية تلك التي تتحدثون عنها. لا تجعلوا كل من راح وغدا أو من هو مستعرب يضحك علينا أو يسخر ونحن العرب أبناء الجزيرة العربية وأهل اللغة العربية وحراسها. غير مقبول من شخص يفترض فيه أن يكون مثقفا ويتحدث عن كل فريقه الإعلامي الذي ينتسب إليه أن يلعب باللغة، معتقدا أنه يتفلسف ويستعرض بإدخال الكلمات قليلة الاستخدام في قواميس الحوارات التلفزيونية والتحاليل الرياضية، الفلسفة غير مطلوبة من أحد في برنامج جماهيري يشاع فيه الخطأ ويضيع جيل من النشء عقبه. فاصلة ثلاثية، يقول اليونانيون: المرأة إما أن تحكم.. أو تخدم. لا تثق بالمرأة حتى وإن ماتت. لا شيء أسوأ من المرأة، حتى ولو كانت أفضل النساء.