توقعت منظمة الصحة العالمية زيادة عدد مرضى السكري بحلول عام 2025م حتى يصل إلى 300 مليون نسمة، النسبة العالمية لمرض السكري هي 6 %، بينما 20 % من سكان مجلس التعاون الخليجي مصابون بداء السكري، وتعد المملكة الأعلى نسبة في الإصابة بداء السكري بعد دولة الإمارات العربية المتحدة، وربع المجتمع السعودي يعاني من هذا المرض الآن، فقد تجاوز عدد مرضى السكري السعوديين أربعة ملايين، وتجاوزت تكلفة هذا الداء ال 50 مليار ريال، على شكل مصاريف مباشرة، وغير مباشرة ناتجة عن التعطل عن العمل والإعاقة الجسمية وما يترتب عليها من تبعات اجتماعية وأسرية كبيرة. ويتعرض مريض السكري لبتر أطرافة تصل إلى 40 ضعفا بالمقارنة مع غير المصابين بمرض السكري، فهناك عملية بتر كل 30 ثانية في مكان ما في العالم، ولابد من العلم بأن 20 % نسبة دخول مرضى السكري للمستشفى بسبب مشكلات القدم السكرية، وقد وجد الاختصاصيون بالقدم السكرية أن 49% إلى 85% من الحالات التي يتم فيها إجراء البتر كان يمكن تفاديها لو التزم المريض بالإجراءات الصحية المناسبة وكذلك بتلقي العلاج الصحيح، في الوقت المبكر المناسب. لذلك دأب الاختصاصيون في القدم السكرية بتقديم النصح والإرشادات اللازمة، ومن خلال هذا المنظور حرصت وزارة الصحة على تقديم أفضل الخدمات المتطورة التي تواكب أحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال، وكان لمنطقة مكةالمكرمة نصيب وافر من مراكز وعيادات السكري المتطورة.. وبما أن المملكة تحظى بشرف خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام، فإننا نجد أنه من المهم التركيز على إصابات القدم السكرية للحجاج، فالكثير من الحجاج متقدمون في العمر وقسم كبير منهم مصاب بالسكري وبالتالي فعدد كبير منهم معرض للإصابات والكدمات في القدمين دون أن يشعر بها نظرا لفقدان الإحساس في القدم، مما يعرضهم إلى تطورات خطيرة، وهو الذي قد يعيق استمرار الحاج في أداء مناسك الحج.. وهنا نقترح تشكيل وحدات خاصة بالقدم السكرية قريبة من مناسك الحج كأن تكون في (منى) تعنى بتقديم النصح والإرشاد والخدمات الوقائية المختلفة المتعلقة بالقدم السكرية، وكذلك معالجة أي مشكلة قد يتعرض لها الحاج في قدميه مما يخفف عدد المشكلات التي قد يتعرض لها الحاج وكذلك يخفف من شدتها بإذن الله. ولا ننسى أن ذلك يخفف الضغط الذي تتحمله مستشفيات مكةالمكرمة في موسم الحج.. ولا شك أن استقطاب الكوادر الطبية والتمريضية من العيادات المتخصصة في القدم السكرية التي ذكرناها وما تتصف به من مهارة تقنية عالية سيكون له الأثر الإيجابي بإذن الله في هذا المجال.