شق هدير سيارة دفع رباعي صمت الأودية والجبال الشاهقة في محافظة بني مالك شمال شرقي منطقة جازان، في تلك اللحظة بدأت تساورنا الهواجس، خاصة أن التضاريس وعرة والطرق ملتوية ومتداخلة في الجبال، غير أن مشهد رتل من سيارات حرس الحدود جعلنا نشعر بالاطمئنان. كانت جولتنا في البداية تنصب على رصد أي توتر أمني، بعدما أشيع مؤخرا عن إطلاق متسللين النار على مركز لحرس الحدود في آل زيدان، إلا أن الوضع كان هادئا حتى تمكنا من الوصول إلى أعلى قمة جبل شهدان، ومن هناك أصبحنا نرى بوضوح القرى اليمنية القريبة من الحدود السعودية، وعلامات الترسيم حسب آخر اتفاقية تم وضعها لترسيم حدود البلدين، كانت الحدود قريبة إلا أن الجبال الشاهقة ووعورة الطريق وعدم وجود طرق معبده لمرور المركبات يجعل منها أبعد مما يكون. وخلال الجولة تعرفنا أن جبال الداير بين مالك بتكويناتها الطبيعية تعد حصنا ضد حيل المهربين، كما أجمع الأهالي أن أعمال المهربين تجعلهم يتناسون الاعراف القبلية؛ لأن أمن الوطن فوق كل اعتبار. التقينا بعدد من سكان مركز آل زيدان ليؤكدوا لنا حقيقة الوضع وصحة ما يدور من أقاويل، ففي البداية تحدث المواطن، موسى يحى سلمان الزيداني، مؤكدا أن الوضع الأمني مطمئن ولا يوجد ما يقلق الأهالي هناك، ونفى أن تكون هناك محاولة لدخول متسللين عبر الحدود إلى الأراضي السعودية، وأشار إلى أن هناك أعراف قبلية كانت سائدة في وقت مضى هنا في مثل هذه المناطق القبلية الحدودية، إلا وهى إكرام الضيف والغريب، حيث كنا نستقبل ضيوفنا حتى وإن كانوا من الجانب اليمني بحجة الأعراف القبلية، ولكن هناك من يجعلك تتنازل عن تلك الأعراف بعد أن وجد من يحاول الأضرار بأمن الوطن سواء بتهريب المخدرات أو الأسلحة والذخائر، فهنا لن نقبل بذلك على الإطلاق. وأضاف سرت شائعة قبل أيام عن تواجد قوات أمنية كبيرة في منطقة آل زيدان لصد مجموعة من المتسللين، ولا صحة لذلك إطلاقا، فهناك مهربين يثيرون البلبلة أحيانا، وماحدث أنهم تبادلوا إطلاق النار مع حماة الحدود رجال حرس الحدود وتمكنوا بفضل الله من دحرهم، ومثل هذه الأمور تحصل في أحيانا كثيرة لأننا في منطقة حدودية. سد منيع وقال ماجد علي يحى الزيداني«نحن قبائل حدودية نقف حصنا حصينا وسدا منيعا في وجه كل من يحاول العبث بأمن واستقرار هذه البلاد الطاهرة، وأن وجود عدد من نقاط رجال حرس الحدود وبعض الجهات الأمنية الأخرى المتمركزة في مواقع مختلفة يشعر الجميع بالطمأنينة ولله الحمد». ويصف شريف علي الزيداني، ما حدث بأنه مجرد تبادل إطلاق نار بين أفراد حرس الحدود وأشخاص يقال إنهم مهربون، حيث كان أفراد حرس الحدود يحاولون افتتاح طريق يؤدي لمركز تابع لهم في موقع حدودي. ردع المهربين فيما أوضح المتحدث الإعلامي لقيادة حرس الحدود بمنطقة جازان العقيد عبدالله محمد محفوظ، بأن إطلاق النار تم بين أفراد حرس الحدود والمهربين، مبينا أن هذا الأمر يحدث عدة مرات لحرص جنودنا على عدم السماح لأي أحد بالدخول لأراضينا إلا بالطرق الشرعية السليمة. إنجازات مستمرة وأوضح الناطق الإعلامي لحرس الحدود بمنطقة جازان، أنه بفضل من الله تعالى تمكن رجال حرس الحدود خلال شهر جمادى الماضي من القبض على عدد 24379 متسللا 1430 كجم (حشيش) و 224806 كيلوجرام قات، كما تم القبض على 331 مهربا و426 مسدسا مع بندقية كلاشنكوف و27963 ذخيرة منوعة والقبض على 151 قارورة خمر و1972 (حبوب مخدرة) 1135كيلو جراما مواد غدائية منوعة، إضافة 1016 كجم شمة و1382 كجم تنباك وقد تمت مصادرة 264990 والقبض على 3472 رأس مواشي منوعة. وأضاف أن ذلك تم بمتابعة من قبل قائد حرس الحدود بمنطقة جازان اللواء عبد العزيز بن محمد الصبحي، الذي أشاد بدور رجال حرس الحدود في ضبط المهربات وجهودهم التي بذلوها.