لم يكن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان عبد الله بن عبد العزيز إلغاء الحفل الفني المواكب لافتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) هذا العام سوى تعبير صادق لما يشعر به من ألم جراء ما يحدث في الدول العربية المجاورة من مآس ضحيتها مواطنون أبرياء، أزهقت أرواحهم أنظمة فاشية مستبدة كما يحدث في سوريا أو الفوضى كما جرى في مصر، أو ذهبوا ضحية حرب أهلية وصدام بين ثوار رفضوا الذل والهوان وحكومة قائمة على البطش كما حدث في ليبيا أو قدموا أرواحهم فداء من أجل مستقبل أمتهم كما حدث في اليمن والجزائر. وإذا كان الحفل الغنائي للجنادرية والمتمثل في الأوبريت يعبر عن فرح شعب بأمنه واستقراره وبما أنعم به الله عليه من خير يتجلى في كل جانب من جوانب الحياة، فإن هذا الفرح يظل منقوصا ما دامت هناك شعوب عربية تعاني من القتل المنظم وشعوب عربية أخرى لا تزال تبكي على ضحاياها، ولهذا أمر الملك عبد الله بإلغاء الحفل الفني تضامنا مع هذه الشعوب العربية المنكوبة، مؤكدا بذلك أن الأمة العربية أمة واحدة وجسد واحد إذا ما مس جزءا منه ألم استشعرت بقية أجزائه الألم نفسه وإذا داعب قلبه فرح كان فرحه فرحا مشتركا. إلغاء الأوبريت رسالة واضحة لكل الشعوب العربية يبعث بها الملك الإنسان نيابة عن كل مواطن في شعبه يؤكد فيها للعرب جميعا أن قلوبنا معهم وأن مصابهم مصابنا جميعا وحزنهم حزننا جميعا.