اعترف مدافع النصر عبده برناوي بأن فريقه لم يقدم شيئا يذكر في الجولات الماضية من دوري زين، مبديا استغرابه لماحدث، واعدا في الوقت نفسه أن يعدل الفريق أوضاعه في الجولات المقبلة، وأن يعود منافسا على البطولات، مؤكدا في هذا الصدد أن الفريق يتطلع لتحقيق بطولتين في الموسم الحالي ليس من بينهما الدوري. وقال البرناوي عبر هذا الحوار الذي أجرته «عكاظ» معه إن إيقاف قائد الفريق حسين عبد الغني فرصة كبيرة بالنسبة له للعودة إلى التشكيلة عبر خانة الظهير الأيسر التي يشغلها الأول، نافيا أن تكون هناك شلليات في داخل الفريق تعرقل تقدمه باتجاه البطولات. بجانب أمور أخرى تحدث عنها عبر الحوار الذي نورد هنا نصه. • بداية، ماذا أصاب النصر في الجولات الأربع الماضية؟ بصراحة بدايتنا في الدوري لم تكن جيدة، ولا أقول إلا أن على كل من يحب النصر أن ينسى الجولات الأربع الماضية، والتفكير الآن منصب على المقبل، ولا أجد تفسيرا واضحا للتعادل مع الفيصلي والخسارة أمام الفتح لكن المهم هو أن تكون انطلاقة النصر الحقيقية في الدوري من الجولة الخامسة، وماحدث قبل ذلك أتمنى عدم التطرق له لأنه غريب. • هل تعتقد أن ضعف الاستعداد وراء ظهور النصر بهذا المستوى؟ من الصعب القول إن السبب الرئيس وراء خروج النصر بمستوى سيئ حتى الآن هو ضعف الاستعداد، نحن نعترف ونقر بأن المستوى العام لم يكن جيدا إطلاقا، لكن هناك أسبابا بطبيعة الحال خلف ذلك، والجهازان الفني الإداري عملا على الإصلاحات المناسبة لحل تلك المشكلة، وسيخرج الفريق خلال الجولات الماضية بحلة جديدة ترضي جماهيره. معسكر «نص نص» • وبهذه المناسبة، كيف كان الاستعداد للموسم الحالي هل كان مرضيا لكم ؟ بصراحة لم يكن قويا جدا، لكن الفائدة التي كانت مرجوة قبل انطلاقة المعسكر تحققت نسبيا، كون الفترة التي بدأنا فيها المعسكر كانت متأخرة جدا ولم تكن كافية بسبب قرب شهر رمضان المبارك، حيث سبب لنا ذلك الكثير من المتاعب بحكم خصوصية الشهر، بالإضافة إلى أن الموسم الماضي انتهى متأخرا جدا فأثر كثيرا على استعدادنا بشكل أفضل، فمن المعروف في الأندية عامة أن يكون الاستعداد في حده الأدنى 40 يوما على أساس أن يعود اللاعب بعد الإجازة التي منحت له بصورة جيدة لياقيا وفنيا، ولكن نحن كمجموعة حاولنا بالتعاون مع الأجهزة الفنية والإدارية في النادي بذل كل طاقاتنا لكي نكون على أتم جاهزية قبل انطلاقة الموسم. • بصراحة، معسكر الطائف هل كانت له فائدة فنية؟ منطقيا الفترة التي قضيناها خلال المعسكر لم تكن كافية، فعشرة أيام لتجهيز الفريق لياقيا مدة قصيرة جدا، صحيح هناك فترة بعد المعسكر كانت موجودة كتجمعات ولكن معسكر الطائف كان عنوانه الرئيس الإعداد اللياقي فقط والدليل لم يكن مدرب الفريق موجود معنا، وكان الذي يتولى الإشراف على الفريق مدرب اللياقة للفريق الأولمبي، والفائدة من هذا المعسكر كانت ضعيفة نوعا ما. تقييم المدرب عيب • هل تأثر النصر من إقامة المعسكر داخليا ولم يكن مثل السنوات الماضية التي كان يقام فيها خارجيا؟ بكل تأكيد تأثر لأننا وضعنا تحت ضغط كبير جدا، والكل عينه على الاستعداد الذي أقيم في الطائف أو في الرياض وبالتالي لم نعش أجواء المعسكرات على حقيقتها، والفرق كبير بين المعسكر الذي يقام داخليا وخارجيا، كون المعسكر الخارجي أفضل وبمراحل، والسبب المهم هو إبعاد اللاعب عن الضغوط الإعلامية وإبعاده عن الجمهور، بالإضافة إلى أن الإمكانات في الخارج أفضل بكثير من هنا، كما أن اللاعب يتفرغ للتمارين وخوض اللقاءات الودية مع أندية أوروبية تضيف له الكثير من الخبرة التي هي الأساس والمخزون الذي يتكئ عليه أي لاعب. • خطوة التعاقد مع المدرب الأرجنتيني كوستاس كيف تراها من وجهة نظرك؟ مر علي مع النصر العديد من المدربين من جنسيات مختلفة، ولم أجرؤ على تقييم أي واحد منهم كوني ما زلت لاعبا ومن الصعب أن أصدر أي حكم على أي مدرب له في الملاعب عشرات السنين، ولكن كوستاس ومن خلال سيرته الذاتية يمتلك الكثير من الإمكانات الفنية الكبيرة التي ستنعكس إيجابا على الفريق النصراوي خلال المباريات المقبلة. • شخصيته هل هي قوية وصارمة، أم متفهم ومرن؟ «صارمة هذي قوية» قالها ضاحكا ، الميزة الواضحة فيه أنه يأخذ ويعطي معنا كلاعبين، فهو مستمع جيد لأي حديث من أي لاعب وهو ما يعتبر من الأشياء النادرة في المدربين، بالإضافة إلى قربة من الجميع والكل متقبل لأفكاره وكل من شاهد النصر خلال المباريات الماضية لمس التغييرات في الفريق. بصمات الأجانب غائبة • أجانب النصر عنتر يحيى ومارسير وبينو، كيف ترى بدايتهم مع الفريق؟ حتى هذه اللحظة لم تكن لهم أية بصمة على الفريق كوننا في بداية الموسم، ويجب علينا أن نعطيهم الفرصة حتى ينتهي الدور الأول من الدوري بعدها يتم تقييمهم بصورة أفضل، وبالمناسبة هم كلاعبين يمتلكون إمكانات فنية كبيرة جدا وسبق أن شاركوا في بطولات ودوريات عالمية، ومع الوقت سيكونون في الفورمة. • الإدارة والجماهير وأعضاء الشرف يطالبونكم ببطولة فهل يشكل هذا ضغطا كبيرا عليكم ومن الممكن ألا تحققوا شيئا بسبب ذلك؟ مسألة تحقيق البطولات شيء طبيعي ومن بديهيات كرة القدم ولولا ذلك لماذا نلعب كرة قدم، «نحن لا نلعب على الفاضي» وأي لاعب لا تكون البطولات هدفه الحقيقي عليه أن يترك الكرة وينام في بيته لأن ذلك أفضل له، وحتى إذا لم تتحقق أية بطولة فلا بد أن تؤدي بصورة أفضل، فأن تخسر بعد أن تقدم مباراة ممتازة من ناحية المستوى أمر جيد ويريح حتى الجمهور، لأن الفوز والبطولات تتحقق مع الوقت المهم تقديم الصورة الجيدة. • هناك ثلاثة أجانب بالإضافة لخمسة محليين في الفريق الأول، فهل هناك انسجام حدث في الفريق حتى الآن؟ الانسجام بدأ واضحا منذ الوهلة الأولى التي انضم فيها هؤلاء اللاعبون للمجموعة، كون رغبتهم وإرادتهم عالية لتقديم ما يعود بالنفع على الفريق، بالإضافة إلى أن روحهم المرحة ونفسياتهم الأكثر من رائعة جعلت اندماجهم مع الفريق يتم بمنتهى السهولة. نظرة مدربين • مركزك المفضل هل هو قلب الدفاع أم في خانة الظهير الأيسر؟ أنا أجد نفسي مبدعا في مركز قلب الدفاع كونه مركزي الأساسي الذي ألعب فيه منذ وقت طويل، ولكن بعض المدربين يفضلون أن ألعب في منطقة الظهير الأيسر لأنهم يرون أني أجيد فيها، وبالتالي أنا ألعب وفقا لأوامر المدرب وفي أي مركز يحتاجني الفريق سواء في قلب الدفاع أو الظهير. غياب عبد الغني فرصة • إيقاف عبد الغني ثلاث مباريات هل هو فرصة لتثبت كفاءتك وتكون أساسيا؟ (يضحك): هي فرصة، ولكن عبد الغني في مركز الظهير الأيسر يقدم مستوى أكثر من ممتاز، ومسألة المشاركة من عدمها هي للاعب الجاهز والأفضل وبالتالي ما يقرره المدرب هو الصحيح، وبالفعل إيقاف عبد الغني جعلني أساسيا في الفريق، ولكن كما قلت في الأساس هي قناعة مدرب فقط. • أربعة لاعبين في منطقة الظهير الأيسر، بماذا تفسر ذلك؟ في الكرة الحديثة يجب أن يكون هناك أكثر من لاعب جاهز لكثرة المباريات والبطولات والإصابات، وهذا العدد الكبير في هذه المنطقة يجعلها لا تتعطل بغياب أي لاعب أو إصابته فالبديل جاهز وعلى قدر من المستوى، فلا خوف على منطقة الظهير الأيسر في النصر فجميع اللاعبين لديهم القدرة على سد هذه الخانة التي تعتبر من أهم خطوط الفريق. اتهام مرفوض • هناك اتهام موجه لكم بأنكم لاعبون بلا روح ولا قتالية على أرض الملعب، كيف ترد على ذلك؟ شي مؤسف جدا أن يحدث مثل ذلك، بأمانة نحن سمعنا من تحدث عن لاعبي النصر وتجنى علينا بوصفنا بأوصاف لا تليق أبدا، فمستحيل أن يلعب لاعب بلا روح، أو أنه يريد الخسارة، أولا يريد تحقيق بطولة، فمن الغريب جدا أن يطلق على لاعبي النصر هذه العبارات لأنها في غير محلها أبدا، وسنرد على من شكك فينا وتحدث وقال عبارات ظالمة على أرض الملعب خلال الفترة المقبلة، وسنثبت بأن النصر كالجبل لا يهزه ريح أبدا، ولن تؤثر علينا هذه الأحاديث التي فيها تجن كبير. • يتردد أن هناك مشكلات في الفريق حاليا؟ لا توجد أية مشكلات في الفريق والأمور أكثر من ممتازة، وهناك فقط من يريد أن يضخم أي شيء سلبي يخص النصر، ولكن الواقع يختلف تماما عن بعض الأخبار التي تخرج لأننا مرتاحون والأجواء مثالية. • والإصابات، هل تشكل لكم قلقا أم أن البديل موجود؟ لا أبدا لأن جميع خطوط الفريق فيها أكثر من لاعب في كل خانة وبالتالي لن يؤثر فينا أي غياب، ففي الموسم الماضي كانت الغيابات أكثر من هذا الموسم والفريق لم يتأثر، وفي هذا الموسم لا نعاني من إصابات كبيرة أبدا فهناك لاعبون صاعدون وآخرون مستقطبون، لذلك كل الخطوط مكتملة. هذا ما ينقصنا • في رأيك ،ماذا ينقص النصر لكي يحقق بطولة؟ الحظ هو الذي يقف أمامنا في الكثير من البطولات التي شاركنا فيها، وفي هذا الموسم نحن نعمل على كيفية تجاوز عقبة الحظ التي أتعبتنا كثيرا، ففي الموسم الماضي لعبنا على دور الأربعة من كأس ولي العهد وكنا نرى النهائي بأعيننا، وفي الموسم الذي سبقه حدث نفس الشيء. نعم لهذا النقد • هل تتأثر بما يكتب عنك في الصحافة وما يقال عنك في الإعلام الفضائي؟ «أنا مريح دماغي» ولا أقرأ الصحف إلا نادرا ولا أتابع المنتديات لأن فيها الكثير من النقد غير الهادف، وهذا لا يعني أنني لا أتقبل النقد، أبدا أنا أتقبل النقد الهادف الذي يشعرني بأن المنتقد يريد الإصلاح والمصلحة، هذا الذي أتابعه وأحرص عليه، ولكن للأسف هذه النوعية قليلة جدا في وسطنا الرياضي في الوقت الحالي، لذلك فضلت ألا أتابع حتى لا أشغل بالي بأشياء ليست من اختصاصي. • جمهور النصر هل هو متعب بالنسبة لكم كونه يحضر في الفوز والخسارة؟ من ناحية متعب لا.. لكنه محرج جدا بالنسبة لنا، كيف نواجهه بعد الخسارة لأننا بصراحة لا نريد أن يخرج الجمهور من الملعب أو من خلف الشاشات وهو حزين لكن هذا حال كرة القدم فوز وخسارة، ووجود الجماهير التي تواجهنا بأخطائنا بعد كل مباراة فيها الكثير من الإصلاح لأن أغلب الجماهير واعية ومثقفة وتفهم كرة قدم فهم يخبروننا بأشياء قد غفلنا عنها فنبدأ بإصلاحها. عيوننا على بطولتين • النصر في هذا الموسم سيشارك في ثلاث بطولات؛ دوري وكأس ولي العهد وكأس الأبطال، أي هذه البطولات تشعر بأنها قريبة من النصر؟ بصراحة ولكي نكون أكثر واقعية الدوري صعب جدا كون بدايتنا لم تكن جيدة، ويمكن أن يكون ترتيب النصر من الأوائل في سلم الدوري في هذا الموسم، وهذه حقيقة يجب علينا كلاعبين وكجهاز فني وإداري وجمهور أن نعيها، وأنا أرى أن كأس ولي العهد في هذا الموسم هي الأقرب لنا، بعدها كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، فهاتان البطولتان هما الأقرب لنا ويجب العمل بجد وبذل كل الجهود لنحققهما معا أو إحداهما على أقل تقدير لأن مسألة تحديد الأهداف في كل أمر في الحياة مهمة جدا. • بصراحة هل أنت متفائل؟ الإنسان بطبعه متفائل دائما، وهذا شيء طبيعي في أي إنسان لأننا عملنا ولا يزال العمل متواصلا لكي تتحقق الأهداف المرجوة في هذا الموسم، وأنا بكل أمانة متفائل بمستقبل نصراوي فيه الكثير من الإشراقات والسرور والبهجة لكل المتابعين للشأن النصراوي، لأن الإمكانات الفنية والبدنية في الفريق ممتازة وعلى أكمل وجه. البطولة في الطريقة • كلمة أخيرة توجهها للجمهور النصراوي؟ هذا الموسم البطولة مقبلة مقبلة، وأبدا لن نصبر لأننا تعبنا كثيرا خلال المواسم الماضية.وأوجه رسالة للجماهير بألا تحكم علينا من أول خمس جولات في الدوري، نحن نعترف بأننا لم نقدم ما لدينا، وما هو موجود في الخفاء أفضل بكثير مما شوهد، وانتظرونا خلال الموسم لأننا سنبذل كل ما في وسعنا والتوفيق بيد الله، والكرة لا تعرف كبيرا أو صغيرا، فمن الممكن أن تهزم ناديا كبيرا وتخسر من ناد صغير، والشواهد على ذلك كثيرة جدا.
