.. كيف يمكن الحديث عن (العيد) وفرحة العيد، وثمة من هم غارقون في أحزانهم وآلامهم. كيف يمكن الحديث عن العيد، وثمة جوعى وفقراء ومعدمون وأناس يبحثون عن لقمة الخبز فلا يجدونها في الصومال وفي غيرها من بقاع الأرض، وأناس يبحثون عن حرياتهم فلا يعثرون عليها أيضا. .. كيف يمكن لي أن (أفرح) و(أتفاءل) وأذهب بعيدا في هذا الفرح، وهذا التفاؤل والعالم العربي يدخل في لحظة تيه، فلا تكاد تعرف إلى أين هم ذاهبون في هذه الوضعية السياسية والاجتماعية، التي تسر العدو ولا تسعد الصديق، وفيما تنادي أصوات بالتغيير والإصلاح ثمة أصوات ترى بأن هناك فرقا ما بين التغيير والإصلاح والثورة التي سوف تؤدي إلى الفوضى. إن التغيير حالة مطلوبة والإصلاح ضرورة، غير أن (الثورة) ربما تتحول إلى (فورة) ولا يمكن من خلالها فهم من هو الصادق ومن هو الكاذب في الخطاب الثوري، خاصة أن ما حدث في ثورات بعض الدول العربية هو القفز من قبل أولئك المنتفعين والطارئين الذين لا يحملون أية رؤية تجاه المستقبل، ولا يرتكزون على إرث وطني ونضالي على الإطلاق. إننا نرى ونشاهد ونقرأ عن وجود نزعة أصولية في الخطاب الثوري عبر أولئك الذين يحلمون بإقامة الدولة الدينية في عالم يتحدث عن الدولة المدنية بمرجعية دينية وإسلامية كما هو الحال في نموذج (مصر)، خاصة أننا أمام مشهد سياسي وفكري، تسقط فيه آيدولوجيات وتنهض فيه آيدولوجيات أخرى، عالم يتجه ليكون «عالم بلا خرائط» كما هو مسمى رواية الراحلين جبرا إبراهيم جبرا وعبدالرحمن منيف. .. يأتي العيد وثمة وجوه عزيزة غابت عن البيوت والمنازل، وثمة دماء تسيل في بعض الميادين والشوارع العربية، وهناك مقموعون ومظلومون ومنفيون في مجتمع عربي يرتفع فيه خطاب التغيير ولا نجد ما يشير إلى وجود تغيير حقيقي في عقلية الناس وممارساتهم وحياتهم اليومية في مجتمع «يلبس قشرة الحضارة فيما الروح جاهلية» كما يعبر نزار قباني. وكما يقول المتنبي: عيد بأية حال.. عدت يا عيد [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة