كشفت رئيسة الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية الدكتورة هدى عبدالرحيم البخاري، أن أهم الأمراض المعدية المنتشرة في المجتمع السعودي السل والحمى المالطية والتهاب الكبد وحمى الضنك والحمى التيفية والملاريا وبعض الأمراض الفيروسية والجرثومية الأخرى. وقالت ل «عكاظ»: إن الحاجة ماسة لبذل المزيد من الجهود المنسقة والمستمرة للقضاء على حمى الضنك المنتشر في بعض مناطق الغربية ومنها جدة ومكة المكرمة. ولفتت إلى أن الجمعية تركز خلال المرحلة المقبلة على تنفيذ العديد من البرامج التوعوية في مناطق ومدن المملكة والتركيز أيضا على المناطق النائية، بجانب تثقيف الأطباء الشباب من خلال موقعنا على شبكة الإنترنت وحلقات العمل والمحاضرات .. فإلى نص الحوار: • في البداية ما هي خريطة الأمراض المعدية المنتشرة في المجتمع السعودي، ومن وجهة نظرك هل الخطط الموضوعة كافيه لمواجه هذه الأمراض؟ - أهم الأمراض المعدية المنتشرة في المجتمع السعودي السل والحمى المالطية والتهاب الكبد وحمى الضنك والحمى التيفية والملاريا وبعض الأمراض الفيروسية والجرثومية الأخرى، وتسعى الهيئات المعنية في المملكة لمكافحة تلك الأمراض والحد من انتقالها، وقد حققت نجاحات ملموسة في مكافحة العديد منها، ونحن في الجمعية ركزنا على جانب التوعية الصحية لكل شرائح المجتمع من الأمراض المعدية وخصوصا الدرن والسل ومرض نقص المناعة المكتسب الإيدز، وذلك من خلال المعارض الصحية وتوزيع البروشورات، حيث إن التوعية العامة ترفع من مستوى الوعي الشامل لأفراد المجتمع، أما الجزء الثاني من أهداف الجمعية هو تحسين وضع العاملين من الأطباء في مجال مكافحة الأمراض المعدية من خلال أوراق العمل والمحاضرات التي توعي العاملين في المجال الصحي بذلك، وكيف يتم استخدام المضادات الحيوية، وبذلك يتضح لنا بأن هناك هدفين هما مجتمعي وهدف طبي، مع التنويه إلى أن التوعية ستكون بكامل فروع الجمعية في جدةوالدمام والرياض والجنوب وسنقوم بذلك في وقت واحد لمختلف المناطق المذكورة. مقاومة الميكروبات • أصبحت مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية مشكلة صعبة تهدد شفاء المرضى، أين يكمن الخلل؟ - السبب الرئيس لمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية يكمن في سوء استخدامها، ففي كثير من الأحيان توصف لمعالجة عدوى فيروسية، والمرضى يمكنهم شراء المضادات الحيوية دون وصفة طبية، والبعض لا يكمل شوط المعالجة بالمضادات الحيوية، فيوقف تناولها عند شعوره بالتحسن، يضاف إلى ذلك سوء استخدام المضادات في المستشفيات، وكل هذه المعطيات تستوجب المزيد من البرامج التوعوية للمجتمع حول التعامل مع المضادات الحيوية. فيروس الضنك • الضنك مرض استوطن عروس البحر الأحمر، من وجهة نظرك هل الجهود المبذولة كافية للتخلص منه نهائيا؟ - للأسف يعلن على نحو متكرر عن وجود إصابات بحمى الضنك في بعض مناطق المملكة، خصوصا في الجنوب الغربي وجدة، وتبذل وزارة الصحة جهودا لا يمكن إنكارها في السيطرة على المرض، ولكن بالتأكيد ثمة حاجة إلى المزيد من الجهود المنسقة والمستمرة للقضاء على المرض، كما لا ننسى دور المواطن في هذا الجانب من خلال اتخاذ الإجراءات الاحترازية في بيته لمنع دخول البعوض المسبب للمرض. أولويات الجمعية • بعد توليك مهام رئاسة الجمعية، ما الأولويات التي وضعت على جدول أعمالك؟ - تأسست الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية عام 2004م تحت مظلة جامعة الدمام، ومقرها الرئيس مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، وتخضع للأنظمة والقوانين الخاصة بالجمعيات العلمية في الجامعات السعودية، ومع انطلاقة جامعة الدمام في دورها الرائد وإيمان إدارتها بالدور الهام للجمعيات العلمية في نهضة وطننا المعطاء فإن الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية تحظى بمزيد من الدعم من إدارة الجامعة، وتلقى من مدير جامعة الدمام البروفيسور عبدالله الربيش كل رعاية وتوجيه بما يقربها من تحقيق شعارها في وطن غال خال من الأمراض المعدية. وبعد انتخابي لرئاسة الجمعية أتطلع أن أعمل مع الزملاء أعضاء مجلس الإدارة وجميع العاملين في مجال الأمراض المعدية وعلم الأحياء الدقيقة على امتداد المملكة بروح فريق متكامل يبذل جهدا خيرا لزيادة وعي المجتمع بالأمراض المعدية الهامة من خلال حملات التوعية حول مرض السل، وعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، وسوء استخدام المضادات الحيوية، ونحن عازمون على تحسين توعية الأطباء وعمال الرعاية الصحية بإجراء دورات حول وصف المضادات الحيوية المناسبة وترشيد استخدامها، وحلقات عمل لمكافحة العدوى وتشخيص الأحياء الدقيقة، وستقام تلك الحملات وحلقات العمل في مختلف مدن المملكة. المناعة المكتسبة • مرض نقص المناعة المكتسبة من الأمراض التي تهدد المنظومة الصحية في العالم، من وجهة نظرك هل الجهود المبذولة لمكافحة المرض في المملكة أسهمت في الحد من انتشاره؟ لا شك أن الجهود المبذولة لمكافحة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية نجحت في احتواء المرض، ولكن ما زال يتعين علينا بذل المزيد لتثقيف الشبان حول طرق انتشار المرض واستراتيجيات الوقاية منه، وقد بات هذا الأمر ملحا، ولا بد من التغلب على الخوف الذي يكبل التوعية بمرض نقص المناعة البشرية المكتسبة، ومواجهته بكل جرأة وصراحة لحماية أبنائنا. مكافحة العدوى • كيف تنظرين إلى معايير مكافحة عدوى المستشفيات، وهل ساهمت في الحد والتقليل من انتشار هذه العدوى؟ - إن تدابير مكافحة العدوى هامة في الحد من انتشار العدوى في المستشفيات، ولكن المشكلة في تطبيق تلك التدابير، لذلك نعتزم إقامة حلقات عمل حول مكافحة العدوى في مدن مختلفة من المملكة لتسليط المزيد من الأضواء على هذا الموضوع الحيوي. أهداف وملامح • ما أبرز أهداف وملامح الجمعية؟ - تتركز أهدافنا وأحلامنا في المشاركة والمساعدة على الحد من انتشار الأمراض المعدية، وتحسين الوعي بشأن بعض المسائل في الأمراض المعدية، وتحسين استخدام المضادات الحيوية، وتحسين ممارسات مكافحة العدوى، وتحسين التحصين ضد تلك الأمراض، والتواصل مع المجتمع، وبجانب ذلك تثقيف الأطباء الشباب من خلال موقعنا على شبكة الإنترنت وحلقات العمل والمحاضرات، وإطلاق الفعاليات التوعوية في مختلف مناطق المملكة إلى تنمية روح الثقافة العامة والمعلوماتية الصحيحة لدى المرضى وأفراد المجتمع، ونسعى في وقت لاحق إلى تنظيم ندوة دولية حول الأمراض المعدية. مواجهة السل • السل من الأمراض التي بدأت تسجل في بعض المستشفيات، كيف يمكن مواجهة هذا المرض؟ - السل مرض متوطن في المملكة، وتعمل وزارة الصحة مع منظمة الصحة العالمية بجدية في محاولة وقف انتشار المرض، وما يزال هناك حاجة إلى القيام بالكثير لمكافحته، مثل بناء مراكز معالجة مناسبة (العمل قائم على إنجازها) وإنشاء غرف عزل ملائمة في المستشفيات، ووجود أطباء مدربين جيدا في مجال الأمراض المعدية وعلم الأحياء الدقيقة السريرية في مختلف مناطق المملكة. • وأخيرا .. من وجهة نظرك هل أسهمت حملات التوعية الصحية في مكافحة الأمراض المعدية؟ - تسهم حملات التوعية بالتأكيد في الحد من انتشار الأمراض المعدية، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك كحملات التخلص من الملاريا والحمى المالطية والحمى التيفية والتهابات الكبد، إنني وجميع من يعملون في مجال الأمراض المعدية وعلم الأحياء الدقيقة حريصون على مكافحة الأمراض المعدية.
