أستحي منكم والله فما الذي يقال بعد ما قيل!! وما نفع الورق إذا ساد الغرق!! لابد مما ليس منه بد لذا أقول ولا أروع من «جدة» نهاية الأسبوع المنصرم!! فقد قدمت لنا وللعالم كله أقوى صور المقاومة!! والاستبسال !! عالمنا يحتاج إلى نماذج للمقاومة الباسلة يراها بأم عينه ويرى الصمود الأسطوري لمدن تقاوم الفناء ولا تستسلم بعد أن شاهد طيلة الأيام الماضية عشرات الصور الداعية إلى تدمير المدن بالحرائق والخراب والدمار!! بالله عليكم «أليست «جدة» عظيمة!!... وتستحق التصفيق والهتاف «عاشت جدة.. عاشت جدة» أليست عظيمة يسكنها العظماء في الصبر وفي المقاومة وفي التطوع الإنساني وفي الاستبسال لبذل أقصى طاقات الجهاد من أجل البقاء!! بينما كان الاعتقاد السائد أن هذه المدينة الباسلة لا يصلح لسكناها غير الغواصين وهواة التزلج على الطين!! في الحقيقة أستحي منكم يا إخواني القراء في كل مكان ويمنعني الحياء من الحديث معكم عن «جدة» والمطر!! فقد قيل ما قيل والتكرار يعلم الشطار!! ونحن لا إحنا شطار ولا إحنا خفنا التكرار!! لا يزال مسلسل جدة وسفر النجاة يعرض أمامكم في انتظار الحلقة الأخيرة المفقودة!! وهو شبيه بالمسلسلات الدرامية المكتوب في بدايتها تحذير للمشاهدين (انتبهوا في المسلسل مشاهد مرعبة)!! أو (للكبار فقط)!! لقد قاومت هذه «المدينة» الباسلة في المرة الأولى وقلنا تفاجأت وكانت صدمة والتمسنا العذر واستنفدت هي طاقاتها المحدودة حولتها إلى طاقات «فدائية» في المقاومة والاستبسال ولم تكد تجر أنفاسها حتى دكتها المرة الثانية دكا دكا وما بينهما نذر الشرر تتطاير .. والتحذيرات كانت قد بلغت مداها واللون الأحمر يرسل إنذاراته ومع ذلك وقعت الواقعة مرة ثانية مكرر أبشع وأفظع مما كان!! وكأن التجربة الأولى كانت محض إفتراء!! أو كانت تصورا واهما!!! حسنا الجميع يقول جدة تغرق!! وأراها في الحقيقة لم تغرق!! جدة ما غرقت.. جدة دفنت!! بفعل فاعل حملها حية قابلة للنمو مقبلة على الحياة محبة للأحياء حملها ومشى بها أمام الأنظار ودفنها!!.. جدة وئدت وأدا... وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت!!؟ أما كلمة «غرق» فتخفف من جرم الفعل الأثيم!! دفنوها وقالوا غرقت!! وهي في الأصل مدينة بحرية يعني لها مع الماء صلة دم وقربى وسكن!! وإذا انقلب عليها الماء وصار عدوا فلأنهم جاروا عليه وعليها ورموا جرمهم بالبحر!! ظنا منهم أن لن يبقى منه أثر!! فثار البحر يكشف عن السر الدفين!! دفنوها ولم تغرق هذا .. ما فعله الجناة الذين يبحث عنهم القرار الملكي الحكيم الصادر عن الملك الشجاع والمتضمن قوله السديد (للرفع حالا عن الجهات المقصرة ومن تأخر في تنفيذ الأوامر السابقة ومن يتهاون في هذا الأمر الخطير فيحاسب بشدة ويرفع لنا أولا بأول) هذه القاعدة الأساسية في حكم الملك عبد الله فمن عادته أن يحكم بمراعاة الذمم ويتمسك بالذمة والضمير ولا تخلو أوامره من هذا اللفظ «إبراء الذمة» فإذا تمتع الحكم بقيادة واعية لمسؤولياتها بذمة وضمير .. وتمتع المجتمع بأفراد يشدون بعضهم بعضا في الأزمات ما الذي يبقى كي يخيم الأمن والرخاء والرضا على حياتنا؟! يبقى التنفيذ السريع والصارم والنزول عند هذه الأوامر بالسمع والطاعة فلا يصح أن لا يمضي عام حتى تتكرر المأساة بوجع أكبر وخراب أكثر!! فما هو المجداف الضروري للإبحار في هذه المرحلة.. الأجابة في الغد!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة