آخر المتردين من فئة الإرهابيين كان مستترا خلف العباءة. وكان يقود السيارة شاب عمره 17 عاما.. وهاتان نقطتان تشيران إلى وسيلتين (من وسائل عدة) يتبعهما مروجو الإرهاب. ولن نتحدث عن العباءة أو تغطية الوجه بما لا يقبل به الكثيرون، وإن كان هذا الأمر بالأهمية، كون المختبئ لا شخصية له.. دعونا ننتقل إلى خانة استغلال الشباب الغض في تمرير مخططات الإرهابيين أو القيام بالدعم (اللوجستي)، وليكن هذا الانتقال فاتحته سؤال: ماذا فعلنا للشباب كي نجنبهم الانجذاب إلى هذا الشرك.؟ ربما يكون سؤالا مملا كمللنا من إعادته في كل حين. وربما الاستفتاح بالإشارة إلى أن الشباب ممنوعون من كل أنواع الاندماج في المجتمع يكون صائبا، باستثناءات محدودة تقود في النهاية إلى الشعور بالانعزالية.. لنأخذ هذا القول بشيء من التفصيل، الشباب لا يستطيعون دخول الأسواق العامة أو المراكز الترفيهية، ولا توجد لهم تجمعات مقننة توجد بها مناشط مختلفة تمتص طاقاتهم الباحثة عن إثبات الوجود، وبمعنى آخر، هم في حالة إقصاء دائم عن ممارسة حياة طبيعية، وتتابعهم نوايانا السيئة في أي تصرف يحدث منهم، وإذا تجمعوا في مكان ما تبعهم من يمنع تواجدهم أو ممارستهم لأي شكل من أشكال المتع، كالغناء أو الرقص أو اللعب... وأوقات فراغهم طويلة لا يجدون خلال هذه الأوقات أماكن يصلون إليها كالمسرح أو صالات سينما أو ملاعب خاصة مهيأة أو أندية أدبية أو جمعيات فنون أو مكتبات عامة، وقبل هذا وذاك لا يجدون من يسمع لهم مهما كانت مشاكلهم بسيطة أو صعبة.. هم يسيرون وفق المتاح، والمتاح مساحة ضيقة لا تمكن الرغبات المختلفة لكل شاب من الاندماج في حياته بما يفيده.. وفي هذه المساحات الضيقة تفتح لهم جهتان أبوابهما المناشط الدعوية والمقاهي، وفي حالة المقاهي هم مهيأون للانحراف بصوره المختلفة، وفي بعض المناشط الدعوية بدون رقابة يتلقون تعاليم ذات توجه واحد في جوهره رافض لكل مناشط الحياة المقامة على أرض الواقع.. وأولى خطوات التحفيز في الانغماس في هذا الجو هو مباركتنا لأي شاب يسلك طريق الخير (وهو الطريق الصائب إلا أن هذا الطريق يوجد به من يغير البنية الفكرية للشاب، ويجعله ناقما على الحياة وعلى المجتمع بما يتم تغذيته به من الأفكار على المجتمع وتحفيزه على التغير بذريعة الاحتساب، وهذه أولى خطوات الجذب نحو طريق التشدد)، وحين يشعر الشاب بهذا الاستحسان لما هو عليه، يكتسب الثقة والسلطة والإيمان بانه على صواب، ومن هناك ينطلق إلى دروب لا نعلم كيف ترسم له. وعلينا أن نفرق هنا بين شاب تعلق قلبه بالمساجد (وهو ممن يظله الله بظله يوم المحشر)، وبين من يتم تسخيره لتنفيذ مخطط يستهدف قضايا دنيوية (فهناك فرق كبير للغاية لا يتنبه له أيضا). إذا، الشباب بين كماشتي المقهي وبعض هذه المناشط، وهي كماشة مهمتها إذابة هؤلاء الشباب وتشكيلهم وفق أهداف ضد الذات والمجتمع.. والنتيجة ضياع شبابنا في انحرافات مختلفة لن يصلوا إلى تصحيح طريقهم إلا بعد أن يكونوا قد دمروا حياتهم بصورة أو أخرى. وفي هذه الحالة، كان على جهات حكومية ومؤسسات اجتماعية التنبه لما يحدث للشباب من ضغط نفسي رهيب يعيش في حياتهم ويقودهم إلى جهتين ليس أي منهما طريقا آمنا. لكن كل جهة جلست تشاهد ما يحدث، وكأنها في مباراة تنتظر نتيجتها لكي تشبعنا حديثا عن مجرياتها، ومهما كانت خسارتنا فالتبرير أن من أدار المباراة حكم جلب من أقاصي الأرض ليذبح صدورنا.. المهم كلنا يعض أنامله بعد ضياع الوقت . [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة