.. رغم مرور عدة أعوام على مشروع «محاربة الفقر» فإنه لا يزال محلك سر وما ذلك إلا لأن الاعتماد على المساعدات والإحسان بمخصصات سنوية، أو شهرية غير مجد في القضاء على الفقر لأسباب عديدة ربما كان في مقدمتها وأهمها تزايد عدد أفراد الأسرة بمضي الأعوام وارتفاع أسعار اللزوميات وعلى رأسها المواد الغذائية يوما بعد يوم !! صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أخذ خطوة فاعلة في هذا المجال وذلك بالموافقة على إطلاق مشروع «اكتفاء» الخاص بمساعدة شريحة الفقراء والأيتام والأرامل والمطلقات من خلال تدريبهم بمهارات معينة وتأهيلهم علميا ودعمهم ماديا لتمكينهم من الحصول على مورد رزق مستدام يضمن لهن حياة كريمة من كسب أيديهم ويكفيهم العوز ويكون بدلا من المساعدات المالية المباشرة التي قد تحل مشكلتهم ولكن لوقت قصير وذلك بحسب ما نشرت «عكاظ» يوم السبت 1/11/1431ه. ولا شك أن هذه الخطوة تسير وفق النهج الإسلامي الذي يحفظ للإنسان كرامته ويوفر له في ذات الوقت دخلا يؤمن به احتياجاته دون الحاجة لمذلة سؤال الناس أعطوه أو منعوه. فقد روى الإمام البخاري رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لئن يأخذ أحدكم أحبلة (جمع حبل ) ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله به وجهه ، خيرا له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه». كما جاء في حديث متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لئن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره، خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه». كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا شكا إلى النبي عليه الصلاة والسلام شدة الفقر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «أما عندك شيء ؟ قال : لا .. فأعطاه عليه الصلاة والسلام درهمين وقال له : اذهب فاشتر بأحدهما طعاما وبالآخر فأسا واحتطب به وبع. فغاب الرجل خمسة عشر يوما ثم أتى فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : بارك الله فيما أمرتني به .. فقد اكتسبت عشرة دراهم، فاشتريت لأهلي بخمسة طعاما وبخمسة كسوة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا خير لك من المسألة». وأعود ثانية لمشروع «اكتفاء» الذي وافق سمو الأمير خالد الفيصل على إطلاقه إذ شكل سموه فريق عمل تحت إشراف وكيل الإمارة الدكتور عبد العزيز الخضيري ورئاسة وكيل الإمارة المساعد لشؤون التنمية الدكتور وليد الحميدي وعضوية عدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة لدراسة الآليات لإطلاق هذا المشروع ليأتي إنفاذا لما رسمه سموه من خلال تبني استراتيجية لبناء الإنسان وتنمية المكان حيث تضمنت التنمية الاجتماعية ذلك من خلال هذا المشروع الإنساني الكبير. وستكون مهمات اللجنة – كما جاء في خبر عكاظ – الإشراف على أعمال اللجنة التنسيقية ومتابعة مدى استفادة الحالات المدروسة والحلول التي قدمت لمعالجتها. وحددت الخطة لهذا المشروع آلية العمل التي راعت فيها البعد عن البيروقراطية لضمان مساعدة الحالات بطريقة عاجلة وتمكين المحتاجين من التعليم والتدريب المهني بالتوظيف، وكذلك المنح المالية لدعم المشاريع الصغيرة بالإضافة إلى التوظيف وتأمين السكن وأي حلول أخرى ملائمة للحالة التي بالإمكان إنفاذها.. وبالطبع سيتم بحث موضوع خلق شراكة بين المشروع والقطاع الخاص والأهلي في سبيل تحقيق أهدافه، وهو ما يدفعني لمناشدة القطاع الخاص والبنوك والمؤسسات التجارية وأصحاب الثراء بعدم التراخي في دعم مشروع «اكتفاء» ليؤتى ثماره سريعا وذلك بحل المشكلة من جذورها فما أكثر الذين لا يسألون الناس إلحافا وسيكون المشروع نافعا لهم بإذن الله. فاكس: 6671094 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة