نشأت على جودي آبت وصاحب الظل الطويل وليدي وآرثر وعشت حياتي مع وشاء الهوى وأهل الغرام. تعجبت من إصرار العالم على أن الحب لا يعيش إلا في الظلام ألا يكفي بأن الجنون أفقده البصر حين غرس الشوكة في عينيه وهو مختبئ في لعبة الغميضة بين الأزهار؟! وأقسم الجنون بعدها أن يرافق الحب فيقود الحب أحيانا إلى الجنون. فحين زرت الرياض كان هناك شاب يحب فتاة وتقدم لخطبتها مرارا وتكرارا وفي كل مرة يرفضه أهل العروس، والسبب لأنه يحب ابنتهم وهي تحبه فأصبح الشاب يكتب اسمها واسمه على الجدران تتوسطهما علامة زائد ومختوم بسهم في نهايته كتب حب للأبد. فالحب ضرب من ضروب الكيمياء يتفاعل فيها عنصران لينتجا الحب، وأحيانا كثيرة يخطئ الأهل حين يخلطون حمضا مع قاعدة ظننا منهم أنه في زجاجة المحلول وتحت اللهب سوف يمتزجان مع مرور الوقت مستشهدين بتخليفهما لبعض الفقاقيع والغازات دلالة على تفاعلهما فلا تتخلى الأحماض عن خواصها ولا القواعد كذلك حتى يتبخر أحدهما فلا تمشي في الطريق المرسوم لأنه حتما سيقودك حيث ذهب الآخرون كما حدث في قديم الزمان حين أحب قيس بن ذريح لبنى بنت الحباب وتزوجها رغم رفض أمه لها فتأخر حمل لبنى وأصرت أم قيس على زواجه بأخرى فحقها المشروع رؤية أحفادها من ابنها ورحلت لبنى مطلقة إلى منزل أهلها فنعق الغراب وخلده التاريخ نذير شؤم للعشاق فماتت لبنى ومات بعدها قيس من شدة حبه لها. فلماذا نعيش الحب في مدينتنا تهريبا وتزويرا؟ ونسرق من شقوق الباب موعدنا ونستعطي الرسائل والمشاوير لماذا في مدينتنا يصيدون العواطف والعصافير؟ لماذا نحن قصدير ؟ وما يبقى من الإنسان حين يصير قصديرا؟ لماذا نحن مزدوجون أحاسيس وتفكيرا؟ *همسة يتشابه البشر على اختلاف لغاتهم في التعبير عن الألم بقول آآآه. وكم من محب قالها بحرقة حين وقف المجتمع في طريقه للفوز بمن يحب!!. [email protected]