من أفضل الممارسات الماتعة لي ولكثير ممن أعرف من المعارف والأصدقاء وفي مقدمتهم عبد الله أبو السمح عند السفر إلى دول العالم استخدام وسائل النقل العام لما فيها من التسلية بالاحتكاك بالآخرين والاقتصاد في الوقت والمال، بل وسهولة الحركة بالوصول في أمان وسرعة للمكان الذي نقصده حيثما كان. ومما أذكر أنني اضطررت لظروف خاصة منذ ربع قرن بالوفاء والتمام إلى الإقامة في باريس عدة شهور فكان أن أفضل علي الصديق كمال سنو الذي كان يسكن في باريس يومها بعد أن كان من قبل مراسلا لجريدة عكاظ من بيروت وهو رئيس تحرير مجلة «الحسنا» أن أشترى لي بطاقة تنقل تجدد أسبوعيا بخمسة عشر فرنكا فرنسيا وكان سعر الفرنك يومها نصف ريال. وذلك قبل استحداث اليورو الذي جاء ببلوى رفع الأسعار وفي كل شيء!! وبتلك البطاقة كنت أستخدم القطار والأوتوبيس وأتجول بهما في جميع أحياء باريس بكل ارتياح ودون كلل ولا عناء. في حين أنني في أكثر من مناسبة حاولت ونفر من الأصدقاء في بعض شهور العام، وأيضا في بعض الليالي من شهر رمضان خلال الأعوام الماضية استخدام حافلات النقل الجماعي إن كان في مكةالمكرمة أو بمحافظة جدة فكانت أجاركم الله تجارب مريرة ومقرفة اضطررنا بعدها لرفع أصابع التوبة معاهدين الله والنفس بعدم تكرار التجربة! ففي مقدمة المشكلات التي يعانيها مستخدمو أتوبيسات النقل الجماعي أن لا مواقف محددة .. ولا مواعيد منتظمة .. ولا جداول للسير واضحة .. وأصلا لا جداول سير معلنة.. وأهم من ذا وذاك أن سير الحافلات مقصور على بعض وأكرر بعض الشوارع الرئيسية التي تعد على أصابع اليد الواحدة .. أما الأحياء وشوارعها الفرعية فالله أعلم كيف يصل إليها سكانها إن لم يكونوا من أصحاب السيارات! شيء آخر يصيب الإنسان الذي يستخدم أتوبيسات النقل الجماعي بالغثيان ألا وهو انعدام النظافة، وانعدام التكييف، أما المقاعد فحدث ولا حرج، فإن تظل واقفا خير لك من أن تقعد على كرسي كأنه خازوق!! أما السائقون فإن لهم مهارة في القيادة لا يحاكيها إلا قائد الطائرة الذي يطير في الفضاء اللا محدود!! هذا عن حافلات النقل الداخلي، أما النقل بين المدن فقد كانت لي عدة تجارب من بضع سنوات في استئجار أتوبيس بمقاعد صالون للسفر به للمدينة المنورة والعودة منها خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان بصحبة العائلة .. ومن المؤسف أنه في كل عام يكون الحمام (أكرمكم الله) غير صالح للاستخدام .. وفي عامين متتالين توقف بنا الأتوبيس في الطريق لعطل لم يتم إصلاحه إلا بعد إسعافنا بمهندس كان عابر سبيل!! وتجربة أخرى أنني قمت ذات مرة بتوصيل أحد الضيوف العرب القادمين للعمرة إلى محطة الحافلات في مدينة جدة فوجدتها في حال لا يحسدنا عليها عدو ولا يرضاها لنا حبيب! ما علينا كل ذلك مقدور على تصحيحه إذا صح منا العزم، أما كيف؟ فلقد تفضلت حكومة خادم الحرمين الشريفين بإقراض شركة الكهرباء عدة مليارات لتحسين خدماتها وإنتاجها لمواجهة الطلب المتزايد والنقل الجماعي لا يقل أهمية عن الكهرباء وهو قد لا يحتاج لأكثر من مليار واحد! .. أي نعم مليار واحد لتحديث أسطوله على أن يكون ذلك بإشراف وزارة المالية ووزارة النقل بوضع مواصفات مدروسة مع إلزام الموردين ببرامج للصيانة لعشر سنوات على الأقل تشمل توفير قطع الغيار وورش إصلاح مع وضع برامج لتدريب السائقين على فنون القيادة وآدابها وزيادة عدد خطوط السير لتشمل المدينة بكاملها أو جلها على أقل تقدير مع تعيين مواقف ملزمة بجداول زمنية دقيقة. إن في ذلك احتراما لآدمية الإنسان والرفق بالضعفاء وتقليلا من مشكلات المرور واختناقاته وتسريعا لعجلة التنمية .. وتخفيف الضغوط النفسية التي يلاقيها سكان المدن الكبرى عند تنقلاتهم. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة