في فيلم «مرجان أحمد مرجان»، يسجل عادل إمام جميع أهداف فريقه الكروي، ويظهر ساجدا لله، بعد تسجيله أحد هذه الأهداف، التي ما كان لأي منها أن يدخل المرمى لولا أن مرجان قام برشوة الجميع، الحكم، ولاعبي الفريق الخصم، وحتى لاعبي فريقه، والجمهور، واللجنة المنظمة؛ ليفوز بعد ذلك بلقب أفضل لاعب في البطولة، مشهد ساخر في فيلك كوميدي يفتح المجال واسعا أمام أسئلة شائكة بعض الشيء، نعم تميز كثير من اللاعبين العرب، والمسلمين، بالسجدة الشاكرة بعد تسجيلهم الأهداف، لم يكن ذلك فعلا قدر كونه ردة فعل، وتحديدا على تلك الصلوات السريعة التي يبدأ بها اللاعب الغربي، المسيحي، دخوله الملعب، والتي يكررها بعد كل هدف، وربما كانت ردا على تلك الرقصات العجيبة التي أدخلها روجيه ميللا إلى الملاعب، فانتشرت كالهشيم، وتنوعت، فكان ألطفها مرجحة بيبيتو لطفله التي صارت فيما بعد شعارا للمحبة الأسرية، نحن لا نبتكر شيئا، ونعجز حتى عن الاستقاء من ديننا الحنيف ما يمكن إرساله إلى الآخرين من محبة وتعاطف، فحتى ظاهرة إخراج الكرة من الملعب لمعالجة اللاعب الخصم تعلمناها من الغرب، وقلدناهم فيها، وللأمانة، فإننا قدمنا لكرة القدم شيئين: نصف الدائرة، المقابل للمرمى، بعد خط ال 18، و هو أقل الخطوط فائدة، فعمله الوحيد هو إبعاد اللاعبين عن المنطقة المخططة أثناء ضربة الجزاء، كما أننا أصحاب فكرة السماعات في أذن الحكم المساعد، ربما فعلنا ذلك بحكم أننا (ظاهرة صوتية)، غير ذلك نحن نأخذ كل شيء من هذا الآخر، الخطط، وطريقة الركض، والأخلاق الرياضية أيضا، ونعيدها لهذا الآخر، أقل مهارة، وأشد تسطيحا، ويا حر قلبي، على هذا الآخر، مأكول ومذموم طوال الوقت، وأعود إلى مشهد الفيلم الضاحك، وأسأل: ما قيمة حركة السجود، إذا كان الهدف أصلا مسجلا بطريقة مخادعة، وغير قانونية، وهل يقبل الله سبحانه وتعالى من لاعب غشاش ومتحايل، مثل هذه السجدة؟.