انتهى بحمد الله تعداد السكان والمساكن 1431ه في جميع مناطق المملكة وفق ما خطط وأعد له من آليات وتواريخ محددة للتنفيذ. شارك في إنجاز هذا العمل الكبير عشرات الآلاف من العدادين والمراقبين والمشرفين ونحن بانتظار ما سيخرج به هذا التعداد من نتائج تعود إن شاء الله بالنفع على الوطن والمواطن. كان لي شرف المشاركة في التعداد من خلال رئاستي للجنة التوعية الإعلامية، والتي سعدت من خلالها بالعمل مع زملاء في الوسط الإعلامي من الصحافة المحلية، والإذاعة، والتلفزيون، ووكالة الأنباء السعودية، إضافة إلى عدد من المسؤولين في مصلحة الإحصاءات العامة ومجلس الغرف التجارية. من خلال أكثر من 40 اجتماعا عقدتها اللجنة تم وضع خطة إعلامية متكاملة للتوعية وإقرارها وتبادل الآراء حول آليات التنفيذ المقترحة لها. انطلاقا من الرغبة المشتركة من قبل أعضاء اللجنة في ظهور الحملة التوعوية بشكل متميز بعيدا عن الرتابة، كانت هناك اتصالات بعدد من دور الخبرة الكبيرة في مجال الدعاية والإعلام وتنظيم الحملات، وقدمت خطط شاملة لتنفيذ الحملة عبر جميع وسائل الإعلام المتاحة وبأسلوب يتماشى مع التقنيات الحديثة في مجال الإعلام. هذه الخطط لم يكتب لها الظهور، وحالت الاعتمادات المالية المخصصة في ميزانية مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات دون تنفيذها. الزملاء الصحافيون الأعضاء في اللجنة أيضا كانت لهم في البداية إسهامات وجهود مشكورة في إعداد نشرة عن التعداد تم التخطيط لها كي تصدر بصفة دورية قبل وخلال التعداد، ولكن صدورها اصطدم بمفاهيم معينة لدى المسؤولين في المصلحة، مما جعلها تصدر ثلاث أو أربع مرات خارج اللجنة وبرؤية بعيدة عن المهنية الصحافية. في ظل قلة الاعتمادات المالية للتوعية الإعلامية، تم التفكير في أسلوب الرعاية من قبل بعض الشركات والهيئات وأيدت اللجنة هذا التوجه، ولكن أيضا كان للمسؤولين في المصلحة بعض التحفظات على هذا الأسلوب خوفا من التعارض بين التعداد كمشروع وطني وبين رعاية المؤسسات الأهلية، ولو تم الأخذ برأي اللجنة لجاءت حملة التوعية أفضل مما ظهرت به على أرض الواقع. على الرغم من كل ما ذكرت، حققت حملة التوعية نسبة نجاح لا بأس بها، وكان لوزارة الثقافة والإعلام (إذاعة، تلفزيون، واس) دور كبير في هذا النجاح، إلى جانب الصحف المحلية، خاصة في مراحل التعداد الأخيرة، ولا أنسى جهود بعض القنوات التلفزيونية، خاصة مجموعة قنوات MBC. أعضاء اللجنة من المسؤولين في المصلحة وإدارة العلاقات العامة هم أيضا كانت لهم جهود مقدرة في دعم حملة التوعية الإعلامية للتعداد. المحصلة النهائية التي خرجت بها، ومن خلال تجربة عملية في لجنة التوعية استمرت وقتا طويلا، أن توفر فرص النجاح لأي عمل إعلامي مرهون بتوفر عدة أمور من أهمها: 1- موارد مالية كافية للصرف على العمل وبسخاء. 2- إعطاء الصلاحيات والثقة الكاملة لأصحاب المهنة المختصين للقيام بعملهم على الوجه الأكمل دون تدخل من الجهة صاحبة المشروع. 3- عدم إضاعة الوقت في رسم خطط ووضع تصورات لمقترحات لا تسمح إمكانيات الجهة صاحبة المشروع ولا توجهات المسؤولين فيها بالقيام بها. هذه الأمور الثلاثة عانت منها اللجنة خلال مسيرتها، ووقفت عائقا أمام تحقيق أهدافها على النحو المؤمل، ولكن الحمد لله على ما تحقق. [email protected]