لا يجد الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس السابق لنادي الهلال، والمسؤول الحالي عن الاستثمار، حرجا في الاعتراف بأن فترة رئاسته قضاها في استجداء الدعم المالي من أعضاء الشرف. ويوضح الأمير عبد الله بن مساعد «قضيت 80 في المائة من الوقت في الطرارة، بينما شقيقي عبد الرحمن يقضيها حاليا في العمل لمصلحة النادي». الرئيس السابق الذي اضطر للاستجابة لرغبات الجماهير وتنازل عن كبريائه وعناده، يحسب له كثيرا تعديل العقد الاستثماري لصالح ناديه مع شركة اتحاد الاتصالات (موبايلي)، يؤكد أن تخصيصه سيحقق دخلا سنويا بنحو 200 مليون ريال. ويتحدث الأمير عبد الله بن مساعد في حواره مع «عكاظ» عن عناوين عدة في مسيرة رئاسته والجدل الذي أحيط بها، وفيما يلي نصل الحوار: • إلى ماذا تعزو نجاح الفريق الموسم الحالي بخلاف العام الماضي؟ من وجهة نظري عندما يحقق أي ناد بطولة على أقل تقدير، فإن ذلك لا يعتبر إخفاقا، فالهلال حقق الموسم الماضي بطولة، ورغم ذلك شعرنا أنه إخفاق، إدارات الزعيم لا تعرف الراحة ولا تكتفي بأي إنجاز؛ لأنها مطالبة بإنجازات أكبر، وهذا بطبيعة الحال بحاجة إلى المال الذي يشكل نحو 60 في المائة من مقومات النجاح، والنادي الذي يملك موارد مالية أكثر سيكون في الغالب هو الأقوى، وهذا العام اجتمع التخطيط الإداري الجيد وجهاز فني ممتاز ولاعبون جيدون، وكذلك توافرت الأموال فكانت هذه السنة استثنائية، فأنا أتابع الفريق من أول دوري تقريبا منذ عام 97ه، وأستطيع القول إن هذا العام من أبرز سنوات الهلال مع السنة التي كان بها المدرب كندينو، وحقق فيها اللاعبون المراكز الثلاثة الأولى بين الهدافين، وهم: هذال، الثنيان، وعبد الرحمن اليوسف. توقع بالحسم • هل تعتقد غياب المنافسين كالاتحاد مثلا ساهم في ظهور فريقكم بشكل مغاير هذا الموسم؟ في مسابقة الدوري الموسم الماضي كان الفريق قبل تغيير المدرب كوزمين في أحسن حالاته، وبالرغم من تذبذب مستوى الفريق بعد إقالة كوزمين، إلا أنه وصل إلى آخر مباراة في الدوري وكان من الممكن أن يكون الفوز حليفه ويحقق البطولة لولا بعض الظروف التي صاحبت المباراة، وهذا الموسم توقعت أن الهلال سيحسم الدوري لصالحه، ولكن ربما ليس قبل ثلاث جولات، المنافسة بشكل عام تعتمد على مستوى فريقك ومستوى الفرق الأخرى، أعتقد أنه حتى لو لم يحدث انخفاض في مستوى الاتحاد بعد كأس آسيا لحسم الهلال الدوري، ولكن قد لا يكون بنفس السهولة. سياسة المال • ذكرت أن المال يساهم بنحو 60 في المائة من قوة أي فريق، هل الهلال يسير على طريقة ادفع تحصد البطولات؟ استقرار الإدارة ووجود لاعبين جيدين والتوفيق كلها أمور مهمة في عالم الكرة، ويمثل المال عاملا مهما جدا، ولو اطلعنا على تاريخ الأندية التي تحصد البطولات خلال ال 20 سنة الماضية لوجدنا أنها الأندية التي تملك المال بشكل أكبر من غيرها، وعليه أستطيع أن أتنبأ للعشرين سنة المقبلة أن من سيصرف أكثر سيحصد الفوز أكثر، ولكن ليس بالضرورة أن من يدفع أكثر هو من سيفوز في كل عام. الخصخصة • ما هي عوائد ذلك؟ دخولي للمجال الرياضي غير عشقي للهلال، حلمي أن تتم خصخصة الأندية السعودية حتى يرتفع مستوى كرة القدم لدينا، ودائما أحب أن أذكر قصة عندما تم تعييني في لجنة التطوير أيام الأمير عبد المجيد رحمه الله في لجان التخصيص ثم كرئيس للجنة، وكنت أذكر على خجل في الاجتماعات عندما كان دخل الأندية 2.5 إلى 3 ملايين أن دخل الهلال سيصل إلى 50 مليونا، وكنت أعتقد أنه سيصل لأكثر والموجودين كانوا يضحكون ويعتقدون أنني أمزح، والآن أستطيع القول إن دخل نادي الهلال من الممكن أن يصل إلى 200 مليون لو تم التخصيص الذي يعتبر ليس هدفا بحد ذاته، ولكنه مطلوب في كرة القدم حتى نستطيع أن نجلب كفاءات محترفة في الإدارة والتسويق والقانون وفي كل المجالات، ويكون عملهم في الأندية على مدى سنوات طويلة، وكذلك إذا تعاملنا بشكل جيد مع مصادر الدخل الرئيسة الثلاثة الأولى لأي نادي في العالم، وهي النقل التلفزيوني والتذاكر والمبيعات سيصل دخل الأندية إلى مبالغ كبيرة جدا، وكنتيجة طبيعية فإنه بارتفاع مستوى الدخل سيرتفع المستوى، فبدلا من استقطاب لاعبين أجانب على مستوى الموجودين الآن، سنجلب لاعبين على مستوى أكبر وكذلك المدربين، وعلى الجانب الآخر فإنه والحمد لله اللاعب السعودي لدينا مستواه جيد بدليل أنه لو قارنا دولة قطر الشقيقة بنا سنجد أن لديهم لاعبين أجانب على مستوى عال، وبالرغم من كفاءة اللاعب المحلي إلا أنهم غير متوفرين بالكثرة الموجودة لدينا، فأنا أتوقع أنه لو وجد المال في الأندية بكثرة ولو أديرت الرياضة بشكل أفضل، بل أكاد أجزم أن أندية الهلال والأهلي والاتحاد والنصر، بل حتى الاتفاق والأندية الأخرى سيرتفع مستواها، ويصبح الدوري السعودي ضمن أحسن خمسة دوريات في العالم. قناة استثمارية • ماذا عن قناة الهلال، ومن الشركة التي ستتولى ذلك؟ الهلال لديه خياران، الأول أن ينشئ القناة مع شبكة قنوات موجودة أصلا وهذا القرار له مزايا وعيوب، فمن مزاياه أننا لن نفكر في طرق تحصيل الاشتراكات ولن نهتم بأمور الإخراج والإنتاج والبث التلفزيوني والأقمار الصناعية، ومن عيوبه أننا سنضطر أن نضحي بجزء من الدخل، والخيار الثاني أن ننشئ قناة مستقلة وفي هذه الحالة سيكون الدخل بأكمله للهلال، وسيصحب هذا الخيار صعوبات كثيرة في الإنتاج والبث التلفزيوني وتحصيل الاشتراكات وغيرها، المشكلة الآن أن الأندية بحسب عقد الناقل الرسمي لا يمكنها نقل مبارياتها حتى بعد مرور 24 ساعة على بث المباراة حية على الهواء، علما أن أغلب دول العالم عندما تؤل حقوق النقل المباشر للقناة الفائزة يتم تسجيل المباراة وتبيعها الأندية للجمهور على اسطوانات DVD، بينما نحن الآن لا نستطيع بث المباريات، وما نستطيع بثه هو المباريات التجريبية أول الموسم أو الودية، وأتمنى يعالج هذا الأمر في العقد القادم للناقل. غياب الاحترافية • من المسؤول عن صياغة شروط المناقصات والعقود خصوصا فيما يتعلق ببث المباراة بعد 24 ساعة؟ طرح المزايدات للنقل التلفزيوني لم يتم بطريقة احترافية، فقد اشتمل الطرح على نقل المباريات وأغفل أمورا كثيرة كان لابد أن تحدد وتناقش وتؤخذ في الحسبان مع ناقل المباراة، عموما لا فائدة من الحديث عن الماضي وقد تم التوصل إلى اتفاق مع رعاية الشباب بهذا الخصوص، ونأمل أن تراعى هذه النقاط في العقد القادم، وأود أن أوضح أن التعامل في النواحي المادية سواء في رعاية الشباب أو الأندية، عادة ما يكون تعاملا بدون احترافية بسبب ندرة المتخصصين في هذا المجال، فبالتالي تأخذ هذه الأمور وقتا طويلا لنتعلمها بأسلوب التجربة والخطأ، ومع تزايد الخبرات التجريبية ستقل الأخطاء في المستقبل. عقبات الاستاد • إلى أين وصل مشروع الاستاد والفندق وسكن اللاعبين؟ أنا تحدثت في بعض المناسبات عن استاد فقط وليس استاد وفندق، فالسكن تولاه الأمير عبد الرحمن وأنجزه في النادي، أما استاد الهلال فقد حدث أمران في السنة الماضية، كانا سببا في تأجيل الموضوع أحد هذه الأسباب لا أرغب أن أتحدث بشأنه، والسبب الآخر يعود إلى الأزمة المالية التي حدثت، فأنا أنوي إنجاز هذا المشروع دون أن يتكلف نادي الهلال أي مبالغ، وأحد الأفكار لإنجاز هذا الأمر هو استغلال دخل الاستاد من أجل الحصول على تمويل البنوك، ولكن بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية فقد كان للبنوك تحفظ كبير بخصوص القروض، على العموم أنوي الآن البدء من الأسبوع المقبل العمل على هذا الأمر بشكل أكثر من السابق وخلال ستة أشهر إلى سنة سيتضح لي ما إذا كان المشروع قابلا للتنفيذ أم لا، فإذا كان قابلا للتنفيذ أتوقع أن نبدأ به في أواخر العام المقبل وإذا كان غير ذلك بسبب وجود عقبات فمتى ما زالت العقبات سنبدأ التنفيذ. تكريم الهواة • كان لديك اعتراض على مهرجانات الاعتزال بالرغم من إشرافك على أحدهم؟ مبدئي في هذا الخصوص واضح جدا، حيث أرى أن اللاعبين الهواة الذين لم يستفيدوا ماديا من الكرة بما يتناسب مع مواهبهم مثل ماجد عبد الله ويوسف الثنيان وصالح النعيمة وحسين البيشي ومحمد عبد الجواد وغيرهم، يستحقون حفلات اعتزال وتكريم، أما في الوقت الحالي مع وجود الاحتراف حيث يستفيد اللاعبون خاصة ذوي المواهب منهم، رأيي أن حفلات الاعتزال تصبح عبئا على النادي، فحفل الاعتزال يكلف في المتوسط بين ثمانية إلى عشرة ملايين ريال فإذا تحملها النادي وخصص كامل دخل الاعتزال للاعب أرى أنها فكرة غير جيدة إطلاقا فكل الأندية لديها عجز، أما إذا كان ما يؤول للاعب هو الربح الحاصل من حفل الاعتزال فقط، فأنا مع الفكرة وإذا كان كامل الدخل يؤل للاعب، والنادي يتحمل التكاليف، فأنا ضدها 100 في المائة. عقد موبايلي • ما هي ملخص استثمارات نادي الهلال بحكمك المسؤول عن الملف الاستثماري منذ ثلاث سنوات تقريبا؟ عملت على هذا الملف مدة عام ونصف بشكل رسمي، في البداية كنت أتابع عن بعد، ولكن بعد أن طلب الأمير عبد الرحمن تولي ملف الاستثمار، اخترت أهم عقد من عقود الاستثمار قيمته 40 مليون ريال في السنة، وهو عقد شركة اتحاد الاتصالات (موبايلي)، فألغيت بعض ما في العقد وكذلك فيما يتعلق بالتذاكر التي كان يؤول دخلها 100 في المائة للشركة الراعية، فأصبح يؤول منها 20 في المائة للهلال، ولم يكن هناك مكافآت فوز بالبطولات، استطعت الحصول على مكافآت للفوز حتى تضاعف تقريبا ما يحصل عليه الهلال عن قيمة العقد السابق. العقد الأفضل • يقال إن الأمير عبد الله لم يفعل شيئا في عقد موبايلي، كون العقد ينص على زيادة عقد الرعاية في حال كان هناك ناد عقد رعايته أكثر من الهلال؟ هذا غير صحيح، فالعقد لم يكن ينص على رفع قيمته إذا كان هناك عقد رعاية أكبر من عقد الهلال، لكن قناعتي هي أن الهلال لا بد أن يحظى بأكبر عقد رعاية، ليس لأنني هلالي متعصب، بل لأنني والشركات الإعلانية (الراعية) نعلم أن الهلال هو صاحب أكبر جمهور، من الممكن أن نتجادل مع أي شخص لمدة 20 عاما عن الأكثر جماهيرية ولن نصل إلى نتيجة، لكن عندما يكون الموضوع يتعلق بالمال فإن الشركات الراعية لن تنفق أموالها إلا على شيء له أساس، وأود أن أوضح أيضا أنني جعلت مدة العقد الحالي مع موبايلي أربع سنوات مع سنتين إضافيتين، لتتمكن إدارة الهلال إذا رغبت في تغيير الشركة الراعية، وهذا أيضا يمنح فرصة للإدارة المقبلة بعد الأمير عبد الرحمن للاستمرار في عقد الرعاية أو إلغائه، وكذلك جعلت مدة العقد ست سنوات رغبة مني في أن ينتهي عقد الهلال بعد نهاية عقود الأندية الأخرى بسنة واحدة مع شركاتهم، لنتمكن عند توقيع العقد الجديد أن يكون قيمة عقد رعاية نادي الهلال هو الأكبر بين الأندية. لغة الأرقام • هذا على اعتبار أن الهلال نادي بطولات؟ الأرقام تقول ذلك، لكن لا أريد الدخول في مسألة الأرقام. لقب القرن • هناك من شكك في لقب نادي القرن واعتمدوا على تصريح لبلاتر كون الجهة المانحة للقب جهة وهمية؟ لم أسمع هذا التصريح ولكن لو سألنا سؤالين لأي شخص في آسيا من النادي الذي كان عند نهاية عام 2000م صاحب أكثر الألقاب آسيويا؟ وصاحب أكبر عدد بطولات حتى عام 2000 بين الدول المهمة في آسيا؟ سيكون نادي الهلال، فأعتقد أن هذين الجوابين كافيان. مسابقات مرهقة • ما رأيك في عدد المسابقات في السعودية، وهل أرهقت بعض الأندية خصوصا من يصل للنهائيات في هذه البطولات؟ أتساءل أحيانا لماذا نسعى إلى زيادة عدد المسابقات! ولماذا لا نكون مثل باقي دول العالم؟ أتمنى أن تكون هناك مسابقتان رئيسيتان وهي مسابقة الدوري ولا مانع من زيادة عدد فرق الدوري إلى 14 أو 16 ومسابقة كأس، وكأس الأمير فيصل يمكن أن تصبح للاعبين تحت 21 سنة، وأتذكر بهذه المناسبة كلمة للمدرب أحمد العجلاني من الكلمات التي لا أنساها: اللاعب إذا وصل سنه 23 سنة ولم يصبح أساسيا أو نجما لن يكون في حياته لاعبا أساسيا، وبالفعل لو أجرينا إحصائيات حول عدد اللاعبين الذين وصلوا 23 سنة ولم يصبحوا أساسيين في الفريق الأول، ثم أصبحوا أساسيين بعد ذلك لوجدنا عددهم قليلا جدا لا تتجاوز نسبتهم ال 10 في المائة. غرامات للمنتقدين • أثارت لجنة الانضباط والتحكيم جدلا كبيرا في الأوساط الرياضية، ما هي وجهة نظرك تجاه هاتين اللجنتين؟ هناك أمر واضح وهو أن مستوى التحكيم السعودي ليس في أحسن حالاته، أتذكر قبل عشر سنوات كان لدينا حكام متميزون، وكان يصدر منهم أخطاء، لكن كان هناك الكثير منهم جيدون، وهذا الأمر غير متوفر الآن، وأرى أن مستوى الحكم السعودي لن يتطور إلا بمنحه الثقة وكذلك الصبر على أخطائه، ويجب مع الوقت عدم الاعتماد على جلب الحكام الأجانب، وأن يقتصر الاعتماد عليهم في أربع مباريات في الموسم مثلا لكل فريق في مبارياته المهمة، وأن يتم البدء في إعداد برنامج لتطوير الحكم السعودي، وعندما نشعر أن لدينا ستة أو ثمانية حكام على مستوى عال أرى أن يتم التوقف عن الاستعانة بالحكام الأجانب ونصبر على أخطاء الحكام السعوديين مهما كانت، والأمر الآخر أن أغلب المسؤولين في الأندية يبدأ حديثه في الإعلام أنه لا يحب انتقاد التحكيم وبعدها ينتقد التحكيم لمدة عشر دقائق، وأذكر أن هناك أحد المسؤولين انتقد في أسبوع واحد حكما أجنبيا وبعدها انتقد حكما سعوديا فلم يعجبه الحكام الأجانب ولا المحليين وفي هذه الحالة لا يوجد حلول أخرى، أتمنى أن تكون هناك غرامات باهضة للأندية التي يتحدث مسؤولوها عن التحكيم. أما لجنة الانضباط كانت من أسوأ لجان السنة الماضية، إذ لم يكن هناك طريقة واضحة لعملها، والكلام عن الماضي لا يفيد، نأمل أن تتحسن هذه اللجان العام المقبل وتصبح أساسيات عملها واضحة وبعيدة عن القرارات الانتقائية، وأن تكون هناك قاعدة تحكم عدم تدخل هذه اللجان في الأمور التي تحدث أمام الحكم حتى لا تفتح بابا لا يمكن إغلاقه، وأن يقتصر دورها على الأمور التي لا يراها الحكم. مرحلة حرجة • كيف تعاملتم مع تجديد عقود 90 في المائة من اللاعبين رغم الضائقة المالية التي كنتم تمرون بها؟ رأست الهلال لمدة سنة ونصف السنة، وكنت أقدر أن مصاريف الهلال ستزيد على 40 مليون ريال وإيراداته بحدود 3 4 ملايين، فكان هناك فرق قدره 36 مليونا، فقررت أن أتبرع بجزء بسيط، حيث كانت ظروفي المادية في تلك الفترة لا تسمح لي بالتبرع بمبالغ كبيرة، وللعلم فقد تبرعت أثناء فترة رئاسة الأمير محمد بن فيصل للهلال أربعة أضعاف ما تبرعت به أثناء فترة رئاستي. في نصف السنة الأولى لم تكن هناك مشاكل مادية، وكان الفريق الإداري مكتمل وهي الفترة التي حققنا فيها أغلب النجاحات وكان مستوى فريق الكرة غير جيد، ثم تحسن وحقق كأس ولي العهد وفاز على جميع فرق المربع الذي لم نصل إليه؛ لأن الفريق أضاع نقاطا كثيرة في بداية الدوري قبل استلامنا إدارة النادي، وكان أحد الأسباب الرئيسة وراء رئاستي، أن الهلال خسر عقد خميس العويران وحصلت مشاكل كبيرة في عقد نواف التمياط وكان هناك نحو عشرة لاعبين عقودهم ستنتهي، وكنت أعتقد أنه في حال عدم تجديد عقود هؤلاء اللاعبين وتعاملنا معها بنفس الطريقة التي حصلت في عقد خميس العويران ونواف التمياط فسيخسر الهلال جزءا كبيرا من هؤلاء اللاعبين، فقمت خلال الأشهر الستة الأولى بتجديد عقود عشرة لاعبين، وحرصت أن لا تنتهي عقودهم في نفس السنة حتى أخفف على الإدارة التي ستتولى الرئاسة من بعدي عناء تجديد العقود التي تنتهي في نفس الوقت. الأمر الآخر كنت أعتقد أن النادي يحتاج أن يدعم الفريق بأربعة أو خمسة لاعبين من أندية أخرى حتى يتحسن أداء الفريق، لذلك أبرمنا عدة صفقات كان أهمها والتي أعتز بها صفقة عبد العزيز الخثران، حيث كان لدينا لجنة فنية رفضت التعاقد معه ولكن أصررت على التعاقد معه، فكان من أفضل الصفقات، وكذلك العنبر والصويلح واللاعب أحمد الحربي الذي كان من المفترض أن يكون له مستقبل كبير، ولكن الإصابة حرمته من ذلك، وجاءت السنة الثانية وبدأ هجوم كبير على الإدارة، وبعد ذلك أصبح المال غير موجود وآخر الأمر حدث لي شيء يشبه ما يحدث لإدارة الدكتور خالد المرزوقي حاليا، وهناك أشخاص محترمون عندما يدخلون المجال الرياضي ولم يعتادوا على الشتم في المنتديات ولا من الجمهور لا يحتملون ولا يحضرون النادي، أذكر أن اجتماعاتنا كانت في بداية الأمر مكتملة، ثم في السنة الثانية بدأ العدد يتناقص حتى وصلنا نهاية الموسم فكنت أعمل بمفردي ومعي عضوان وبدون المال، وشعرت في ذلك الوقت أنني ارتكبت أكبر خطأ لي، حيث كان من المفترض أن استقيل في الوقت الذي لم يلتزم أعضاء الشرف بالالتزامات المالية التي وعدوا بها عندما تسلمت مهمات الرئاسة، فكان من المفترض أن لا أستمر إلا أنني تراجعت لأسباب كثيرة منها أن بعض أعضاء شرف قالوا لي إنه لا يصح أن أترك الفريق في نصف الموسم وكأنني استسلمت، وقررت أن أكمل الفترة واستفدت منها، فبداية دخولي الوسط الرياضي كنت أشعر بالضيق عندما أنتقد بشكل غير صحيح، أما الآن من الممكن أن أفتح الإنترنت وأجد صفحة كاملة تشتم وأضحك، وهذا الأمر لا يأتي إلا بالتدريب. المرزوقي ضحية • هل هذا ما يمر به الدكتور خالد المرزوقي؟ أنا أشعر بالدكتور خالد المرزوقي وما يمر به؛ لأني مررت بنفس تجربته، وأنا لا أريد التدخل بأمر لا يعنيني، ولكنني أعتقد أن نادي الاتحاد كان سيحدث فيه هذا الهبوط أيا كان رئيسه، فالفريق منذ أربع أو خمس سنوات وهو في القمة وأصبح لاعبوه السعوديون مرهقين والبعض أصبح عمره كبيرا، فالفريق كان سيمر بمرحلة انخفاض المستوى على أية حال، لا سيما في ظل غياب اللاعب البديل ذي المستوى الجيد، لكن مستوى الشتم في الوسط الرياضي لا يصدق وأنا أتذكر أنواع الشتم التي كنت أتلقاها في الإنترنت كانت بذيئة جدا. ظروف مغايرة • تعتبر أول رئيس للهلال لم يدعم الإعلام ولا الجماهير لماذا، رغم أنك رجل الاستثمار الأول؟ في الفترة الأولى من رئاستي كان كل شيء يسير بشكل ناجح، ولكن البعض من أعضاء الشرف المؤثرين في ذلك الوقت كانوا ضدي، وكذلك الإعلام الهلالي، مع عدم توافر السيولة النقدية بسبب عدم التزام بعض أعضاء الشرف بما وعدوا به، وعدم تواجد بقية أعضاء مجلس الإدارة لتسيير أمور النادي زاد كل ذلك من الآثار السلبية على الأداء بشكل عام، وكان من المفترض أن أكون استقلت لكنني آثرت عدم اتخاذ تلك الخطوة؛ لأنه من الخطأ أن أترك النادي في منتصف الموسم، وأود أن أوضح بالمناسبة ما حدث في موضوع إقالة المدرب آديموس، حيث أجبرنا على تغيير المدرب وهذا قرار لم أكن مقتنعا به، خصوصا أن الفريق لم يخسر إلا أربع مباريات بفارق هدف واحد، وكان ترتيبه الثاني في الدوري، والأول في كأس آسيا على مجموعته، والأول في البطولة العربية، وعندما أجبرنا على تغيير المدرب حدث بعدها انهيار في مستوى الفريق. تأثير القرار • هل يجبر الإعلام أحيانا رئيس النادي على اتخاذ قرارات لا يكون مقتنعا بها؟ نعم، يجبره إذا لم يكن لديه نفس طويل، ولا تأييد من معظم أعضاء الشرف، وأنا لم يكن لدي نفس طويل لعدم توافر الأموال، فلو كان لدينا المال لكان من الممكن الاستمرار مدة ثلاث أو أربع سنوات، وأستطيع وقتها أن أثبت أن أفكاري صحيحة ولن أتأثر بما ينشره الإعلام. صوت مسموع • ولكن خضعتم في النهاية للرغبة الشرفية والجماهيرية وبعض المطالبات الإعلامية؟ أعضاء الشرف أغلبهم كان مع استمرار المدرب، ولكن الجمهور والإعلام وتقريبا اثنين أو ثلاثة من أعضاء الشرف والذين لهم صوت مسموع لدى الجماهير للأسف كانوا ضد استمرار المدرب، والذي حصل أنه تم اختيار اللاعبين الأجانب بناء على الطريقة التي ينتهجها المدرب آديموس، والفريق لم يكن يقدم كرة هجومية ولكنه كان فريقا جيدا، وكنت أرى أن تغيير المدرب في نصف الموسم سيضر الفريق، وبالفعل حصل تغيير المدرب وتضرر الفريق، على العموم هي فترة مرت منذ زمن وتجاوزناها. ضريبة بخماسية • هل كان للنتيجتين الكبيرتين على نادي الهلال بخمسة أهداف من الأهلي السعودي والإماراتي في عهدك أحد أسباب هذا الهجوم؟ نعم، حدث انخفاض في مستوى فريق الهلال في نهاية الموسم، وأرى أن السبب وراء هذا الانخفاض في المستوى هو تغيير المدرب في منتصف الموسم، بالإضافة إلى الهجوم الإعلامي المستمر. إداري محترف • هل ندمت على دعمك للمصيبيح والسباحة ضد التيار الشرفي الأقوى حينها، والممثل بالأمير بندر بن محمد وعبد الرحمن بن سعيد والذي كان رافضا للمصيبيح؟ لا .. لم أندم على ذلك، فمن بين معظم الإداريين الذين تعاملت معهم في نادي الهلال فهد المصيبيح، فهو أحد الإداريين المحترفين القلائل الموجودين في الوسط الريضي. اختلاف صحي • وهل كان تسديد إدارتكم لديون المصيبيح التي رفض سدادها الأمير بندر سببا في توتر علاقتكم بنائب رئيس أعضاء شرف النادي؟ لا أعتقد أن هناك رفضا من الأمير بندر بن محمد، ولا أعتقد أن هذا سببا لأن العلاقات لم تكن متوترة، والاختلاف في الرأي إن وجد فهو أمر صحي ولا يسبب توترا في العلاقات. مبدأ الرفض • تحفظت على إقامة حفل اعتزال لنواف التمياط، هل لمواقف التمياط معكم أثناء تجديد عقده في عهد إدارتكم دور في ذلك؟ أم أن التمياط أخذ كثيرا ولا يستحق التكريم؟ بالعكس تم تجديد عقد نواف في وقت رئاستي لثلاث سنوات، وعلاقتي به قبل التجديد وبعدها ممتازة، ولكن أنا من ناحية المبدأ ضد مباريات الاعتزال حسب ما أوضحته في بداية هذا الحوار. مسؤول قاري • لديك تحفظ على بعض الأشخاص الموجودين في إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد؟ لا يوجد عندي تحفظ على أي شخص، بل على العكس فعندما كان يتواجد في الإدارة عادل البطي وسامي الجابر وكان هناك خلاف بينهما، كنت أرى أنه لابد أن يستمر أحدهما ويرحل الآخر فكان اختيار الأمير عبدالرحمن لسامي الجابر موفقا، ولو كان اختياره لعادل البطي فأعتقد أنه سيكون أيضا خيارا موفقا، فمن الصعب أن تكون هناك شخصيتان قياديتان تقودان عملا واحدا، وأثبت سامي نجاحه وأضاف كفاءة إدارية كبيرة إلى نادي الهلال، وبالمناسبة لن أستغرب إذا أصبح سامي الجابر يوما من الأيام مسؤولا كبيرا في الاتحاد الآسيوي. ثمن الانتصار • هناك من يحاول إشاعة بعض الأخطاء والفوضى الحاصلة في إدارة النادي والمختفية حاليا بسبب نتائج الفريق الأول المتميزة؟ بشكل عام، لو كان هناك عمل منه 80 في المائة صحيح و20 في المائة أخطاء والفريق فائز، فلن يتحدث أحد عن الأخطاء، ولو كان الفريق مهزوما و80 في المائة من العمل صحيح، فسيتم إبراز الأخطاء فقط. قناعات صائبة • إحدى الصحف المحسوبة على الهلال كانت أشد الصحف هجوما على إدارتكم، ما الذي حدث وجعلها تغير ذلك للمديح؟ الوقت يظهر معادن الرجال، عندما قدمت إلى لإدارة كنت جديدا على الوسط الرياضي، ولم يكن يعرفني الكثير ومع الوقت تغيرت قناعات الناس، والإنسان يشاهد الصح والخطأ عندما حضرت وهجمت، لم أقرر بعدها أن أتجاهل أو أعادي أي إدارة بعدي كما يحدث من بعض رؤساء بعض الأندية، حينما يترك النادي يتصيد للإدارة التي تليه حتى لا تنجح، فأنا والأمير عبد الرحمن دعمنا الأمير محمد بن فيصل، وكنت ثاني داعم بعد الأمير فيصل بن سعود، ومع مرور الوقت رأوا أن أغلب القرارات التي انتقدوني بها كنت صائبا فيها، فعلى سبيل المثال كان هناك هجوم كبير على تجديد عقود بعض اللاعبين مثل خالد عزيز وحسن العتيبي واعتبروها إضاعة لأموال النادي، ومع الوقت اكتشفوا أنها قرارات صحيحة، فخالد عزيز أصبح واحدا من أفضل لاعبي المملكة، وحسن العتيبي خدم النادي سنوات طويلة وكذلك الأمر مع فهد المفرج، إضافة إلى قناعتهم بأن رأيي كان صائبا بخصوص تغيير المدربين في منتصف الموسم، الأمر الذي كان صعبا أن يؤيدوه في ذلك الوقت، فمع الوقت ومعرفتهم بي بشكل أكبر تغيرت قناعاتهم. سياسة الطرارة • ما الذي اختلف بين إدارتكم وإدارة شقيقكم الأمير عبد الرحمن؟ حاليا السيولة النقدية متوافرة، فقد كان الدخل ثلاثة ملايين وأصبح الدخل 80 مليون ريال، والآن لو كنت رئيسا للنادي فسيذهب 70 في المائة من وقتي في العمل و30 في المائة لحل المشاكل المادية، بينما كان في وقت رئاستي للنادي يذهب أكثر من 80 في المائة في «الطرارة»، وأعتقد أنني أصبحت جديرا بها. خبرة عملية • كيف قبلت أن تكون رئيسا للنادي وأنت ترفض أن تعمل بدون استثمار؟ كان هناك أكثر من اجتماع ورفضت الرئاسة أكثر من مرة إلى أن يتوفر دعم بالأرقام معلن من أعضاء الشرف، كما أنني رغبت أن أحصل على خبرة عملية في المجال الرياضي المحلي من خلال نادي الهلال لأسخر هذه الخبرة في تحقيق أملي في أن يتم تخصيص كرة القدم في المملكة، فعندما أتحدث عن أمر ما يكون حديثي مدعما بالخبرة العملية. مصادرة الحرية • أثير حول خروجك من مباراة الهلال والنصر قبل نهايتها الكثير من الأقاويل واعترضتم على تركيز الكاميرا؟ فعلا هذا أمر سخيف، أي شخص في المباراة يرغب أن تكون له الحرية في تصرفاته وهذا لا يتوافر مع وجود الكاميرات التي ترصد كل حركة له، وأقول أعان الله الأمير عبد الرحمن والأمير نواف بن سعد، لأنني عندما أذهب لمشاهدة مباراة أريد أن أتحدث كما أريد وأن أخرج متى ما أريد، أنا لست رئيس النادي وحتى لو كنت رئيسا في تلك المباراة فما المشكلة، ولن يؤثر ذلك على اللاعبين لأنهم لا يعلمون إن كنت غادرت الملعب أم لا، فما المشكلة إن خرجت في الوقت الذي أريد؟! وهذا الأمر قد يتكرر مرة أخرى أو أكثر، فلو حضرت مباراة للهلال وكان مهزوما بهدف أو أكثر خصوصا إذا شعرت أن الفريق لن يفوز أو شعرت بالملل فسأخرج ولا أعلم ما هي المشكلة في ذلك. أهداف التصريحات • كان لديك قناعات حول محمد الدعيع وياسر القحطاني .. هل كان هدفها الضغط على اللاعبين لرفع مستواهما؟ أتمنى العودة إلى الحديث الذي ذكرته في التلفزيون، فأنا لم أقل أبدا إن الدعيع لابد أن يعتزل، من قالها هم الذين تحدثوا بعدي في استديو البرنامج، هم الذين حللوا حديثي واستنبطوا ما قالوه، فقد كان حديثي يعطي انطباعا لما قالوه ولكنني لم أقله، وما قلته هو أنه لو جاءني على سبيل المثال سامي الجابر قبل سنتين من اعتزاله وهو من أفضل لاعبي الفريق في تاريخ النادي، وقال إنه يريد التجديد خمس سنوات بخمسة ملايين، سأرفض ولن أجامله بسبب تاريخه على حساب الهلال، عموما أرى أن نتيجة ما حصل إلى هذين اللاعبين من جراء ذلك التصريح كان يصب في مصلحتهما للعودة إلى مستواهما، ولن أقول إن مستواهما ارتفع بسبب هذا التصريح، ولكن كنت أعتقد أن التصريح في ذلك الوقت سيحقق هدفا معينا كنت أقصده. تميز سامي • ذكرت الآن سامي ودائما تستشهد بسامي، هل السابقين لا يستحقوا الإشارة لهم؟ الهلال محظوظ لأنه لم يكن في يوم لاعب النادي الواحد، لو أردنا اختيار أفضل لاعب في تاريخ النادي سيطول النقاش، هل هو سامي الجابر أم يوسف الثنيان أم صالح النعيمة، وغيرهم، هناك لاعبون كثيرون يمكن أن يدخلوا في النقاش، الهلال هو النادي الأكثر تحقيقا للبطولات في المملكة، ولو سألتم من أكثر لاعب ساهم في تحقيق البطولات مع نادي الهلال؟ لأجاب: سامي الجابر، وهذا هو السبب الوحيد للاستشهاد بسامي. بروز لافت • الاعتراض هو على ربطك البطولات بسامي الجابر؟ سامي لديه ميزة وهذه الميزة متوافرة أيضا في ماجد عبد الله وفهد الهريفي ويوسف الثنيان ونواف التمياط ومحمد نور، وهي بروز مستواهم بشكل ملفت عندما تكون المباراة كبيرة والضغط يكون عاليا، وهناك ناد من الأندية في السعودية ولن أذكر اسمه كان لديه أفضل لاعبين في المملكة، وعندما تكون المباريات كبيرة لا يظهر مستوى هؤلاء اللاعبين فيها. مارادونا وبيليه • ويوسف الثنيان؟ لا أعتقد أن هناك موهبة ظهرت في الوطن العربي كيوسف، وأتذكر كلمة لكوزمين قال فيها لو ولد الثنيان في البرازيل أو الأرجنتين لكان يمكن أن يقارن بمارادونا وبيليه. مقولة خاطئة • عادة يوصف الهلال بالنادي المدلل؟ أنا أحب التاريخ وأحفظه وأحفظ الأرقام القياسية، ومقولة النادي المدلل غير صحيحة إطلاقا. إعلام سلبي • تقييمك للإعلام الهلالي بغض النظر عن فترة رئاستك وهل يعتبر جزءا من الإدارة؟ الإعلام الهلالي له مزايا كبيرة وله عيوب كبيرة أيضا، من مزاياه أنه يعطي دعما للنادي ولاعبيه ويضع الفريق تحت ضغط، الهلال هو النادي الوحيد الذي لا يمكنه الاسترخاء، ومن الأمثلة على عيوبه، هذا الموسم فاز الهلال بالدوري وكأس ولي العهد وحققنا أرقاما قياسية، فلو هزمنا مثلا بثلاثة أهداف من الاتحاد أو النصر في كأس الملك القادمة وقتها ستظهر الانتقادات وسيظهر الفريق والجهاز الفني والأجهزة الأخرى في النادي وكأنهم بلا خبرة، ولا يدركون ما يقومون به، ومن عيوبه الكبيرة أيضا أنه في بعض الأحيان يستفز جماهير الأندية الأخرى ويجعلهم يكرهون الهلال وبالتالي يكون إعلاما مسيئا، وأنا ضد هذا الأمر بشكل كبير، وفي بعض الأحيان ينتقد بدون وجه حق. الأسلوب الأمثل • في أولى فترات الأمير عبد الرحمن لرئاسة نادي الهلال طالبته الجماهير والإعلام الابتعاد عن المثالية، ما تقييمك لتلك المرحلة؟ النتائج هذا العام ساعدت كثيرا، أما مسألة المثالية فعندما كنت رئيسا كان الجمهور يسألني لماذا لا تهاجم الحكم الفلاني، ولماذا لا ترد على رئيس النادي الفلاني، من وجهة نظري الأسلوب في الرد والإساءة للآخرين على المدى الطويل لا يصلح، خصوصا وأن لدينا صورة النادي الذي يحترم الأندية الأخرى ويحترم المسؤولين في عملهم والحكام، هذه هي الصورة التي يجب أن نعكسها كهلاليين وهناك فئة من الجمهور وهي كبيرة تريد الرد بشكل عنيف وكنت أقاوم هذه الرغبة، ولم أسيء لأي أحد وأرى أن الأمير عبد الرحمن يسير بنفس الطريقة، والحمد لله أنه ليس ممن يدفعون إلى الإساءة لأي أحد، وشاهدنا أن هذا الأسلوب مع الوقت هو الأسلوب الأمثل وشاهدنا كثيرا من رؤساء أندية في فترات ماضية بدون ذكر أسماء يسيئون إلى الكثيرين، أين موقع هذه الأندية من البطولات؟!. ميزانية للمصداقية • يقال عند خروجك من نادي الهلال لم تكن هناك ميزانية للنادي؟ أنا الرئيس الوحيد الذي قدم ميزانية مفصلة لكل مصاريف النادي وإيراداته في ذلك الوقت، ومن بعد خروجي وحتى الآن لم يقدم أي رئيس نادي ميزانيات مفصلة ومدققة. خطى بطيئة • تقييمك لدوري زين الحالي؟ أرى أن الدوري سنة تلوى الأخرى يرتفع مستواه وتزداد أيضا المتابعة الجماهيرية والإعلامية، وأعتقد أننا نسير باتجاه صحيح، ولكن بخطى بطيئة ومن الممكن أن نصل لأهدافنا بشكل أسرع وهذا ما أتمناه مستقبلا. وعي متدرج • هل ترى للاعبين السعوديين ثقافة احترافية غائبة؟ وهل غياب هذه الثقافة سبب في تأخر الانطلاقة العالمية؟ تعاملت مع لاعبي نادي الهلال فوجدتهم نموذجا مشرفا، ف 80 في المائة من اللاعبين محترفون حقيقيون بالنسبة للالتزام والانتظام في التمارين، حتى عندما طبقت التمارين الصباحية الجميع تعامل معها باحترافية، والآن هم يخشون أن يأتي مدرب آخر وتختفي التمارين الصباحية التي تعني إجبارهم على النوم مبكرا، وفي نفس الوقت أصبحت لهم حياتهم الاجتماعية، ولأن لاعبي الكرة يتأثرون ببعضهم، فالهلال وفق بجيل كان ملتزما فمن يأتي بعدهم سيقتدي بهم ويتعلم ذلك، وهناك مثال بسيط؛ عندما كنت رئيسا للهلال حتى في الرحلات الخارجية الفريق بأكمله يستيقظ لصلاة الفجر، ولم يجبرهم أحد على ذلك، فهم حقا لاعبون محترمون ولو قارنا مستوى الوعي الثقافي والاجتماعي في النادي الآن وقبل 20 عاما، لعرفنا درجة الارتقاء التي وصل لها اللاعب السعودي من ناحية الفكر والاحتراف، ويمكن لأي رب أسرة إرسال أبنائه إلى النادي وهو مطمئن على ما سيلقونه هناك، وما ينقصنا أن يكون هناك مثال أو مثالان للاعبين يحترفون خارجيا وينجحون في ذلك ويفتحون الباب لمن يأتي بعدهم. لا لشراء النصر • هل تتولى استثمار نادي الهلال تمهيدا لشراء نادي الهلال عندما تحدث الخصخصة؟ أتمنى أن تتم الخصخصة وأن تتطور الكرة السعودية حتى لو لم أكن أنا المستثمر، لكن لو أتيحت لي الفرصة فأتمنى أن أستثمر في نادي الهلال وأعتقد أنه مستحيل أن أشتري النصر مثلا. الكرة الأمريكية • ما اللعبة التي تتمنى تواجدها كلعبة معتمدة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟ طبعا من الصعب جدا أن تكون لعبتي المفضلة، وهي كرة القدم الأمريكية التي يصعب أن تكون خارج أمريكا، أحب فيها التدريب والمشاهدة والخطط وطريقة إدارة وتوجيه الموارد المالية والإدارة وتعلمت منها أمورا كثيرة تصلح لتجارب أخرى.
