هناك أشخاص يغيرون المناصب وهناك أشخاص تغيرهم المناصب، هناك أشخاص يضيفون إلى الوظيفة العامة وهناك أشخاص يأخذون منها، لا جديد في ذلك، فهذا حالنا دوما مع الوظيفة العامة، فهي ليست أكثر من محطة يحط فيها المسؤول ويرتحل دون أن يخلف غير الذكرى الحسنة أو السيئة في ذاكرة الوطن وإنسانه! لا يبقى في الذاكرة عادة غير أفضل المسؤولين أو أسوأهم، فالناس يتذكرون دائما من يسهم في إحداث التغيير الإيجابي في معاملات وشؤون حياتهم، ولا ينسون أبدا من خلف لهم المصائب التي تبدو أحيانا كالبذور التي قد تنبت بعد سنوات عديدة كما حدث في كارثة سيول جدة! المسؤول الجيد قد تخذله إمكانات وأدوات إدارته فيفشل، أما المسؤول السيئ فيفشل حتى لو امتلك كل الإمكانات والأدوات، لكن لا شيء يضاهي في الفشل إنسانا يأتي إلى المسؤولية على صهوة جواد أبيض كالفارس تسبقه شهرته وتحفه أضواؤه وتلحق به جحافل تلميعه، ثم فجأة نكتشف أن كرسيه أكبر منه، وحصانه الأبيض لا يجد له مكانا حتى في إسطبل البغال! مثل هذا الفارس الذي صنعت فروسيته على مسرح الاستعراض واستمد وهجه من فلاشات الإعلام ليس أكثر من انعكاس لصورة وفروسية عمارة الزيادي «اللي ما تنطفي له نار ولا ينذل له جار» في قصص «عنترة وعبلة»، أما الفروسية الفعلية فتحتاج إلى فرسان حقيقيين يحدثون التغيير الإيجابي ويصنعون الإنجاز ويدونون تاريخهم في وجدان وذاكرة المجتمع وليس على صفحات الصحف. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة