في حياء... ابتسمت شمس الصباح على وجهي الحافل بجدول الأعمال ، تسارعت خطواتي ..في سباق مع الزمن، وتلاحقت أنفاسي في الاتجاهات الأربعة، أبلغت السائق بموعد الانطلاق إلى لقاء لجنة التطوير، وأفاد بأن المعاملات الأخرى لم تكتمل وسيتسلمها السائق الآخر، أبلغت السكرتارية .. وتوجهت المركبة إلى بوصلة الطريق القديم إلى مكة الحبيبة .. ملامحها الحانية .. تذكرني دائما بجدتي الحبيبة رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه. بحثت أناملي كتيب الأذكار وكان اللقاء مع عيني المتأملة للحروف والكلمات بين المفهوم والمغزى .. كنت خلف مقعد العم رزيق .. السائق الطيب.. آخر عهدي في ذاكرتي الخضراء بمجريات الأمور.. انحراف السيارة عن مسار الطريق..تفاديا للشاحنة البائسة بالسائق الساهي أذكر بعدها اتصالات .. بقع الدماء على ثوب العم رزيق .. رجال المرور.. الإسعاف..مديرة المكتب .. نائب المندوب.. زميلات المهنة .. الطوارئ .. زميلات القسم .. قائمة الزوار من الأهل والأقارب والقيادات التربوية..الجميع يترقب الأخبار للاطمئنان، تلهج ألسنتنا حمد الشاكرين على قضاء رب العالمين،تكتنفنا محبة من حولنا والمزيد من الرقية والدعوات من الزائرين والزائرات وبين ركام الأشعة السينية والمقطعية .. تخطيط القلب.. قائمة من الأسئلة والإجابات..المح ملامح أخي وعمة أبنائي .. ثم أمي الحبيبة المريضة والأيتام الخمسة ورحلات مسائية مع الآلام.. تعقبها رحلات صباحية بين أروقة المستشفى وأطباء العظام.. ذكرها أحدهم، خلع بسيط في الكتف الأيمن ،وسيعود إلى مكانه مع مرور عقارب الساعة على ذاكرة الزمن .. إنها مزاح شاحنة مع مركبة التربية والتعليم ،سائق الشاحنة الوافد كان يتأمل بثور العمل على وجهه في المرآة ...يالها من مفارقة.. وأمام المرآة .. سأل الكتف الأيسر .. رفيق دربه..ما الذي حدث لك؟! فقد تغيرت ملامحك .. نظر إليه بانكسار.. إصابة عمل.. ابتدره قائلا: لديك بدل ضرر.. أجابه بابتسام : لا فالخطر مهنتي!!! آمال ملاك مشرفة تربوية جدة