تقدمت قبل أشهر إلى المركز السعودي للتبرع بالأعضاء، برغبتي في تطوير مجاني للموقع الإلكتروني الحالي للمركز، وإضافه رابط خاص باسم «هبة» يمثل البوابة الإلكترونية التي تستقبل الطلبات، على أن يتم استكمال بقية الطلبات الرسمية من خلال البريد أو التوثيق لدى المستشفيات والمراكز المعتمدة في البرنامج متى أتيحت الفرصة للمتبرع. ما حدث بعد ذلك بكل أسف هو كعادتنا في التفاعل مع المستجدات أجهض المشروع قبل ولادته. وتوقف التواصل مع القائمين على المركز، رغم أن الدكتور فيصل شاهين قال لي في المكالمة الوحيدة معه: إنها فكرة متميزة وقابلة للتفعيل، ونرحب بها خاصة أنها ستسهم في تطوير قوائم المتبرعين لدى المركز وبالتالي تعم الفائدة. وكنت قد اتصلت بالمركز، وقلت للموظف أود الحصول على استمارة التبرع كي اقرأها قبل التعبئة، رفض تماما بحجة أهمية حضوري الشخصي. وطلبت توفر كل البيانات في الموقع على الأقل لقراءة تلك التفاصيل التي تخصني وتخص المتلقين سواء قبل الممات أو في الحياة، وبالفعل نجحت في إقناعه بإرسال صورة من الاستمارة بعد أن قلت له: يا أخي أغلى ما عندي أعضائي في حياتي ومماتي واتصالي بك واهتمامي لأني أود التبرع بها الآن، فلم لا تيسر إجراءات انضمامي إلى قائمة المتبرعين. وفي شأن الموقع أيضا، تحدثت مع مسؤول في المركز، عن أهمية التنسيق مع عدد من الرعاة الداعمين للموقع، يتم بموجبه الإنفاق على الفرق التنسيقية التي تتولى التواصل مع المتبرعين وإصدار البطاقات الخاصة بالتبرع وإرسالها بالبريد لهم أينما كانوا. كنظام يماثل ما تقوم به البنوك المحلية في إصدار البطاقات المصرفية المهمة، نظرا لعظم أهمية تلك البطاقة، كل ذلك لن يحدث بسبب الإدارة والتقاعس والدليل شاهدوا موقع المركز الحالي وأحكموا بأنفسكم. الكثير من الناس لا يعرفون أن آلاف الأرواح تموت سنويا في حوادث السير وغيرها، دون أن يستفاد من الأعضاء البشرية التي يمكن أن تحيي أنفسا غيرها، وهو ما أجازه الشرع والقانون المحلي، وفمن الأولى أن يستفيد النظام القائم على آلية التبرع من الشبكة المعلوماتية في التأكد من قاعدة البيانات في المركز، وبحث وجود اسم المتوفى ضمن قائمة المتبرعين من عدمها. بعد القيام بكل الإجراءات المعنية مع ذويه كونهم الأحق بعد الوفاة بالتصرف بالجثة، لأن عدم وجود تلك الآلية تعني هدرا كبيرا وضياع فرص على أحياء يتألمون ليل نهار في مستشفياتنا المختلفة. خاتمة.. سألني شخص استمع متحمسا لكلامي: هل يجوز التبرع بالأعضاء، واسترسل ما أعلمه أنه عمل محرم شرعاً؟ أجبته: كم مرة تبرعت بالدم، أجاب: عدة مرات، لماذا؟ قلت: من يملك الدم يملك الأعضاء. سكت واقتنع. فتبرعوا متى تيسر لكم. عبد الرحمن المطوع [email protected]