يشكو الكثير من المرضى من ا حتكاك الركبة، وفي الغالب يعطى المريض أدوية لتسكين الآلام التي لا تعالج أو تمنع تقدم المرض، وغالبا ما ينتهي الأمر بضرورة إجراء عملية تبديل المفصل، وهذه العملية لا تخلو من المضاعفات والآلام. الركبه كأي مفصل في الجسم تكسوها الغضاريف، وإذا كان هناك انحناء في الرجل أو سمنة زائدة أو إصابة سابقة أو سوء استخدام أو الوراثة، فكل هذه العوامل تؤدي لاهتراء الغضاريف وحدوث الاحتكاك. ويتمثل العلاج أولا في الوقاية، وهي خير من العلاج، والعلاج حسب شدة الاحتكاك، فإذا كان الاهتراء بسيطا ينصح المريض بتخفيف الوزن والعلاج الطبيعي وتناول الأدوية اللازمة، وإذا كان متوسطا ينصح بمنظار الركبة والتطعيم الغضروفي الذي له نتائج ممتازة بدلا من العملية، وإذا كانت مساحة الغضروف المصاب محددة فبالإمكان أخذ تطعيم من منطقة مانحة من غضروف الركبة، وهذه المنطقة المانحة عادة لا تكون ضمن المنطقة التي عليها تحميل الجسم، ثم تزرع في المنطقة المصابة من الغضروف. وقد يتساءل البعض: ما الفرق بين ما ذكرت وبين زراعة الغضروف؟ ولهؤلاء أقول: زراعة الغضروف تطورت حديث نسبيا، ويؤخذ فيه خلايا غضروفية قليلة من المنطقة السليمة، ويعالج هذا النسيج في مختبر خاص ليكبر وينمو للحجم المطلوب ثم يستخدم كرقعة للمنطقة المصابة. وكثير من المرضى يكون احتكاك الركبة عندهم في الجهة الداخلية، فإن كان هذا هو الحال، وكانت الصابونة سليمة فيبدل نصف الركبة الداخلي فقط، وهي عملية أسهل على المريض. وأنوه في هذا الصدد أن قسم العظام في المستشفى الجامعي يعد أول من بدأ بحوث الجينات المسببة لاحتكاك الركبة في الشرق الأوسط، كذلك بحوث الخلايا الجذعية لعلاج الشلل الناتج عن إصابات الظهر، ونجري حاليا هذه البحوث بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومع مراكز بحثية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. * إستشاري جراحة العظام في مستشفى الخبر التعليمي (جامعة الملك فيصل).