شتاء ساخن.. جريمة الفرد وخطايا المجتمع

النوري أتقن دور السفاح وشخصيات تتخطى الأحمر

يتكلم بلهجة خاصة جدا.. صوت أجش، هيئة متجهمة، ووجه عابس على الدوام. هذا هو (وكيل) الشخصية التي يؤديها عباس النوري في مسلسل «شتاء ساخن» الذي تعرضه الفضائيات في شهر رمضان المبارك. (وكيل) المجرم السفاح رجل مثقل بالديون والأعباء، ويعيل أسرة مفككة مختلفة في الطباع والأهواء والتصرفات، اختار الطريق غير المشروع لينقذ نفسه وعائلته من براثن الفقر، فتحول السارق إلى مجرم وتحولت الجريمة إلى جرائم وبات القتل حرفة (وكيل) الجديدة كيلا يكتشف رجال الأمن، ومن بينهم ابنه خلدون، عصابته ويفكوا رموز الجريمة الأولى.
هكذا بدت ملامح الحلقات الأولى من مسلسل «شتاء ساخن» الذي يطرح من خلاله الكاتب فؤاد حميرة عدداً من القضايا الساخنة ويتناول مشاكل الطبقة الوسطى في سوريا عبر خط بوليسي مشوق، وشخصيات مدروسة مرسومة بإتقان وجرأة وحبكة درامية استثنائية استطاع من خلالها جذب مشاهدي المسلسل منذ الحلقة الأولى.
يلعب الفنان عباس النوري دوره الأول في عالم الإجرام وقد يجد المشاهد صعوبة في تقبل من عرفه من خلال أدوار الخير والمروءة والشهامة، غير أن النوري يثبت من جديد أنه ذلك الفنان المبدع القادر على لعب مختلف الشخصيات مهما كانت صعوبتها، ويؤدي باسم ياخور كذلك دورا مركبا فهو المحرض على الجريمة الأولى التي نفذتها عصابة وكيل والشريك في الجرائم الأخرى، وهو شخص انتهازي سعى لسرقة زوج أمه «أبو سليم» الذي يعمل صائغا بمساعدة وكيل وعصابته، غير أن أحلامه ذهبت أدراج الرياح بعد أن فر أحد أفراد العصابة بالأموال المسروقة واختفى عن الأنظار.
يتفنن سيناريو «شتاء ساخن» في رسم ملامح الشخصيات، حيث يطرح كاتبه فؤاد حميرة نماذج جديدة على الدراما السورية وتتخطى الخط الأحمر، كقصة سامية الفتاة ذات الميول الذكورية التي تعمل على تغيير جنسها، وشخصية زاهر شقيق وكيل المختل عقليا التي يؤديها بإتقان شديد الشاب محمد حداقي، كما يطرح المسلسل قضية خيانة ذوي القربى من خلال العلاقة التي تجمع وكيل بفريال زوجة زاهر، ويعرض المسلسل نموذج الشاب المتدين إلى حد التعصب، والفتاة التي تفرط بشرفها ثم تلجأ إلى العمل الجراحي ليعيد إليها عذريتها.
مسلسل «شتاء ساخن» إخراج فراس دهني، بطولة عباس النوري، باسم ياخور، رنا الأبيض، محمد حداقي، وسامية جزائري.