دهمت الإعاقة حياة الدكتور سعد خلوفة الشهري منذ وقت مبكر، ولكنها لم تكن أبدا عائقا أمام شق الطريق وإثبات الوجود. تعلم ودرس وقارع الصعوبات حتى حصل على درجة الدكتوراه وأصبح محاضرا جامعيا. حتى بعد أن أحيل إلى التقاعد، ما زال الشهري يعلم العقيدة لطلاب الماجستير في الجامعة الإسلامية. ولد الشهري في قرية الحصون في عام 1364ه (شمال أبها 120كم). نشأ يتيما بعد وفاة والديه، وتعرض لإعاقة مبكرة في يديه. درس المرحلة الابتدائية في دار الأيتام في محافظة الطائف واجتازها في سنتين والتحق بعد ذلك بمعهد المعلمين وتخرج منه في العام 1384ه وكان ترتيبه آنذاك الأول على مستوى المملكة. عين معلما في مدرسة سفيان الثقفي في الطائف فوكيلا في نفس المدرسة. واصل تعليمه في مدرسة دار التوحيد بنظام الانتساب وحصل على الشهادة الثانوية ثم انتسب للمعهد العلمي وحصل على الشهادة الثانوية للمعاهد العلمية في عام 1392. انتسب بعد ذلك لكلية الشريعة التابعة لإدارة الكليات والمعاهد سابقا- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حاليا- وحصل منها على البكالوريوس. وفي عام 1397 نقل خدماته للجامعة الإسلامية وعمل معيدا بها، وواصل دراسته للماجستير في كلية الدعوة وأصول الدين «قسم العقيدة» ونال الدرجة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عن أطروحته «الصفات الإلهية عند الفرق الإسلامية عبر العصور التاريخية». وتابع الشهري مسيرة التميز والتفوق في رسالة الدكتوراه التي حملت عنوان: «الصارم الحديد في عنق صاحب سلاسل الحديد»، وحصل على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى. عمل محاضرا ثم أستاذا مساعدا لمادة العقيدة في الجامعة الإسلامية حتى أحيل إلى التقاعد في عام 1424ه. تسلم الشهري عدة مهام طيلة عمله، ومن بينها مديرا لإدارة الإشراف في الجامعة الإسلامية، ثم وكيلا لعمادة شؤون الطلاب، وكان أثناء عمله في الجامعة الإسلامية متعاونا مع جامعة طيبة لتدريس مادة العقيدة، وكذلك كلية التربية للبنات في المدينةالمنورة لتدريس نفس المادة. ويعمل الدكتور الشهري حاليا أستاذا متفرغا متعاونا لتدريس مادة العقيدة لمرحلتي الماجستير والدكتوراه في الجامعة الإسلامية. له من الأبناء الذكور سبعة، أربعة منهم أطباء ومن الإناث أربع إحداهن تحضر الدكتوراه في الرياضيات التطبيقية والأخرى رئيسة قسم الإشراف التربوي لمادة الرياضياتجنوبالرياض.