برعاية الأمير عبدالعزيز بن خالد.. جمعية التنمية الأهلية في عياش تكرم العاملين والمتطوعين    الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان اليوم اجتماع جمعيتها العمومية السادس 26    القمر في التربيع الأول لشهر ذي القعدة اليوم    وزير الموارد البشرية يفتتح المؤتمر الدولي السابع للسلامة والصحة المهنية    سباحو جامعة الإمام عبدالرحمن يُتوجون بكأس دوري الجامعات    محافظ الأحساء يستقبل مدير جوازات المنطقة الشرقية    المياه الوطنية تبدأ تنفيذ 15 مشروعًا بيئيًا في جدة بأكثر من 2.3 مليار ريال    الأهلي السعودي بطلاً لدوري أبطال آسيا.. للمرة الأولى في تاريخه 03 مايو 2025    تعاون دولي بين التحالف الإسلامي والأمم المتحدة لتعزيز كفاءة محاربة الإرهاب    زلزال بقوة 4 درجات يضرب غرب تركيا    اليوم.. بدء الاكتتاب على مليون سهم من أسهم شركة "أدير العقارية" في السوق الموازية "نمو"    أمطار نشاط للرياح المثيرة للغبار على مناطق المملكة    العطاء المغني    أوبك بلس» تقرر زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً    "سدايا" تسهم في دعم مبادرة طريق مكة بالخدمات التقنية في 11 مطارًا خارج المملكة لتسهيل رحلة الحجاج    قطر ترفض تصريحات نتانياهو "التحريضية" بشأن غزة    توقيف زوجين احتجزا أطفالهما داخل «بيت الرعب»    تحذيرات أممية من تصاعد العنف والتدخلات الخارجية في سوريا.. تحركات لفرض السيادة وتثبيت الأمن من جرمانا للسويداء    شاهد.. وزير الدفاع يشهد تمرين القوات الخاصة "النخبة"    خطة تشغيلية تضمن التزام الشركات بمعايير السلامة والجودة.. «الطيران المدني» توفر 3 ملايين مقعد للحجاج    رئيس الاتحاد الآسيوي يُهنئ الأهلي ويشيد بنجاح المملكة في استضافة الحدث القاري    ناصر العطية يتوّج بلقب رالي السعودية    تشيلسي يقيم ممراً شرفياً للبطل ليفربول    أكدا أن نادي جدة لليخوت معجزة تكنولوجية.. زوجان بريطانيان ل(البلاد): المملكة ترسي معيارا جديدا للمرافئ حول العالم    47 % محتوى محلي في المشتريات الحكومية    الأمير عبدالعزيز بن سعود يلتقي القيادات الأمنية في منطقة القصيم    تخريج 331 طالبًا وطالبة من جامعة الأمير مقرن    رئيس مجلس القيادة اليمني يصدر مرسومًا بتعيين سالم بن بريك رئيساً للوزراء    ضبط 5 مقيمين نشروا حملات حج وهمية    ضبط 3212 محاولة تهريب في أسبوع عبر المنافذ الجمركية    ترحيل 15 ألف مخالف وإحالة 20 ألفًا لبعثاتهم الدبلوماسية    عرض 5 أفلام سعودية في مهرجان مالمو للسينما العربية    برعاية أرامكو| الظهران تستضيف أولمبياد الفيزياء الآسيوي بمشاركة 30 دولة    في معرض جسور ب"جاكرتا".. "ركن المساجد" يبرز اهتمام المملكة ب"التاريخية"    "رفيقا درب" جمعتهما المبادرة: «طريق مكة» تسهل على ضيوف الرحمن أداء الفريضة    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من جمهورية إندونيسيا    عبدالعزيز بن سعود يزور المسجد النبوي ويؤدي الصلاة في الروضة الشريفة    فيرمينيو يُتوّج بجائزة أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا للنخبة    «أوساط الرأي».. جوهرة إذاعية لامعة    الإعلام السعودي من نقل الحدث إلى صناعة المستقبل    انتبهوا    "سالم الدوسري" يحصل على جائزة هداف نخبة آسيا    نائب أمير الشرقية يرعى حفل التخرج بجامعة الملك فيصل    وزير الداخلية يدشن عدداً من المشروعات الأمنية في القصيم    مبادرة طريق مكة تجمع (رفيقي الدرب) بمطار حضرة شاه الدولي بدكا    المناعة مرتبطة باضطرابات العقل    فوائد غير متوقعة للرياضة على مرضى السرطان    ارتفاع شهداء غزة إلى 52495    شجر الأراك في جازان.. فوائد طبية ومنافع اقتصادية جمة    مجتمع تيك توك: بين الإبداع السريع والتمزق العميق    نجاح عملية جراحية معقدة لاستئصال ورم ضخم في كلية مسن ببريدة    الملحقيات الثقافية بين الواقع والمأمول    اللغة تبكي قتلاها    «اليدان المُصَلّيتان».. يا أبي !    جمعية خويد تختتم برنامج "محترف" بحفل نوعي يحتفي بالفنون الأدائية ويعزز الانتماء الثقافي    قطاع ومستشفى المجاردة الصحي يُفعّل مبادرة "إمش 30"    أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    أمير منطقة جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وسط أجواء آمنة مطمئنة.. المصلون يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك في مختلف أنحاء المملكة
نشر في عكاظ يوم 28 - 06 - 2023

أدى المصلون اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام، وفي المسجد النبوي، وفي مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، وسط أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله سبحانه وتعالى في هذا اليوم الفضيل.
ففي مكة المكرمة أدى المصلون صلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام وسط أجواء روحانية وإيمانية.
وأمّ المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري الذي أوصى في خطبته المسلمين بتقوى اللهِ؛ فإنهَا أقوَى وأولى وأعدلُ، وهي خيرُ اللباسِ في الوجودِ وأجملُ، فما أحسنهَا منْ زينةٍ لمنْ كانَ يعملُ، وهي الذخرُ يومَ القيامةِ والزادُ المؤملُ.
وخاطب ضيوفَ الرحمنِ، في خطبة عيد الأضحى المبارك بالقول: حُجَّاجَ بيتِ اللهِ الحرامِ، هنيئاً لكم يا مَنْ لبيتُم النداءَ، فأتيتُم مِنْ كلِّ فجٍّ عميقٍ، وفارقتُم الأهلَ والأوطانَ شوقاً إلى البيتِ العتيقِ، وأداءً لركنٍ من أركان الإسلامِ، وشَعيرةٍ منْ شعائرِهِ العِظامِ، مرددينَ بلسانِ الحالِ والمقالِ: لبيكَ اللهم لبيكَ.
وأضاف: لقد منَّ اللهُ عليكُم بالوقوفِ على صعيدِ عرفة، والمبيتِ بمزدلفةَ، والإفاضةِ إلى منى، وها نحنُ نرفلُ وإياكُم في هذا اليومِ العظيمِ؛ الذي عظَّمَهُ ربٌّ كريمٌ، فرفعَ قَدرَهُ، وأَبانَ فَضلَهُ، وشَرَّف ذِكرَهُ، وسمَّاهُ يومَ الحجِ الأكبر؛ لأن الحُجَّاجَ يؤدونَ فيه مُعظمَ مَناسكِ الحجِّ، مِن رمْي للجمراتِ ونحرٍ وحلقٍ وطوافٍ وسعي، فعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ قُرْطٍ قالَ: قالَ رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ». وجعلَ اللهُ هذا اليومَ عيداً للمسلمينَ، فهنيئاً لكُم يا حُجَّاجَ بيتِ اللهِ الحرامِ، وهنيئاً لأمةِ الإسلامِ في هذا اليومِ الأَغرِ، بحلولِ عيدِ الأضحى المباركِ، أعادَهُ اللهُ علينَا وعليكُم وعلى المسلمينَ باليُمنِ والخيرِ والبركاتِ، فتقبلَّ اللهُ حجَّكُم، وشَكَرَ سَعيكُم، وأعطاكُم سُؤلَكُم، وأتمَّ لكُم نُسكَكُم.
وحث الدكتور الدوسري حجَّاجَ بيتِ اللهِ الحَرامِ، بلزوم المبيتَ بمنىً أيامَ التشريقِ، والإكثار فيها مِنْ ذكرِ اللهِ وتكبيرِهِ امتثالاً لأمرِ الله تعالى، واتباع سنة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، واقتفاءً أثر السلف الصالح.
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن مِنْ عِظاتِ هذا الموسمِ ودَلالاتِهِ، وأجلِّ مَقاصدِهِ وتجلياتِهِ أنهُ تأصيلٌ للتوحيدِ وتخليصٌ للقلوبِ والأفعالِ والأقوالِ مِنْ كلِّ شائبةٍ للشركِ والتنديدِ، ولذلكَ كانَ أولُ شعارِ الحجِّ هو التلبية.
وأردف: ومِنْ عِظاتِ الحجِّ ومقاصدِهِ: تجديدُ العهدِ بهَدي النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ تعظيماً وتقديماً واقتداءً، وتحقيقاً للأصلِ الثاني مِنَ الشهادتين، فعن جابرٍ رضي الله عنهما قال: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَيَقُولُ: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ»، فالحجُّ موسمٌ للاتباعِ، وتجفيفٌ لمنابعِ الإحداثِ والغلُو والابتداعِ؛ فقدْ أنزلَ اللهُ تعالى في يومِ عرفة: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".
وواصل فضيلته يقول: ومِنْ عظاتِ الحجِّ ومقاصدِهِ: تجديدُ العهدِ بأركانِ الإسلامِ؛ فعنْ أبي أُمَامَةَ قال: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ».
ومضى يقول فبدأَ صلى اللهُ عليه وسلم بالتقوى التي تتجلَّى في الحجِّ قولاً وعملاً، ثم ثنَّى بعمودِ الدينِ؛ فمِنْ مقاصدِ الحجِّ إقامةُ الصلاةِ، وقدْ قالَ إبراهيمُ عليه السلامُ حين تركَ أهلَهُ عندَ البيتِ: "رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ"، ثم ذكرَ الصيامَ، وعلاقتهُ بالحجِّ ظاهرةٌ؛ فأحدُ الخياراتِ في الفديةِ الصيامُ، وعَدْلُ جزاءِ الصيدِ الصيامُ، وبَديلُ الهدي الصيامُ، ومَنْ لم يقفْ بعرفة شاركَ أهلَ الموقفِ بالصيامِ، وأما الزكاةُ؛ فإنَّ الحجَّ دورةٌ للبذلِ والعطاءِ، ومدرسةٌ للصدقةِ والسخاءِ، فهو ساحةٌ لاجتماع الأغنياءِ والفقراءِ، فيُواسَى الفقيرُ، ويُعان مَنِ انقطعَ بهِ السبيل، وتُقضى حوائجُ السائلينَ، ثمَّ ذكرَ حقَّ ولاةِ الأمرِ، فقالَ: «وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ»، ففي الأركانِ الأولى تحقيقٌ للمصالحِ الدينيةِ، وفي الوصيةِ الثانيةِ تحقيقٌ للمصالحِ الدنيويةِ، وبينهما تكاملٌ وتلازمٌ وتلاحمٌ.
وأبان أن مِن دَلالاتِ الحجِّ ومقاصدِهِ: تحقيقُ الوحدةِ والمساواةِ بينَ المسلمينِ؛ فهذا الاجتماع المهيبُ للقادمينَ منْ كلِّ فجٍّ عميقٍ، على اختلافِ الألسنةِ والألوانِ والأوصافِ، وتباينِ العاداتِ والتقاليدِ والأعرافِ، يُعدُّ منْ أعظمِ معالمِ الوحدةِ والاتفاقِ، ونبذِ الفرقةِ والافتراقِ، فقد اجتمعتْ قلوبُ المسلمينَ على ربٍّ واحدٍ، ورسولٍ واحدٍ، وكتابٍ واحدٍ، وقبلةٍ واحدةٍ، وشعائرَ واحدةٍ، وتلبيةٍ واحدةٍ: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ"، وخطبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ».
كما أنه منْ عظاتِ هذا الموسمِ ومُذكّراتِهِ: حفظُ حقوقِ الإنسانِ، وقدْ أكدَّ ذلكَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ في حجةِ الوداعِ، فقالَ في خُطبةِ يومِ النحرِ: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا».
وأضاف يقول من عظات هذا الموسمِ ودَلالاتِهِ: إكرامُ الإسلامِ للمرأةِ وحفظُ حقوقِها، فجعلَهَا درةً مصونةً، ولؤلؤةً مكنونةً، تجلى ذلك في اهتمامِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمرأةِ في حجةِ الوادعِ، فقالَ صلى اللهُ عليه وسلم: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً». ومِنْ جلائلِ العظاتِ والدَلالاتِ: أنه موسمٌ أخلاقيٌّ يَسمُو فيه المسلمُ، ويترفّعُ عنْ مسَاوئِ الأخلاقِ، وهذا مِنْ أوائلِ ما يلتفتُ إليه مَنْ عَزَمَ الحجَّ لله؛ قالَ سبحانه وتعالى: "فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ"، وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ للهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
وأكد إمام و خطيب المسجد الحرام أنَّ عيدَ الأضحى هو يومُ التضحيةِ والفداءِ، يومُ الفرحِ والصفاءِ، يومُ المكافأةِ مِنْ ربِّ السماءِ، فالأضحيةُ شعيرةٌ إسلاميةٌ، وملةٌ إبراهيميةٌ، وسنةٌ محمديةٌ، فعن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، فذبحُ الأضاحي هو منْ أفضلِ ما يُتقربُ بهِ إلى اللهِ تعالى يومَ النحرِ، ويكرَهُ تركُ الأضحية لِمَنْ قَدرَ عليهَا، كما أنَّ ذبحَها أفضلُ مِنَ التصدقِ بثمنِهَا، وتُجزئُ الشاةُ عنْ الرجلِ وأهلِ بيتِهِ، والبدنةُ والبقرةُ عنْ سبعةٍ.
وبين فضيلته أن للأضحيةِ شروطاً: أن تبلغَ الأضحيةُ السنَّ المعتبرَ شرعاً، وأن تكونَ سالمةً منَ العيوبِ، وأن تُذبح بعدَ الفراغِ منْ صلاةِ العيدِ، وينتهي وقتها بغروبِ الشمسِ منَ اليومِ الثالث عشر، فضحوا تقبلَ اللهُ ضحاياكُم، وطِيبوا بها نفساً، تقبَّلَ اللهُ منَّا ومنكُم صالحَ الأعمالِ، وأعادَ اللهُ علينا وعليكُم هذه الأيامِ بأحسن الأحوال.
وحث الدكتور ياسر الدوسري حُجَّاجَ بيتِ اللهِ، بحمد الله وشكره على امتنانِهِ بتيسيرِ أدائِهم للحجِّ في أمنٍ وأمانٍ، في ربوعِ البلدِ الحرامِ، وفي ظلِ خدماتٍ جليلةٍ، وجهودٍ عظيمةٍ، وفَّقَ اللهُ لها هذه الدولةَ المباركةَ؛ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ التي سَخَّرَتْ كلَّ إمكاناتِهَا لخدمةِ ضيوفِ الرحمنِ، ووفرتْ كلِّ السُّبلِ لتسهيلِ أدائِهِم المناسكَ في راحةٍ وسكينةٍ واطمئنانٍ، وذلك بقيادةٍ حكيمةٍ ومتابعةٍ حثيثةٍ مِنْ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيزِ آل سعود وولي عهدِهِ الأمينِ الأميرِ محمدِ بنِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيزِ - حفظَهُما اللهُ - وجزاهُما عنا وعنكُم، حُجَّاج بيتِ اللهِ، وعنِ الإسلامِ والمسلمين خيرَ الجزاءِ وأعظمَهُ وأزكاهُ وأوفَاهُ.
وفي المدينة المنورة أدى جموع المصلين اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد النبوي، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة.
وعقب الصلاة، استهل فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ خطبتي العيد، بالتهليل والتكبير، وتعظيم الله عزّ وجلّ، والثناء عليه، موصياً المسلمين بتقوى الله وطاعته، وحمده على ما أنعم به عليهم من نعم، وأجلّها نعمة الإيمان به تعالى.
وقال الشيخ حسين آل الشيخ: عباد الله عيدكم مبارك، جعل الله أيامنا سروراً وفرحاً وحبوراً، العيد في الإسلام ترويح للقلوب، وإسعاد للنفوس، فيا أيها المسلم حق لك أن تفرح بما منّ الله من لذة الطاعة ونعمة الهداية، «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ».
وأضاف: فيا أمة الإسلام أدخلوا على أنفسكم في أعياد الإسلام البهجة والسرور، والسعادة والحبور، وهكذا في كل يومٍ لا يعصي الله فيه مسلم، فهو بهذه المثابة، مبيناً أن من مقاصد العيد تقارب القلوب ونشر المحبة والمودة بين أبناء الإسلام، فتبادلوا السلام والتهاني وابذلوا لهم الدعاء والتهاني، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من مسلمَين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرقا».
وأضاف فضيلته قائلاً: انشروا لبعضكم البشاشة والطلاقة والرحابة، وأظهروا لأنفسكم الابتسامة والوضاءة، وتعارفوا بكل معنىً جميل، وكل فعلٍ نبيل، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«لا تحقرن من المعروف شيئاً وإن تلقى أخاك بوجه طلق».
وبيّن فضيلته أن العيد تربية على سخاء النفس، وسلامة الصدر وصفاء السريرة، وعلى العفو والتسامح والصفح، فتخلّقوا بهذه الصفات الحسنة والصفات الجميلة، فيا معاشر المسلمين إن يومكم هذا يومٌ شريف، فقد روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«أعظم الأيام عند الله يوم النحر».
وقال الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ: أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر لله جل وعلا، فاحمدوا الله على نعمه المترادفة، واشكروه على مننه المتكاثرة، بالتزام المفروضات، والبعد عن القبائح والمنهّيات، والتقرّب إليه بالطاعات، فاذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً.
وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي: في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، يقول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع: "ألا وإني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله" فتمسكوا بهذا العهد الذي يكفل السعادة الطيبة والعيشة الرضية في الدارين، فيا أمة الإسلام اسمعوا لهذه الوصية وخذوها بجد وقوة وعزيمة تنالوا العزّ والرفعة، وتنقشع عنكم أسباب الذلة والعناء والشقاء والهوان.
وبين فضيلته أن المقصد الأسمى من الأضاحي تعظيم الخلق لله جلّ وعلا، وتحقيق التوحيد له عزّ شأنه، يقول سبحانه: «لَن يَنَالَ 0للَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاۤؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ 0لتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ، كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُوا۟ الله عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ 0لۡمُحۡسِنِينَ».
وأضاف: ومن كان مقتدراً فالأضحية عنه وعن أهل بيته متأكدة جداً، وليست بواجبة عند أهل العلم عامة من الصحابة ومن بعدهم، والأضحية الواحدة تجزي عن الرجل وأهل بيته من الأحياء والأموات، ويجب أن تكون الأضحية سليمة بما ورد النصّ بها، ومن ما يؤثر على الأضحية وسلامة بدنها، ويجب أن يتفطّن المسلم لسنّ الأضحية، وهو في الإبل ما تم له خمس سنين، وفي البقر سنتان، وفي الماعز سنة، وفي الضأن نصفها، ويستحب أن يأكل منها، ويتصدق من لحمها ويهدي، ويستحبّ أن يذبحها بنفسه إن كان يُحسن ذلك، وإلا شهد ذبحها مكبراً لله جلّ وعلا، شاكراً لنعمه، ومدة الذبح هذا اليوم وثلاثة أيام بعده.
وختم فضيلته خطبتي العيد سائلاً الله عز وجلّ أن يجعل أيامنا كلها سروراً وحبوراً، وأن يعيد هذا العيد أياماً عديدة، ونحن في أمن وأمان وطاعة وإحسان، وأن يجعل أيام المسلمين عامرة بالخير والهدى والتقى، والأمن والصلاح والفلاح، وأن يحفظ حجاج بيته ويردهم سالمين غانمين، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ووليّ عهده، ويجزيهم وجميع أفراد حكومة هذه البلاد على ما يقدمونه للحجاج والمعتمرين من جهود خيّرة، وأن يحفظ هذه البلاد وسائر، وبلاد المسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.