تساؤلات عدة واستفهامات مستمرة وأجوبة مميزة تدور حولي وتحتاج إلى مزيد من الهدوء والعقلانية.. هل تشعر أن الحياة لم تعد لها قيمة لديك؟ هل تشعر بأنك فقدت كل شيء؟ وهل في داخلك حديث للنفس ينادي بأنك لا تستطيع العودة للعيش بشكل طبيعي؟ للإجابة على كل هذه التساؤلات يجب أن نعلم أن كل ما ورد منها لا يمثل إلا مجموعة من المشاعر والأحاسيس لكل من سلك طريق الإدمان.. لتأخذ نصيبها الذهني والجسدي والصحي على القدر الذي يعيشه داخل هذا النفق المظلم ليخسر معه العديد من المهارات والامتيازات.. قد لا يعلم الغالبية أن في الضفة الأخرى سفينةً منقذة تحمل على متنها الأمل والإرادة والعودة للحياة الحقيقية البعيدة عن الإدمان.. من هنا تبدأ خطوات الاعتراف بأن لديك مشكلة مع الإدمان ويجب اتخاذ القرار اللازم للتوقف والاتجاه إلى مستشفى إرادة الذي يقدم البرامج التوعوية والتثقيفية والتأهيلية والعلاجية التي تساهم في المساعدة للخروج من مشكلة الإدمان بالشكل الصحيح مستمداً مهارات التعافي من المختصين والممارسين الصحيين كل في مجاله وتخصصه الدقيق.. ويمثل قسم التوجيه المهني والعلاج بالعمل أهمية قصوى كأحد الأقسام التي تقدم البرامج التأهيلية المرتبطة بالجوانب الجسمية والعقلية والإرشادية والتدريبية.. حيث تقدم وحدة البرامج الرياضية مجموعات تأهيلية تساعد في انخفاض مستوى الاكتئاب ورفع مستوى الارتياح النفسي وزيادة الدافعية للعلاج.. كما أن وحدة التوجيه المهني تقدم مجموعات تأهيلية بمسمى (التوجيه والإرشاد المهني) المتعلقة باكتساب المهارات المهنية للحصول على عمل جديد أو العودة للعمل السابق، وكذلك إقامة الدورات التدريبية داخل المجمع أو في مؤسسات المجتمع المدني مثل الدورات التأهيلية والتخصصية التي يحتاجها المتعافون في سوق العمل.. كما أن وحدة العلاج بالعمل تقدم المجموعات التأهيلية داخل الأجنحة العلاجية وبالورشة الفنية في ما يتعلق بالنجارة والرسم وعمل المجسمات التي تساعد المتعافين على اكتشاف مهاراتهم وتعمل على إبراز شخصيتهم بما يتناسب مع التطور الصحي وتحسن الحالة العلاجية.. وفي المجمل نجد أن جميع الوحدات العلاجية تشارك في البرامج والأنشطة والمعارض التوعوية الداخلية والخارجية التي تعرض وتقدم في الجامعات والمدارس والمجمعات التجارية وجميع المؤسسات والقطاعات الحكومية من منطلق التعاون والشراكة المجتمعية.. ويمثل جانب التأهيل والرعاية الاجتماعية من المحاضرات المتعلقة بالمخدرات والإدمان في الدوائر الحكومية والمؤسسات العسكرية والبيئة التعليمية عنصراً مهماً في تحقيق الهدف المتمثل في الوقاية من الوقوع في إدمان المخدرات وكيفية العلاج والتعامل مع الحالات التي تقع ضحية في إدمان المخدرات.. ختاماً.. الإدمان مشكلة معاصرة ولكنها ليست نهاية الحياة.. بل يمكن حلها بالتعامل السريع واتخاذ القرار المناسب للعلاج دون تردد.. فنماذج المتعافين موجودة بمن عاد وأكمل تعليمه وعاد لعمله وأسرته. رئيس التوجيه المهني والعلاج بالعمل مجمع إرادة والصحة النفسية - خدمات إرادة
