أصيب أهالي عسير بخيبة أمل وهم يرون مشروع مدينة الملك فيصل الطبية الواقع على طريق الملك عبدالله، الذي يربط بين مدينة أبها ومحافظة أحد رفيدة في عسير، متعثراً، وما أنجز فيه لا يمثل إلا جزءاً يسيرا من المشروع العملاق، وتساءل مواطنون عن مصير الحلم الذي بدئ العمل فيه منذ عام 2012، وكان من المفترض تشغيله في المرحلة الأولى مع بداية الربع الأول من 2017، وتشغيله كلياً مع بداية 2019، وكانت فرحة الأهالي غامرة عند البدء في إنشاء المشروع الذي توقف. وطبقا للمواطن علي العكاسي، «ظلت المدينة الطبية في منطقة عسير واحدة من أهم الأمنيات والتطلعات الحالمة التي ينتظرها المجتمع العسير منذ سنوات، ومع انطلاق مراحل منشآتها الأولى كانت الفرحة عارمة وكبرى لأهالي المنطقة ولكل مواطني مناطق الجنوب خصوصا أن المشروع جاء بعد رحلة طويلة من المطالبات والمراجعات كونها تحدث تحولاً كبيراً في حياة المرضى، لا سيما أصحاب الأمراض الصعبة والمزمنة ومباشرة مراجعاتهم الحرجة عن قرب، بعيداً عن مشقة السفر والترحال والتنقل بين الرياضوجدة وغيرها من مدن المملكة». مشيراً إلى أنه مع توقف استكمالها منذ خمس سنوات مضت، طارت الأحلام واغتيلت قبل ولادتها، وتساءل العكاسي: لماذا توقف استكمال مثل هذه المشاريع الإنسانية رغم رصد ميزانيتها الإنشائية والتشغيلية مبكراً من الجهات المعنية؟ ومن هو المتسبب في تعطيلها كل هذه السنوات؟ ولماذا تبقى الشؤون الصحية في منطقة عسير صامتة عن القيام بأدوارها والخروج للرأي العام بالحلول باعتبارها الجهة المسؤولة في نقل معاناة الناس واستحقاقاتهم لأصحاب القرار؟ من جانبه، أوضح حسن مخافة، أنه رغم ما أتت به جائحة كورونا من ويلات إلا أنها أتت بكثير من الفوائد، أهمها تنبيهها للعالم بأهمية الاهتمام بالقطاع الصحي، وجعله أولوية كونه صمام الأمان للمجتمعات وكما يقال «من لم يتعلم من جائحة كورونا فلن يتعلم للأبد». وأضاف: المناطق الجنوبية عموماً ومنطقة عسير بوجه خاص تعاني من سوء الخدمات الطبية، رغم اتساع رقعتها، وكثرة عدد سكانها، والمؤسف أن مدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية، تم وضع حجر أساسها عام 1419ه، ولم تكتمل حتى الآن وتحولت إلى مدينة أشباح ينظر لها سكان المنطقة بكل حسرة وأسف، نأمل كثيراً من الجهات المعنية الاستفادة من الدروس الإيجابية لجائحة كورونا والاهتمام بإكمال المنشآت الصحية، وتجهيزها، وتشغيلها، وفي مقدمتها المدينة الطبية بمنطقة عسير.