قام 200 مبرمج ومبرمجة بتطوير تقنيات المستقبل لمشروع نيوم خلال هاكاثون في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست). إذ نظمت الجامعة تحدي هاكاثون JUNCTIONxKAUST في حرمها الجامعي في الفترة من 12 إلى 14 سبتمبر، وبمشاركة وحضور تنافسي كبير من قبل مئات المطورين والمصممين والمبرمجين ورواد الأعمال من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط بهدف تطوير تقنيات الجيل القادم في عدد من مجالات أبرزها الغذاء والماء والطاقة وذلك لمشروع نيوم العملاق. وسيقوم فريق إي فارمرز (eFarmers) الحائز على المركز الأول في هذا التحدي لهذا العام بالمشاركة في الهاكاثون الدولي في مدينة هلسنكي الفنلندية والذي سيعقد في شهر نوفمبر القادم. وخلال الفترة الماضية تم استلام أكثر من 1200 طلب للمشاركة في هذا الهاكاثون ووقع اختيار لجنة التحكيم على 200 مشارك فقط للتنافس في هذا الحدث. وتم تخصيص أكثر من 25 موجها من قبل الجهات المشاركة وهم المجموعة السعودية للبيانات، إلى جانب حلقات المطورين في جدة (Developer Circles Jeddah)، ومجموعة مطوري قوقل جدة، إضافة إلى وادي العباقرة (Geeks Valley) ويوداسيتي (Udacity)، ومختبرات كاوست المركزية. وكان من بين الجهات المشاركة في هذا الحدث الشركة الرائدة في مجال تقنية المعلومات مايكروسوفت، إلى جانب شركة يونت إكس، الشركة الناشئة في كاوست، حيث قدمتا حلولًا تقنية إضافية، بما في ذلك منصتا الحوسبة الفائقة Azure وSentient. وصرح صالح الزيد، رئيس أعمال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت السعودية: «مهمتنا هي تمكين كل شخص وكل مؤسسة في العالم من الإنجاز والنجاح. لذلك، نحن في مايكروسوفت ندعم المبتكرين ورواد الأعمال في جميع أنحاء العالم. واستطاع هذا الهاكاثون المتميز الذي تنظمه كاوست في حرمها الجامعي جمع أفضل المواهب والعقول في المملكة العربية السعودية وإعطائهم الفرصة لاختبار وتجربة تقنيات وتطبيقات شركتنا. الفرق الفائزة في هاكاثون JUNCTIONxKAUST: فاز بالمركز الأول فريق إي فارمرز eFarmers، وهي تقنية استشعار يمكنها تحديد مدى رطوبة باطن التربة للنباتات بدقة، وجاء المركز الثاني من نصيب فريق آركس Arks، تقنية التعليم الآلي قادرة على كشف تسرب المياه في المنازل، وحصل على المركز الثالث فريق نوتراكس Nutrax، وهو تطبيق قادر على مسح الأطعمة وتحديد جميع المعلومات الغذائية فيها بدقة. وشملت التحديات التي ناقشها الهاكاثون ما يلي: مستقبل الغذاء في نيوم: كيف ستتمكن البشرية من إنتاج أغذية طازجة في الصحراء بدون ماء عذب؟ أو استخدام مياه البحر لإنتاج مياه عذبة؟ مستقبل المياه في نيوم: على رغم امتلاك نيوم لشريط ساحلي يمتد لأكثر من 450 كم يتيح لها إمكانية الوصول إلى كميات هائلة من مياه البحر، إلا أنه لا توجد لديها مصادر للمياه العذبة. كيف تتمكن نيوم من استخدام طاقة متجددة ومنخفضة التكلفة وتطويع خبرات المملكة الواسعة في مجال تحلية مياه البحر لإنتاج مياه عذبة صالحة للشرب؟ مستقبل الطاقة في نيوم: كيف ستسخر نيوم الطاقة الشمسية الهائلة في المملكة فضلاً عن طاقة الرياح المتجددة لتزويد أرض المستقبل بالطاقة؟ JUNCTIONxKAUST هو الهاكاثون الثاني من نوعه الذي تستضيفه كاوست كجزء من الجهود التي تقوم بها كل عام مع شبكة شركائها الاستراتيجيين لتصميم حلول مبتكرة للتحديات العالمية المشتركة. يقول كيفن كولين، نائب رئيس الجامعة للابتكار والتنمية الاقتصادية: «وضع حلول مستقبلية لقضايا الغذاء والماء والطاقة والبيئة هو في صميم رسالة كاوست. ونحن في الجامعة نُسخّر كافة خبراتنا ومواردنا ومرافقنا لدعم الأبحاث المتقدمة، ولابتكار منتجات وتقنيات جديدة تصب في هذا الاتجاه. توج هذا الهاكاثون شراكتنا المتميزة مع نيوم التي تهدف لابتكار حلول حقيقية للتحديات التي تواجه المملكة، وكان فرصة عظمية للطلبة والمبتكرين للعمل معًا من أجل مستقبل مستدام للمنطقة والعالم». الدهلوي: مستعدون ل «هاكاثون فنلندا» عبر عالم البيانات عبدالله الدهلوي من فريق إي فارمرز الفائز بالمركز الأول عن سعادته بهذا الإنجاز وقال: «نحن متحمسون جداً للمشاركة في هاكاثون فنلندا، ونعتزم في الخطوة القادمة أن نواصل العمل على تطوير ابتكارنا هذا وأن نرفع من إمكاناته بحيث يصبح جاهزاً للمنافسة في الهاكاثون القادم». وأضاف الدهلوي ل «عكاظ» أن مشروعنا جاء من منطلق أن الحاجة الأساسية للبشر هي المياه كان تركيزنا على المزارعين واستهلاكهم لكميات المياه وكان التحدي كيف يمكننا حل مشكلة هدر المياه لمساعدة المزارعين على تقليل كمية المياه المستخدمة في الزراعة، وأشار إلى أنها أول مشاركة للفريق في هاكاثون جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» ونوه بأن هذه المشاركة أثرتهم للاستعداد في مشاركتهم العالمية في مدينة هلسنكي الفنلندية خلال شهر نوفمبر القادم من العام الحالي 2019، وأضاف الدهلوي أننا في الفريق كنا نهدف لإيجاد حلول عصرية للمشاكل التي تواجه ترشيد المياه، لذا وضعنا على عاتقنا كفريق العمل خلال الثلاثة الأيام الماضية لنخرج بهذه الفكرة التي قد تساهم في حفظ المياه. وخلال هاكاثون JUNCTIONxKAUST طُلب من المشاركين وضع حلول لثلاثة تحديات مهمة ورئيسية لمستقبل تقنيات الطاقة والمياه والغذاء في مشروع نيوم. البروفيسور مارك تستر: نيوم أرض المستقبل قال رئيس قطاع مستقبل الغذاء في نيوم البروفيسور مارك تستر: «نيوم هي أرض المستقبل. نحن نبحث عن أكثر الحلول ابتكارا وتطورا لمواجهة تحديات توليد الطاقة وتنمية مصادر الغذاء والماء. أظهر لنا هاكاثون كاوست أن الشباب السعودي يمتلك طموحاً وإمكانات غير محدودة ستقود المملكة العربية السعودية نحو المستقبل». وأشار تستر في حديثه الذي خص به «عكاظ» إلى أن النواة التي تبنى عليها نيوم من أساسياتها بناء قاعدة أساسات للتمويل ودعم الشركات الناشئة والمتوسطة على أساس أنها تستطيع بناء المستقبل وأخذ ذلك إلى مراحل متقدمة، وحول رؤيتهم عن الحلول والمخرجات التي اختتم عليها الهاكاثون أعماله ذكر تستر ل«عكاظ» أنه لا يمكن تصديق الحلول والمخرجات التي خرج بها الشباب السعودي في غضون ثلاثة أيام عمل فقط هو عمل مذهل بكل تأكيد ونتطلع للعمل في حل المشكلات التي تواجه العالم في المياه والطاقة والغذاء من خلال إجراء مثل هذا الهاكاثون الذي يعمل على إيجاد حلول عصرية. هتان أحمد: نعمل على توليد الأفكار والابتكار قال مدير مركز ريادة الأعمال في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هتان أحمد: «نعمل على أمرين رئيسيين في مركز ريادة الأعمال في كاوست، أولا توليد الأفكار من خلال هاكاثونات أو معسكرات ابتكارية وذلك بهدف توليد الأفكار بشكل أساسي فنحن شاركنا مع كل من إمارة منطقة مكةالمكرمة في برنامج كيف تكون قدوة؟ إضافة إلى شراكتنا مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات فقد أجرينا ثلاثة معسكرات ابتكارية خلال الصيف الماضي في كل من جدة والرياض والأحساء إضافة إلى تعاوننا مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة الدرونز»، وأشار أحمد في اللقاء الذي خص به «عكاظ» إلى أن الهاكاثون يندرج تحت توليد الأفكار، لذا أقمنا هاكاثون هذه السنة بالتعاون مع نيوم وذلك لإيجاد حلول لأبرز المشاكل التي تواجه العالم بصفة عامة في الطاقة والمياه والغذاء، ووجدنا أن كثيرا من الحلول والمخرجات والأفكار التي خرجنا بها قابلة للتطبيق والتطوير فنحن نطمح إلى أخذها وتطبيقها ونكمل عليها لتحويلها إلى المرحلة التالية سواء كانت من خلال شركة ناشئة أو من خلال تقنية تعمل عليه الجهات التي تواجه مشاكل في هذه التقنية لنساهم في صناعة المستقبل في السعودية والعالم، وحول التعاون بين كاست ونيوم ذكر هتان أحمد أن الشراكات تعتبر مهمة وذلك لتحقيق الأهداف المشتركة فتعتبر أهدافنا مشتركة وهي كيفية المساهمة في دفع عجلة التنمية ودفع عجلة التقنية وتحويل المخرجات العلمية والأفكار إلى منتجات وشركات يكون لها أثر كبير في المملكة في العالم.
