استقبل نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسو أمس (الخميس)، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء الأمير سلطان بن سلمان. ورحب المسؤول الروسي باسم الحكومة الروسية بالأمير سلطان بن سلمان في زيارته الأولى بوصفه رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، منوهًا بشخصيته وإنجازاته المعروفة. وثمن العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الصديقين، مؤكدًا أهمية التعاون والشراكة في المجالات كافة، ومنها قطاع الفضاء. من جانبه، عبر الأمير سلطان بن سلمان عن شكره للاهتمام الكبير الذي أحيطت به هذه الزيارة، والتواصل الشامل بين المسؤولين في كافة المؤسسات المرتبطة ببرنامج الفضاء الروسي مع الوفد السعودي، الذي يفتتح جولة من الزيارات الدولية لتقييم مجالات التعاون مع أهم الدول المميزة في قطاع الفضاء، بغرض الاستفادة منها في بناء الإستراتيجة الوطنية للفضاء. من جهة ثانية، عقد الأمير سلطان بن سلمان أمس، جلسة عمل في مقر وكالة الفضاء الروسية «روسكوسمس» مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مدير عام مؤسسة الفضاء الروسية ديمتري روقوزين، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين وكبار المسؤولين في وكالة الفضاء الروسية ومسؤولي الهيئة السعودية للفضاء ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. وبحث الجانبان مجالات التعاون والاستثمارات المحتملة في قطاع الفضاء وبرامج تأهيل الكوادر البشرية وتطوير التقنيات ونقل المعرفة في مجالات الفضاء. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الزيارة تأتي بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بتأكيد التعاون الوثيق مع روسيا الاتحادية في مجالات الفضاء والاستثمارات المشتركة والبناء على التعاون الكبير بين البلدين في مجالات الفضاء خلال السنوات الماضية ونقله إلى المكانة التي تواكب اهتمام المملكة بهذا القطاع وتأسيس هيئة متخصصة فيه، وامتداداً للعلاقات المميزة والتكامل في مجالات اقتصادية أخرى، كما تأتي هذه الجولة ضمن برنامج تعمل عليه الهيئة ضمن مسار إعداد الإستراتيجية الوطنية للفضاء لاستطلاع التجارب ومجالات التعاون في الدول المتقدمة في أنشطة الفضاء وهندسة الطيران. وذكّر بأن المملكة وقبل أكثر من 30 عاما كان لأبنائها فرصة المشاركة في رحلات استكشاف الفضاء عبر فريق علمي قارب ال30 عالماً وباحثاً، وسجلت نفسها كأول دولة عربية ومسلمة ترسل رائد فضاء ويكون لها تجارب على متن مركبة الفضاء. من جانبه، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي مدير عام مؤسسة الفضاء الروسية ديمتري روقوزين إن روسيا تنظر إلى السعودية بصفتها شريكا جادا في العالم كونها زعيمة العالم العربي ولها ثقل دولي وإقليمي كبير، وإن زيارة الأمير سلطان بن سلمان تبرز مدى اهتمام الهيئة السعودية للفضاء بفتح مجالات التعاون والتكامل مع الخبرة الروسية في هذا المجال وإقامة جسور التعاون العلمي والتقني في صناعة الفضاء، وستعطي فهما كبيرا لمستقبل الشراكة بين روسيا والسعودية في الأنشطة الفضائية، لاسيما أن المملكة لديها إمكانات كبيرة بشرية واقتصادية ومكانتها السياسية والجغرافية تجعلها مهيأة لتبوؤ مكانة مؤثرة في مجال الفضاء، وليس من قبيل الصدفة أن يعين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المعروف بحكمته الكبيرة وعمق نظره، لهذا المنصب، قائداً له منجزاته الإدارية والتنموية، وليس غريبا على مجال الفضاء، فهو من أهل هذه المهمة كونه أول رائد فضاء عربي مسلم.
