قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل جميل غزاوي في خطبة الجمعة أمس إن ما يميز المؤمن ويدل على رجاحة عقله رجوعُه إلى الصواب، وتركه ما يتبين له فيه خطؤه، فهو لا يستنكف أن يعود عن قوله أو فعله أو رأيه متى وجد الحق، ولم يستمر فيما كان عليه، وهو لا يكترث بمن يصفه بالتقلب أو تغير الرأي. وأكد أن الرجوع إلى الحق فضيلة، وهو عزة النفس الحقيقية، لا كما يُزيّن الشيطان لبعض الناس أن العزة في الثبات على الرأي وإن كان خطأً. ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام الجميع لمراجعة أعمالهم، فمتى ما وقع المرء في الزلة، سارع بالأوبة، وبادر في طلب التوبة؛ لأنه ينشد الحق ويبتغيه، لأن منهج الإسلام يعلمنا كيف يوطن المرء نفسه على الرجوع إلى الجادة ويرتاضها على لزوم الاستقامة، حيث توعد النبي صلى الله عليه وسلم بالويل الذين يستمعون القول الحق فلا يتبعون أحسنه، الذين يعلمون أنه الحق، ولا يعونه ولا يعملون به، بل يهملونه إما تكبرا وعنادا، وإما تعصبا وتقليدا، وإما غلوا وتقديسا لما هم عليه. ولفت غزاوي الانتباه إلى أن النفوس الكبار لا تأنف أن تنصاع للحق ولا ترضى أن تبقى على الخطأ ولا تمنعها مكانتها من أن تفيء إلى أمر الله. مشددا على أن المراجعة المحمودة تختلف عن التراجع المذموم؛ تعنى أن نصوّب الأخطاء بعد معرفتها ونستدركَ ما فات، حتى تبقى أعمالُ المرء على الصواب والخير والحق، أما التراجع المذموم فهو ترك الحق، فالحق المبين يثبت عليه صاحبه فلا يتزحزح عنه ولا يحيد قيد أنملة. وأوضح أن من صور التراجع المذموم أن يكون العبد على رشد وبينة من أمره ثم يتراجع عن الحق الذي هو عليه ويبدلَ حكم الله اتباعا لهواه ومتابعةً لآراء الناس، وهذه هي الفتنة. وفي المدينةالمنورة تناول إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم فضل البشارة على حياة المسلم. مؤكداً أن الدين حثّ على تبشير المسلم بما يسرّه. وأوضح في خطبة الجمعة أن في دين الإسلام بشارات متتابعة لأهله فالمسلم يحبّ لإخوانه ما يحبّ لنفسه، ويسعى لبذل ما يسعدهم، ومن أيسر أبواب كسب القلوب بشارة الناس بالخير، وبيّن القاسم أن مواساة المكروب وكشف غمته وتبشيره بالخير من أعظم أبواب الإحسان. مؤكدا أنه لا دين أجمل من دين الإسلام، فهو دين الفرح والمسرات، ويحثّ على بثّ السعادة في المجتمع، وأولى الناس بخير الإسلام وبشائره هم أهله.