استهل الشيخ عبد الرحيم المتحمي (80 سنة) ذكريات الشهر الفضيل، باستعراض ما كانت عليه الأحوال قبل عقود وما أصبحت عليه الآن. غير أن المسيرة التي امتدت طوال سنوات كثيرة شهدت نقلات وأحداثا في حياته خصوصا بعد إحالته للتقاعد من رئاسة هيئة الأمر بالمعروف. وكان المتحمي من الميسورين، إذ حباه الله بالمزارع فيجني منها خيرات كثيرة من الحبوب، وكان قوت الناس في ذلك الزمان لا يخرج عن الذرة والدخن، ومع قسوة الظروف كان الأهالي يكثرون من أعمال الخير، وكان يضع كميات من المفتوت بالرشوف أي الروب والحلبة والتمر في صحائف ويقدمها صدقة للفقراء في المسجد» بدأ المتحمي حياته العملية عام 1375ه معلما في مدارس القرعاوية في سحيبة وصبيا بلومة وسبت لومة ثم عين بعدها واعظا ومرشدا دينيا لمركزي حرب وبني عيسى لعامين، قبل أن يتم تعيينه عضوا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القنفذة، وفي عام 1391ه تم نقله إلى مركز حلي (جنوبي القنفذة) رئيسا لفرع الهيئة في المركز، ثم عمل بعدها مساعدا لرئيس الهيئة في القنفذة، وتمت ترقيته وتعيينه رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة تبوك. يواصل المتحمي سرد ذكرياته ل«عكاظ»، ويضيف: إنه في عام 1404ه أجبرته ظروفه العائلية على العودة إلى القنفذة من تبوك. ويتذكر أحد المواقف العالقة بذهنه خلال رئاسته لهيئات منطقة تبوك إذ كان أميرها في ذلك الوقت الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، رحمه الله، «لم أكن أحمل رخصة قيادة لعدم وجود قسم لرخص السير بالقنفذة، وعندما علم الأمير عبد المجيد بالأمر وجه مدير مرور تبوك بإعفائي من فترة التدريب وإصدار رخصة قيادة لي». وتختزن ذاكرة المتحمي العديد من المواقف والأحداث التي عاشها في شهر رمضان منذ القدم، مبينا أنهم كانوا يستخدمون وسائل بدائية للإعلان عن دخول الشهر منها إشعال النار في قمم الجبال والهضاب، ومنها مشاهدة النار في مرتفعات جبل شدا فور ثبوت رؤية الهلال وقال، «كان صوت المدفع قويا يسمع من على بعد 20 كلم، يسري في القرى بسرعة قصوى لعدم وجود الضجيج الذي يحدث الآن نتيجة كثافة السيارات وضجيج الحياة».